الهندي عز الدين

يا الله .. ومن الموت حياة !

لله الواحد القهار جلت قدرته ، وعلا شأنه ، حكمته في وقوع الشر ، ليكون باباً للخير ، وفتحاً لدينه الهادي ، ورسالة ً للضالين المضلين .
جال بذهني هذا الخاطر ، وأنا أتابع بتأثر ودهشة وعجب ، على شاشات عدد من الفضائيات ، نقل صلاة (الجمعة) من مدينة “كريست تشرش” في نيوزيلندا ، فجر أمس (الجمعة) – بتوقيت السودان – والآلاف من سكان البلد غير المسلم يحتشدون لحضور الصلاة ، لمؤازرة ضحايا المسجدين (50 شهيداً) وعشرات الجرحى الذين سقطوا (الجمعة) الماضية برصاص رجل (إرهابي) عنصري اسمه “برينتون تارانت” من مواطني أستراليا القريبة من “نيوزيلندا”.

مشهد باهر ، مزلزل للقلوب ، صادم للعقول المعتمة ، وما كان بإمكان كل منظمات ومؤسسات وجمعيات الدعوة الإسلامية في العالم أن تصنع هذا المشهد النوراني ، وأن تجمع الآلاف من غير المؤمنين بالإسلام وسيدنا “محمد” صلوات الله عليه و سلامه ، ليشهدوا الصلاة في ميدان أخضر قبالة المسجد مكان الجريمة ، ليسمعوا القرآن ، وينصتوا للآذان ، وترتدي النساء والفتيات الحجاب وفي مقدمتهن رئيسة الوزراء السيدة العظيمة “جاسيندا أرديرن” .

يا لروعة الحجاب على رؤوس البيضاوات الشقراوات ، يا لها من تيجان تلألأت من غير ذهب ، فأخذت بألباب الفرنجة من كل حدب وصوب .
تجلت عظمتك يا الله ، إذ نزل الهدى على قلوبهن ، وما هن بمؤمنات ، فارتدين الحجاب على طول وعرض نيوزيلندا ، بينما يريد أن ينزعه من رؤوس المسلمات حكام فجرة في بلاد المسلمين !!
إنها قدرة خالق البشر ، على تصريف أقدار البشر (نحن خلقناكم فلولا تُصدّقون) ، فيجعل موت (خمسين) نفساً ، سبباً في ارتياد من لا دين لهم ، للمساجد والمراكز الإسلامية في نيوزيلندا .. أقصى جنوب العالم ، ودخولهم في دين الله أفواجاً.

تعاطف مئات الملايين من سكان المعمورة مع ضحايا المسجدين في “كريست تشرش” ، وبالتالي تعاطفوا مع الإسلام والمسلمين ، بعد أن شوهت (داعش) و(القاعدة) صورة الدين عند العالمين .
هاهي قدرة الله تجعل من الموت حياةً ، و تزرع من الحزن فرحاً ، و تعز المسلمين بعد أن كانوا قبل أسبوع أذِلةً !!
سبحانك اللهم .. و بحمدك .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى