هروب الحلو من التفاوض يعرقل جهود حميدتي في تحقيق السلام

في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم الوساطة بجنوب السودان إن الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو ستستأنفان محادثات السلام”الخميس” لمناقشة القضايا الخاصة بالعمل الإنساني ووقف العدائيات وإعلان المبادئ ،أعلنت الحركة الشعبية انسحابها من الجلسة التفاوضية مع الوفد الحكومي صباح الخميس.
وقال السكرتير العام للحركة الشعبية شمال رئيس وفد الحركة المفاوض عمار آمون دلدوم إن سبب انسحاب الحركة من الجلسة التفاوضية الخميس أن الوساطة لم ترد على الشكوى المقدمة من الحركة والتي تتهم قوات الدعم السريع بإنتهاكاك ضد المواطنين في مدن السودان فى (بورتسودان، كسلا ، القضارف ، الجنينة ، حجير تونو ، نيرتتي ، فتابرنو ،قريضة ، أم دافوق ،مستري ، لقاوا ،الدلنج ، كادوقلي) بالإضافة إلى تورُّط قواتِ الدعم السريع في أحداث (خور الورل) الأخيرة.
يرى الخبراء فى علم التفاوض و تحليل فض النزاعات أن انسحاب وفد الحركة الشعبية من الجلسة التفاوضية صباح اليوم الخميس عبارة عن مراوغة ومناورة منها لفت أنظار المجمع الدولي والاقليمي بأنها حركة قوية وموجودة على أرض الواقع خاصة بعد أن أحزر جناح مالك عقار تقدماً منقطع النظير في ملف الترتيبات الأمنية يمكن بأشارة من الحزب الشيوعي لوضع العربة أمام الحصان لعرقلة الجهود التي يقوم بها نائب رئيس مجلس السيادة حمدان لتوقيع اتفاق السلام مع الجبهة الثورية السودانية.
ويؤكد الخبراء أن الوساطة لم تسمح لأي كائن من كان بعرقلة جهود السلام في منبر جوبا وستمهل وفد الحركة الشعبية المفاوض مدة (72) ساعة للعودة إلى التفاوض مع الحكومة ولن ترض بأي شروط لاستئناف التفاوض لأنه ليس من مهمة الوساطة إدانة تصرفات أطراف النزاع التي تقع بين الحين والآخر بخصوص خروقات وقف إطلاق، لإن هنالك التزام من جميع حركات الكفاح المسلحة والحكومة بوقف العدائيات، وأن مهام الوساطة أن تقف على مسافة واحدة مع الجميع لتجاوز الخلافات وتقدم رؤى توافقية في القضايا الخلافية للوصول إلى حلول ناجعة.
واعتبر الخبراء أن دعاوي الحركة الشعبية – شمال لقوات الدَّعم السريع بأنها قُوات مُعادية للمواطنين والسلام، يكذبه واقع الحال على الأرض ويفضح مزاعم الحركة الشعبية، ولولا تدخل قوات الدعم والجيش في أحداث بورتسودان وكسلا وجنوب دارفور وغرب دارفور لانفلت الوضع الأمني في كل ولايات السودان، إن جهود حمدان في تحقيق السلام مع حركات الكفاح المسلح شهد له الأعداء قبل الأصدقاء،ولولا حياد القائد حمدان لما تم أختياره لقيادة الوفد الحكومي المفاوض لأنه رجل السلام ويبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق السلام والتنمية ولا يمكن أن ينكره الإّ انسان مكابر.
ويرى الخبير في الدراسات الإستراتيجية دكتور عبدالمجيد ابوماجدة أن رفض رئيس الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو قيادة حمدان الوفد الحكومي بعد تحقيق حمدان نجاح في ملف السلام لتحويل الملف إلى رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لتحقيق أجندة الحركة الشعبية المنادية بعلمانية الدولة السودانية دون مراعاة لقيم ومعتقدات وحضارة وتراث الشعب السوداني وتنفيذ مخطط الدول الغربية لتفتيت البلاد إلى أجزاء.
ويرى الخبير في الدراسات الإستراتيجية دكتور محمد تورشين أن الحزب الشيوعي يريد تحويل السودان إلى دولة علمانية ولكنه يخاف من غضب الشعب السوداني لأنه لا حاضنة سياسة له ويختبي وراء الحركة الشعبية بقيادة الحلو لتمرير أجندته السياسية بشيطنة العسكريين وخاصة قوات الدعم السريع من خلال عملية التفاوض لتضمين بند علاقة الدين بالدولة في التفاوض حتى يتمكن من السيطرة على السلطة ومقاعد المجلس التشريعي في البرلمان لتفصيل القوانين حسب رؤيته المستقبلية ، فيما تقول الحكومة إن هذه العلاقة تُجرى مناقشتها في المؤتمر الدستوري المزمع عقده نهاية فترة الانتقال.
ويكشف الخبراء أن مقرر الوساطة بجنوب السودان ضيو مطوك أبلغ وفد الحركة الشعبية المفاوض أمس الأول بأن العودة للتفاوض تبدأ بمناقشة القضايا الخاصة بالعمل الإنساني ووقف العدائيات، للوصول إلى إعلان المبادئ وان أي مناورة أو مراوغة من أي جهة قبل التوقيع على إعلان المبادي الوساطة غير معنية بها وإنما مساعي لتدمير جهود السلام في منبر جوبا.
تقرير :صالح عبد الله
صحيفة الوطن