تحقيقات وتقارير

احتدام الصراع الليبي الليبي

في وقت تنشغل فيه قوى التغيير بتحديات المرحلة الإنتقالية وسط تحذيرات بضرورة الإنتباه لأن ما يحدث في ليبيا له تأثير كبير ومباشر على السودان يعود ويحتدم الصراع مرة أخرى على الصعيد الليبي بين قوات حكومة الوفاق والجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، فبعد أن أعلن الأخير قبل أسبوعين إلغاء الإتفاق الذي وقع بين الطرفين في مدينة الصخيرات المغربية عام 2015 برعاية الأمم المتحدة، وقبوله التفويض الشعبي لإدارة شؤون البلاد، أكدت حكومة السراج والتي تدعمها تركيا بأن إلغاء حفتر للصخيرات ماهو إلا إعلان فشل ذريع للرجل. وتناولت وسائل الإعلام أمس ( الجمعه) أن قوات حكومة الوفاق بإعادة حشد وتجميع قواتها، تمهيداً لتنفيذ ثالث هجوم عسكري على قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد، بعد يومين من فشل مساعيها لإقتحام القاعدةن وغنتزاع السيطرة عليها من الجيش الليبي، وأن الجيش الليبي تصدى للهجوم، رغم الدعم الجوي التركي، وهو ثاني هجوم فاشل في أقل من شهر. ويؤكد الخبراء في الشأن الليبي أن حكومة الوفاق وأردوغان يهدفون لمناورات الغرض منها حرب كلامية تعكس بأنها في طريقة للسيطرة بعد إلغاء حفتر للصخيرات.

 

آثاره على السودان

لاشك أن الصراع الدائر في ليبيا له أضرار جسيمه على السودان حيث الحدود مع دارفور، وتؤكد المعلومات المتداولة في دارفور إلى موت واسع النطاق بين أبناء الإقليم الذين قرروا الإنخراط في هذا الصراع، مابين دوافع الفقر أوعدم العمل وآمال الهجرة، وبين جهات تدفع بمنسوبيها وبعضهم ينشق لينخرط فيها بمفرده لينال مكاسب ذاتية، في وقت تنشغل فيه الحكومة بتحديات ومشاكل المرحلة الإنتقالية، رغم أن هذا الصراع آثاره مدمره على دارفور وعلى السودان بشكل عام، ويستوجب ذلك الوعي والحذر وتحديد الموقف للتصدي لمآلات الأوضاع.

 

المشاركة في الحلول

حكومة البشير قبل السقوط كانت تدعم على الدوام حكومة السراج مبررة ذلك بأنها الحكومة المعترف بها دولياً، وكانت تتهم حفتر بمساندة حركات دارفور ضدها، وأعلنت مراراً أن الحركات المسلحة في دارفور تحارب مع حفتر في ليبيا، في وقت أعلنت فيه أيضاً وسائل إعلام دولية بأن هناك قوات من الدعم السريع تحارب مع حفتر كمرتزقة رغم نفي الدعم السريع لهذا الحديث جملة وتفصيلاً. ويرى الخبراء أنه على الحكومة الإنتقالية متابعة الأمور وتحديد الموقف والمشاركة في أي حلول للأزمة الليبية.

 

أجنحة كورونا

ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية علق على هذا الصراع قائلا على أجنحة الكورونا حمل محور أردوغان وتركيا أجندته المعروفة إلى ليبيا، والحق أنه أختار الزمان والمكان بدقة إستراتيجية لن تختصر أثارها على ليبيا إذا نجحت الخطة، مؤكدا أن أول المعنين مباشرة هم السودان ومصر وتشاد وتونس وجوارهم الإقليمي لاحقا، وأن هذا لا يحتاج إلى أدلة وبراهين، مضيفا أن ليبيا بثرواتها وموقعها الإستراتيجي داخل إفريقيا وفي مواجهة أوروبا وجوارها لبلدين مهمين فقد فيهما الإسلاميين السلطة، وهما مصر والسودان، والجماعات الإسلامية التي ضاق عليها الخناق في آسيا وإفريقيا تحتاج إلى موطىء قدم لرد الصاع صاعين مع نهب الموارد الليبية وتطويعها للمشروع الكبير الذي يجد معارضة فاترة من الغرب لأسباب لا صلة لها بالكورونا، وتابع وإن كان إنشغال الغرب بالكورونا لحظة لا يوجد أفضل منها للتدخل التركي الذي إختار المكان والزمان بدقة، وهي أول عملية عسكرية مباشرة من المحور التركي في افريقيا، لافتا إلى أن قوى الثورة والتغيير مشغولة بالصراع على توزيع أسلاب السلطة والمحاصصات، وإلى أن بعضها يقف موقفا محيرا من السلام، مؤكدا أن ما يحدث في ليبيا يصب في مصلحة الثورة المضادة، وقال إن تونس هي البلد الوحيد الذى عبرت فيه قواه السياسية بخطورة ما يجري في ليبيا وأعلنت عن موقفها ضد التدخل في الشأن الليبي، ولكن ما يجري سيكون له آثار مباشرة بعيدة المدى على السودان ومصر وتشاد وتونس وآخرين، مضيفا أن الذين لا يهتمون بإنهاء الحروب في السودان وأهميتها الإسترايجية للأمن وللتغيير عليهم أن يفيقوا من غفوتهم قليلاً فما يحدث في ليبيا من كورونا سياسية آثاره ستكون بعيدة المدى على السودان والإقليم إن نجح ما تم التخطيط له.

 

تداخل كبير

محمد شرف رئيس مكتب حركة العدل والمساواة بالقاهرة والقيادي البارز بالحركة أكد من جانبه أن الإستقرار في ليبيا هو استقرار للمنطقة، وأنه استقرار لدارفور والسودان. وقال شرف لـ (اليوم التالي) إن هناك تداخلاً كبيراً بين ليبيا ودارفور وإن الأحداث في ليبيا ستؤثر بشكل مباشر على دارفور وكردفان، مضيفاً أن هذا التأثير سيمتد إلى تأثير إقتصادي وإفرازات أخرى بتدفق الأسلحة وستتحول المنطقة إلى إنفلات أمني وتهريب للمخدرات ومعبراً للأسلحة المتطورة، وأن هذا سيكون له إنعكاسات سالبة على دارفور بشكل خاص وعلى السودان بشكل عام، وقال ندعم كل الخطوات التي تنادي باستقرار ليبيا، مؤكداً أن الحل الأوفق في ليبيا هو الحل السياسي تحت رعاية الدول المجاورة والإقليمية والأمم المتحدة، مضيفاً نحن في دارفور منشغلون بالتحول وتحقيق عملية السلام، مؤكداً أن ما قيل من أن حركات دارفور تساند حفتر مجرد اتهامات، وقال ربما يكون هناك تعاطف وجداني لطرف على حساب طرف في ليبيا، ولأننا عانينا من الإرهاب والتطرف لذلك يمكن أن يكون التعاطف تلقائي مع حفتر، لكن تواجد ميداني والتفاف مع طرف ضد طرف لم يحدث ولا أتوقع أن يحدث، مضيفاً قد تكون هناك مجموعات مصالح التفت مع طرف ضد طرف في ليبيا ولكن هذه المجموعات ليس لها علاقة بحركات دارفور، وقال لا أعتقد أن قوات الدعم السريع لها تواجد مع قوات حفتر، مضيفاً أن ما قيل في هذا الصدد غير متوازن وليس عن معلومات دقيقة، وتابع قد تكون مشاركة أفراد، ولكن لا أعتقد أن تكون مشاركة رسمية للدعم السريع، ولا أعتقد أن الدعم السريع عنده المساحة للتدخل في الصراع بليبيا.

 صباح موسى

صحيفة اليوم التالي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى