أخبار

مستشفى القضارف… تدهور بيئي وتكدس مرضى

تعاني مستشفى القضارف من تدهور مريع في البيئة الصحية وانعدام دورات المياه بالمستشفى، الأمر الذي يجعل المرضى يقضون حاجاتهم في باحات المستشفى وأزقتها المظلمة، في الوقت الذي تتكدس فيه المستشفى بالمرضى خاصة الأمراض المستوطنة ولدغات الثعابين.

 

ورغم الظروف التي تعاني منها المستشفى في ظل انعدام الرقابة على مرافق المستشفى وضعف الاهتمام بترقية البيئة وجملة من المعوقات الإدارية، يبذل الكادر الطبي فيها والكادر المساعد جهوداً جبارة في معالجة المرضى الذين يتمددون في أزقة المستشفى بين سندان لدغات البعوض السام وحمى الأمراض، خاصة الملاريا والكلازار والتايفويد، بخلاف الأمراض الأخرى مثل الدرن وغيرها من الأمراض المزمنة التي جعلت لها إدارة المستشفى غرفة للعزل داخل سور المستشفى، مما يعرض أعداداً كبيرة من المرضى والزوار لإصابات جديدة.

ووقفت “شبكة الشروق” على حجم التدهور المريع في البنيات التحتية للمستشفى التي تفتقر للمياه الصحية، وانعدام الحمامات ودورات المياه لدرجة أن حمل ذوي المرضى والمرافقين للأواني بحثاً عن المياه داخل المستشفى وخارجها أصبح أمراً مألوفاً.

 

ويقول حسن كراديس وهو مرافق لوالدته المريضة التي تشكو من بعض الأمراض إن الوجود في المستشفى يسبب أمراضاً إضافية للمريض، لأن البيئة غير صالحة، وتتكدس الأوساخ داخل أسوار المستشفى وتنبعث الروائح الكريهة من داخلها، فضلاً عن عدم توفر “أسرة” للمرضى لدرجة أنه في قسم الحوادث “يرقد اثنان من المرضى في سرير واحد وأحياناً ثلاثة”. ويضيف حسن أن المستشفى بها كادر مؤهل ويعمل في ظروف شاقة في ظل عدم توافر أي مقومات للعمل الطبي.

 

في عنبر “الثعبان” تتجلى المأسي الإنسانية من خلال الأوساخ داخل العنبر الذي خصص للمرضى المصابين بلدغات الثعابين والذين تزايد أعدادهم هذا العام. وفي عنبر الثعبان حيث يحلو تسميته للمرضى يرقد أحياناً اثنان من المرضى أو ثلاثة في سرير واحد، خاصة في قسم الحوادث.

 

ويقول الشيخ ناصر بابكر إن الحمامات في هذا القسم معطلة تماماً ولا تتوافر فيها المياه، مما يجعلها مصدراً للروائح الكريهة وتوالد البعوض، يضاف إلى ذلك أن طبيعة مرضى لدغات الثعبان ينزفون دماً، الأمر الذي يحتم تواصل عمليات النظافة بصورة فورية، إلا إن مجهودات عاملي النظافة تذهب هدراً لتكدس المرضى والضغط الكثيف على المستشفى وفقاً لإفادات أحد الإداريين والذي فضل حجب هويته.

 

الأوضاع المتردية التي تعاني منها كل أقسام مستشفى القضارف العريقة كعراقة أهلها خاصة في مسألة النظافة وعدم توفر المواعين لاستيعاب المرضى، لم تكن خصماً على أداء العاملين بمستشفى القضارف الذين يبذلون مجهودات جبارة في سبيل راحة المرضى رغم ضغط العمل وتزايد الأعداد، ويبرز في هذا المضمار بنك الدم بالقضارف الذي يبذل العاملون فيه مجهودات متعاظمة لتوفير الدم المطلوب دونما الحاجة أحياناً للمتبرعين لإسعاف مرضى لدغات الثعبان.

 

ويقدم مشرف بنك الدم “حسن رمضان” صورة زاهية للإنسان الذي يتصدى لمهامه من خلال إشرافه وكل الطاقم الذي يعمل ببنك الدم من المدير وكل الطاقم الطبي في توفير الدم بأنواعه لا سيما لمرضى لدغات الثعبان، الذين يتطلب وضعهم الصحي توفير كميات كبيرة من “البلازما” والتي تتطلب عمليات معقدة في الدم لجعلها جاهزة للاستعمال الطبي لإسعاف المريض الذي يعاني من زيادة السيولة بسبب سم الثعبان.

 

ووفقاً لعدد من الإداريين استنطقتهم “الشروق نت”، فإن عدم توفر المستشفيات في المناطق الطرفية بالمحليات وافتقارها للتجهيزات الطبية، جعل مستشفى القضارف تعاني من تكدس المرضى بخلاف أن هناك بعض الأمراض خاصة المعدية تتطلب معالجتها بصورة فورية لاختلاط الكثير من المرضى في العنابر، مما يؤدي لإصابات جديدة.

 

وبرغم ضعف الإمكانات والإهمال الحكومي لمستشفى القضارف وفقاً لمرضى ومرافقين، فإن الكادر البشري يعمل بهمة عالية ويبرز في هذا المضمار عدد من الأطباء خاصة اختصاصي الباطنية والذين يعملون مع كوادرهم الطبية المساعدة لعلاج المرضى.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى