تحقيقات وتقارير

في الذكرى الاولى لمجزرة فض الاعتصام: الخرطوم تتوشح بالسواد وحمدوك لا تراجع عن القصاص

تصاعدت سحب الدخان الأسود أمس وملأت سماء الخرطوم، حيث أحرق الثوار إطارات السيارات احتجاجاً على البطء في محاكمة الذين ارتكبوا مجزرة القيادة العامة التي صادف أمس الثالث من يونيو ذكراها الأليمة.
وخرج جموع من شباب لجان المقاومة في مختلف ولاية الخرطوم إحياء لذكرى مجزرة فض الاعتصام مطالبين بالعدالة والقصاص لشهداء ثورة ديسمبر.

وبالرغم من الحظر المفروض على التجمعات، إلا أن لجان المقاومة أحيت ذكرى المجزرة بطرق مختلفة، فقد اصطف الثوار على طول شارع الستين وحتى بري فيما سمي بالسلاسل البشرية، رافعين صور الشهداء ويهتفون بالقصاص وتحقيق العدالة، وأحيا ثوار جنوب الحزام والصحافة وجبرة الذكرى بالوقوف والهتاف في الشوارع الرئيسية للخرطوم، وأحرقوا إطارات السيارات وأغلقوا الطرقات.
وخرج المئات في مناطق وأحياء أم درمان المختلفة، ورفع ثوار الريف الشمالي شعارات تطالب بمحاكمة العسكر والدعم السريع، حيث حملت لافتاتهم ” كتلونا مندسين لوحاتهم ق د س ” في إشارة لقوات الدعم السريع.
وخرجت أحياء بحري وشرق النيل، كما نظم الثوار في الحاج يوسف مهرجاناً خطابياً احياء لذكرى شهداء مجزرة الاعتصام، وخاطب القياديان بالحرية والتغيير وجدي صاح واسماعيل تاج اللقاء الجماهيرية في شرق النيل.
وتجمع مئات الثوار في محطة بشير بأبو سعد المربعات ، وسط هتافات (الشعب يريد قصاص الشهيد)، وانطلق الموكب إلى محطة الخليج والتقى المحتجون من أحياء متفرقة في محطة الخليج وتفاعل المارة معهم.
وفي السياق ذاته التزم المتظاهرون بالتباعد الاجتماعي وارتداء (الكمامات) وتوقف الموكب في محطة الخليج لربع ساعة، ومن ثم تحرك الى محطة سراج وبعد ذلك تفرقت المواكب قبل حلول الثالثة موعد بدء الحظر.

 

وقالت القيادية بحزب المؤتمر السوداني مواهب مجذوب المسؤولية تحتم على الجميع المحافظة على الثورة وحراستها حتى يتحقق حلم الشهداء والمفقودين لينعم الوطن بالاستقرار وتسود العدالة في جميع ارجائه، واردفت تلك الدماء الغالية رسمت ملامح تاريخ جديد لذلك حقها لا ينقص بالتقادم ولن يطوى في دفاتر النسيان، واردفت كانوا يحلمون بوطن جميل، وسنكمل مشوارهم ولن نترك حقهم بل سيكون شعارنا قولا وعملا حرية سلام وعدالة.
وتباينت طرق إحياء ذكرى الاعتصام، حيث رفع بعض الثوار في مناطق أم درمان القديمة تماثيل لعساكر من قوات الدعم السريع يطالبون بمحاكمتهم، بالاضافة إلى صور شهداء الثورة وشعاراتها المطالبة بتحقيق العدالة وتأكيد استمرارها حتى تتحقق أهدافها.
وفي ولاية الجزيرة خرجت لجان المقاومة بودمدني والقرى المجاورة أمس في مواكب بشارع النيل بمناسبة الذكرى الاولى لمجزرة فض الاعتصام وردد الثوار شعارات طالبت الأجهزة العدلية الإسراع باتخاذ الإجراءات الخاصة بالقصاص لشهداء الاعتصام ، واشعل الثوار النيران مما أدى لإغلاق شارع النيل بودمدني وتغيير خط سير المركبات .

 

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، إن ذكرى الـ3 من يونيو تجدد تحميلهم مسؤولية تحقيق العدالة والقصاص للشهداء ومعاقبة المجرمين، ومسؤولية العمل على تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها الشعب السوداني وقدم الشهداء والمفقودين والتضحيات العظيمة.
وأشار فيصل على صفحته الرسمية بـ(فيسبوك) أمس إلى أن يوم الثالث من يونيو يجيء وهو يحمل ذكرى شهداء فض اعتصام القيادة العامة، يوم المذبحة والملحمة والصمود والبسالة.
وأضاف: “فلنجدد العزم والتصميم على تحمل المسؤولية وإكمال المهام وفاء لدماء الشهداء”.
وأكد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك عدم التراجع عن تحقيق العدالة والقصاص في جريمة فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم قبل عام.

 

وقال : “أؤكد لكم جميعا أن تحقيق العدالة الشاملة والقصاص لأرواح شهدائنا الأبطال في جريمة فض الاعتصام خطوة لا مناص منها ولا تراجع عنها، فهي ضرورية لبناء سودان العدالة، وسيادة حكم القانون، وكسر الحلقة الشريرة للعنف السياسي واستخدام السلاح ضد المواطنين”.
وتعهد حمدوك، بإجراء محاكمات علنية للمتهمين، قائلا: إن “الدم السوداني غال ولا بد من الكشف عن المجرمين وراء فض الاعتصام ومحاسبتهم، وإننا في انتظار اكتمال تقرير لجنة التحقيق المستقلة، والتي سيتبعها تقديم كل من يثبت توجيه الاتهام ضده بالمشاركة في مجزرة فض الاعتصام لمحاكمات عادلة وعلنية، من أجل إيقاف النزيف وضمان تحقيق العدالة في معناها الشامل وصناعة السلام الاجتماعي المستدام في السودان.

 

وطالب تجمع المهنيين السودانيين بمحاسبة “منفذي ومخططي” فض الاعتصام وقال القيادي في التجمع محمد عبد الرحيم خلال وقفة احتجاج بمشاركة “أسر الشهداء” إحياء للذكرى الأولى لأحداث فض الاعتصام نظمت بمقر التجمع بالخرطوم ، قال إن “المدخل الصحيح لتضميد الجراح هو تحقيق العدالة الانتقالية التي هي ركن ومطلب رئيسي من متطلبات الثورة.
وطالب رئيس حزب المؤتمر السوداني المهندس عمر الدقير بالكشف عن المتورطين في فض إعتصام القيادة العامة ومحاسبتهم داعياً لأهمية تصحيح مسار ثورة ديسمبر.

وقال الدقير في كلمة مصورة بثها حزبه بمناسبة الذكرى الأولى لفض إعتصام القيادة العامة والتي صادفت يوم أمس قال إن المجازر لا تسقط بالتقادم واعتبر ان الكشف عن المتورطين في مجزرة فض الإعتصام مطلب وطني عدالي ووفائي وأخلاقي.
ولفت الدقير الى ان الوفاء لدماء الشهداء واسرهم يتطلب وقفة صادقة وشجاعة لمراجعة المسار والتصحيح وإستعادة وهج الثورة وتوجيه البوصلة نحو الاهداف التي مهرها الشهداء بدمائهم

ومن جهته دعا الفريق القطري للأمم المتحدة في السودان، السلطات لإجراء تحقيق موثوق ومستقل حول انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها وتقديم الجناة للعدالة وانتقد الهجمات الوحشية ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في السودان
ودعت منسقة الأمم المتحدة للشئون التنموية والإنسانية في السودان، في بيان صحفي أصدرته أمس دعت الحكومة الانتقالية لتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في 3 يونيو الماضي وغيرها من الحوادث ذات الصلة ووصفت ذلك بالخطوة الهامة نحو تحقيق العدالة والمساءلة .

وفي المقابل طالب الاتحاد الاوروبي بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان مشيرا إلى التضحيات التي قدمها الشعب السوداني منذ بداية الثورة، والتي قادت السودان نحوالانتقال الديمقراطي.
وأكد الاتحاد الاوروبي في بيان له اصدره أمس بمناسبة الذكرى الاولى لفض الاعتصام استمراره في دعم شعب السودان لتحقيق السلام والديمقراطية والعدالة والازدهار للجميع. واكد الاتحاد الاوروبي على ضرورة معرفة الحقيقة حول ما حدث بالضبط امام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية.

قبل عام وأردف ان الاتحاد الاوروبي يتابع عن كثب جهود السلطات السودانية لإجراء تحقيق مستقل وشفاف. وامن على ضرورة محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان” ، ورهن تمتع السودان بانتقال مستقر واندماجه في المجتمع الدولي بتحقيق العدالة.

حمد – فدوى- شذى- عثمان- حافظ – مزمل

                  صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى