رأي

عبداللطيف البوني يكتب: سيزرعون

(1 )
ضج المزارعون ورددت اجهزة الاعلام والاسافير رجع صداهم التي فحواها أن الاستعداد للموسم الزراعي الصيفي اقل من المطلوب بكثير فتحرك ساكن الدولة والحكومة حركة (كورونية) لتلافي الامر مع مكابرة بان كل شيء على ما يرام وارقدوا قفا وختوا في بطونكم بطيخة صيفي ولما كان العنصر الاكثر حرجا في الاسبوع الماضي والحالي هو الوقود للتحضير اصدرت وزارة الطاقة بيانا طويلا اوضحت فيه كميات الجازولين التي ضختها للولايات الزراعية (لزوم الشفافية وكدا) وبالمتر المكعب ولكنها جانبت الشفافية فكان ينبغي أن توضح الكميات بالجالون او حتى البرميل وتفرض علي ايى ولاية أن توضح كيف قسمت نصيبها ليكون المزارع على بينة من مكان وقوده . وبعد تحرياتنا الخاصة اكتشفنا ان الوارد من الجازولين دون المطلوب بكثير . ولكن مع ذلك نقر بأن موقف التحضير قد تحسن ومعظم المزراعين خاصة صغارهم حضروا بشراء الجازولين السوق الاسود رغم أن السعر المعتمد هو السعر التجاري الجديد .اما فيما يتعلق بالتقاوى فقد اقرت الجهات الرسمية ان التقاوى المحسنة اقل من المطلوب بكثير وهذا يعني ما على المزراع الا أن يتجه الى مخزنه كما كان يفعل في الماضي . وعن الماء قالت ادارة الرى إن المياه قد سرت في قناتي الجزيرة والمناقل بينما القنوات الفرعية والكباري وامات عشارين فيعميها في اي صيانة او اصلاح . عن الاسمدة جاء أن الدولة قايضت شركة قطاع خاص بكميات من الذرة من المخزون الاستراتيجي باسمدة مخزنة عند تلك الشركة التي ستقوم بتصدير الذرة (منشار فاخر ) مثلما باعت من ذات المخزون لبرنامج الغذاء العالمي مقابل مائتي الف طن قمح للبلاد ليكون الامر من (دقنو وافتلو) فتضاعفت اسعار الذرة في السوق ولاحت بوادر فجوة غذائية طبعا دا اسم الدلع للمجاعة اما المبيدات وبقية المكملات في (بعدين ربنا كريم )البنك الزراعي اعلن سياساته سنعود اليها إن شاء الله . المهم في الامر أن الشغلانة اصبحت اشبه بحلة عزابة (القطر قام)

(2 )
ومع كل الذي تقدم فالامر الذي لا جدال فيه ويمكننا أن نحلف عليه صادقين أن المزارعين في السودان كبارهم وهم اقلية وصغارهم وهم اغلبية عظمى سوف يزرعون حواشاتهم ومزارعهم ومشاريعهم وكمدوباتهم وجاركوكاتهم من مدخراتهم او من التمويل البنكي او التمويل الاهلي حتى ولو باع الواحد منهم ملابسه اللابسها او قوت اولاده لان هذه فطرتهم التي جبلوا عليها وثقافتهم التي تقول من العيب أن تترك ارضك بور يغشاها المطر ومافيها تيراب . لذلك كونوا من المصدقين اذا طلع عليكم مسؤول ولائي غدا في التلفزيون وقال لكم نحن زرعنا عشرة مليون فدان لتكون جملة ما زرع في البلاد فوق الخمسين مليون فدان لكن لا تسألوهم عن كمية الانتاج المتوقعة لانها سوف تكون كالعادة جوالين ذرة للفدان وستة قناطير لفدان السمسم ومثلها لزهرة الشمس وستة قناطير للقطن المحور وهاك يا تدني في الصادرات وهاك يافجوة غذائية

(3 )
كنا ومازلنا نأمل أن تتغير ثقافتنا الزراعية ونتحدث بلغة الانتاج الرأسي بدلا من الافقي اي لانقول خطتنا التاشيرية أن زرع كذا فدان فل استوب بل نلحقها إن لم نقدم عليها القول خطتنا ان ينتج الفدان كذا قنطار او كذا طن . الان العالم متجه للمعايرة المائية وذلك بان تقول لتر الماء انتج كذا رطل وليس مساحة الارض . الانتاج الراسي يستلزم استخدام التقانات الزراعية الحديثة والا لتزام الصارم بالمواقيت الزراعية وهذا بينه وبيننا فراسخ دونها فراسخ فخد عندك التحضير المتاخر اي حراثة الارض (ديسك وهرو وفتح ) ينبغي أن يبدأ قبل عدة شهور من الزراعة لكي تتشمس الارض وتستعيد خصوباتها طبيعيا وهذا لم يحدث هذا العام التقاوي اصبحت لها مزراعها الخاصة اي حقول تزرع من اجل انتاج التقاوي فقط ولاتؤخذ من انتاج المواسم السابقة وهذا لم يحدث هذا العام وماعلى المزراع الا ان يفتح اقرب شوال عنده وياخذ التواريب كما كان يفعل اجدادنا القدماء الاسمدة من داب ويوريا وسماد ورقي يجب أن تكون بكميات وافرة لاتوجد في عالم اليوم. زراعة بدون اسمدة ولكن نحن ما شاء الله علينا خاصة في القطاع المطري بما في ذلك الزارعة الالية معظم زراعتنا ما بتشم الاسمدة شم ناهيك عن مبيدات الحشائش والافات فاستعاملها مازال في حيز ضيق جدا تأتي بعد ذلك النواحي الادارية من تسويق وشحن وتخزين والذي منه ونحن مازلنا في سنة اولى منها. خلاصة قولنا هنا اننا مازلنا في طور الزراعة التقليدية وسيظل انتاجنا انتاجا تقليديا الي يوم يبعثون ما دام دي حالتنا

(4 )
ومع كل الذي تقدم دعونا نسأل الله ان يمن علينا بغيث وافر في هذا الموسم كما بشرتنا مصلحة الارصاد الجوي اذا قالت إن معدل الامطار سيكون فوق المتوسط وقد اصبحنا نثق في هذة المصلحة لعلميتها وبالمناسبة قالت هذة المصلحة في اخر الاسبوع المنصرم ان اليوم العلينا دا (الاحد السابع من يونيو) سوف تهطل امطار خفيفة ومتوسطة في معظم ولايات وسط السودان فخلو بالكم من صدقيتها في الحتة دي . المهم في الامر اذا من الله علينا بموسم خريف ناجح ونساله ذلك سوف يحدث الفارق فالغيث تحتاجه الزراعة المروية مثلما تعتمد عليه الزراعة المطرية لأن المطر لايروي الزرع فقط بل بما فيه من نتروجين سوف يعطي النبات سمادا وبما فيه من كربون سوف يقتل اﻻفات ولانه هاطل من علي سوف يحلل الارض ويمكن الجزور من التمدد بعبارة جامعة انه يكمل النقص في التحضير والنقص في التسميد والنقص في المبيدات وبالتالي يزيد الناتج فقط يزيد اعباء الحش اي ازالة الحشائش وهنا يأتي دور المزراع الذي لن يقصر . فتضرعوا الى الله بان يمنن علينا بغيث نافع لانقاذ الموسم الصيفي مثلما من علينا بموسم برد طويل في الشتاء الاخير فكان انتاجنا غير مسبوق فقولوا يارب يارب يارب.

 

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى