تحقيقات وتقارير

(القرنيت) بيد المواطنين … قنابل قابلة للانفجار

 

ظلت مسألة حيازة السلاح غير المشروع تسبب الكثير من التعقيدات الأمنية وتهديد السلم والأمن الاجتماعي للمواطنين، ورغم أن هذه الظاهرة محدودة وتحدث بين الفينة والأخرى إلا أن آثارها الأمنية والجسدية أشد على المواطنين المتضررين ، وقد حملت الأخبار مقتل ثلاث طفلات وأصيب نحو “70” شخصاً بتفجير قنبلة “قرنيت” في مناسبة زواج بحي (غبوش) بمايو جنوبي الخرطوم بواسطة مجهول.

الشرطة توضح

وأعلنت الشرطة توقيف متهم دونت في مواجهته بلاغاً تحت المادة “51” إجراءات من القانون الجنائي وبلاغات تحت المادتين (130- 139) المتعلقتين بالقتل العمد والأذى الجسيم بقسم شرطة اليرموك. وقالت مصادر شرطية لـ”الصيحة”، إن المصابين أسعفوا لمستشفى إبراهيم مالك ومستشفى التميز، ونوهت إلى خروج نحو “34” مصاباً بإصابات طفيفة من المستشفى بعد الاطمئنان على حالتهم الصحية بينما لا زال بقية المصابين – حتى مساء أمس- محتجزين بالمستشفيين بغية خضوعهم للعلاج وللاطمئنان على وضعهم الصحي. وقطع المصدر بانعدام إصابات خطرة. وتوقع المصدر أن تكون عبوة “القرنيت” كانت لدى أحد النظاميين وانفجرت خطأً.وأوضح مكتب النّاطق الرّسمي باسم الشُّرطة أن حادثاً مؤسفاً قد وقع ليلة الثلاثاء بمحلية جبل أولياء حيث انفجر جسم غريب أدى لوفاة طفلتين وإصابة (50) آخرين بعضهم إصابتهم بليغة.وأكّد الناطق الرّسمي باسم قوات الشرطة اللواء شرطة د. هاشم علي عبدالرحيم، أن الحادث وقع بسبب إلقاء أحد الأشخاص عبوة متفجرة أثناء حفل زواج بحي مايو جنوبي الخُرطوم مبيناً أن جهود البحث الجنائي أسفرت عن القبض على المتهم ودون في مواجهته بلاغ ويتم التحري في الحادثة تحت إشراف النيابة، موضحاً أن المعلومات الأوليّة التي تحصّلت عليها الشُّرْطة تشير إلى أن أسباب الحادث اجتماعية نتيجة خلافات تتعلّق بالزيجة نفسها، لاحقا أعلنت الشرطة عن وفاة طفلة ثالثة.

يقظة الشرطة

وقبلها بيومين استطاعت الشرطة منع حدوث كارثة بمنطقة العمارات بعد أن تعاملت مع متهم هارب بمهنية واحترافية عالية عقب قيام مواطن (نظامي سابق) بالتهديد بتفجير طلمبة وقود في شارع (15) بالعمارات بقنبلة (قرنيت وهو من أبناء الدمازين (مرفوت من قوات نظامية)، كان قد ارتكب جريمة نهب في النيل الأزرق برفقة آخر وهرب للخرطوم، وأوضح المصدر أن السلطات هناك أوفدت (مأمورية) لإلقاء القبض على المتهمين وتمكنت من ذلك، إلا أن (مزمل) غافل القوة وهرب منها وهو يحمل مسدساً وقنبلة قرنيت، وأكد المصدر أن مزملًا توجه للطلمبة وأمسك بمسدس الطلمبة وبالقنبلة، وهدد مطارديه بتفجير الطلمبة حال اقتراب أي شخص منه، وأبان المصدر أن قوة من شرطة الدرجة الأولى بالخرطوم ومن شرطة محلية الخرطوم، نجحت بعد مفاوضات ماراثونية في إقناع مزمل بتسليم نفسه وعدم تفجير الطلمبة، وذكر المصدر أن الاستخبارات العسكرية تسلمت المعني.

حوادث سابقة

جرائم متعددة ظهرت في أوقات سابقة نتيجة انتشار السلاح غير المشروع مثل حادثة مسجد الثورة في العام 1992 وحادثة مسجد الجرافة وكثير من الحوادث المفضية إلى الموت أو الإصابات البليغة نتيجة لاستخدام السلاح في مناسبات الزواج … كما أن الشرطة أصبحت في بعض الأحياء الطرفية في ولاية الخرطوم مثل الكلاكلة والحاج يوسف تواجه بمقاومة مسلحة لمجرمين ينتشر بينهم السلاح مما قد يؤدي إلى نوع جديد من الجرائم لم تكن مألوفة لسكان ولاية الخرطوم.

ورغم أن انتشار السلاح في أطراف ولاية الخرطوم صار ظاهرة تتحدث عنها الأجهزة الأمنية والعدلية إلا أن المواطن العادي في ولاية الخرطوم لا يكاد يشعر بتنامي هذه الظاهرة بل وينكرها وهذا يستوجب المزيد من التوعية للمواطن الذي يحمل السلاح حتى يترك حمله وللمواطن الذي لا يحمله حتى لا ينزلق إلى هذا السلوك .وقتها كشفت وزارة الداخلية أن قوات الأمن عثرت على مواد متفجرة وجوازات سفر أجنبية في شقة سكنية بالخرطوم عقب وقوع انفجار صغير بها.وقالت الوزارة إن الانفجار وقع بمنطقة أركويت جنوبي الخرطوم أثناء قيام أحد القاطنين في عقار سكني بمحاولة تصنيع عبوة ناسفة لكنها انفجرت وسببت له جروحاً طفيفة.فيما قتل جنديان من شرطة مكافحة المخدرات في تفجير قنبلة قرنيت قذف بها مشتبه به عليهما خلال عملية مطاردة بمدينة الجنينة عصر يوم الأربعاء ووقع الحادث في البورصة القديمة الجمارك بمدينة الجنينة ما أدى أيضًا إلى إصابة (2) آخرين من قوات المكافحة ومواطن صاحب طبلية في المنطقة.

أمر يعاقب عليه القانون

وحول هذا الأمر قال الخبير العسكرى ونائب رئيس هيئة الأركان السابق الفريق عثمان بلية، في حديثه لـ”الصيحة” أن حيازة السلاح غير المشروع أمر يعاقب عليه القانون بعقوبات رادعة مؤكدًا حيازة السلاح بطرق غير مشروعة يتسبب في زعزعة الأمن والاستقرار كما أنها تؤثر على الأمن المجتمعي لأنها تساهم في تفاقم الجرائم وتوسيع رقعة النزاعات واضطرابات دول الجوار.

فيما أرجع خبراء أمنيون هذه الظاهرة في انتشار السلاح غير المشروع إلى الحروب الداخلية في دول الجوار المحيطة بالسودان في الأجزاء الغربية والشرقية منه، والارتباط التاريخي والثقافي لبعض المجموعات بالسلاح، إلى جانب ضعف الحماية في بعض المناطق الحدودية ولكن بعد الجهود التي قامت بها الدولة في حملة جمع السلاح التي انتظمت في عدد من ولايات السودان أسهمت بصورة كبيرة في الحد من انتشار السلاح وانحسار ظاهرة الصراعات القبيلة التي كان انتشار السلاح أحد أسبابها.

تقرير : عبدالهادى عيسى

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى