تحقيقات وتقارير

حيدر المكاشفي وقراءة تحليلية للحكومة الانتقالية

ليس أمام حكومة حمدوك إلا (الصمود ) أو (الاستقالة)

بعد مرور عام على تشكيل الحكومة الانتقالية أصبح من المنطق جداً الوقوف على ما أنجزته خلال هذه الفترة التي تعتبر كافية لإطلاق الأحكام الموضوعية والتي تعتمد على قرائن الأحوال والنظر إلى واقع ماثل…
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حيدر المكاشفي من الأقلام التي تتميز بقدر كبير من الواقعية والتعامل مع قضايا الراهن في السودان بعمق وبعد نظر وحيادية …
(أول النهار ) التقت الزميل المكاشفي من أجل عمل قراءة تحليلية للفترة الانتقالية بعد مرور عام على تشكيل حكومة الثورة .

فترة تحديات
ابتدر الأستاذ حيدر المكاشفي حديثه قائلاً: معروف أن الفترات الانتقالية بصورة عامة تكون محاطة بقدر كبير من التحديات والصعوبات. .
ولقد زاد الوضع سواءا المشاكسات والخلافات التي كان عنوانها ذلك الهجوم الكبير والانتقادات الحادة التي ظلت تتعرض لها حكومة الدكتور حمدوك من الحاضنة السياسية …

ظلال سالبة …
يواصل المكاشفي رؤيته التحليلية ويقول: كل تلك العوامل ألقت بظلال سالبة على الحكومة بشكل عام …
الدولة العميقة …
وأكد حيدر المكاشفي أن الدولة العميقة المتمثلة في فلول النظام البائد وقيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول ظلت تعمل بنشاط كبير من أجل تدمير الاقتصاد وإفشال الفترة الانتقالية التي تمر بظروف معقدة فوجدت الحكومة نفسها في خضم تعقيدات إضافية.

حكومة مهام محددة ..
يقول المكاشفي كنت أتوقع أن تعتمد حكومة الفترة الانتقالية على جدول أعمال محددة ، على أن تترك القضايا الشائكة للحكومة المنتخبة ..
ولكن للأسف فقد وضعت كل المهام الجسام على عاتق رئيس الوزراء مثلما كان الوضع إبان حكم البشير وهذا الوضع ضاعف من تعقيدات الفترة الانتقالية ..

حالة الإحباط ..
يقول المكاشفي إن سقف طموحات الشارع كان كبيراً إذ كان الناس يتوقعون أن تنجح الحكومة الانتقالية في تغيير الواقع خاصة على مستوى الأوضاع الاقتصادية المتعلقة بمعاش الناس واحتياجاتهم اليومية ولكن الحكومة الانتقالية وجدت نفسها أمام ضغوطات حقيقية بالإضافة إلى ملفات الفساد.

شعبية حمدوك …
يقول حيدر المكاشفي إن الدكتور حمدوك وجد قبولاً خرافياً من جميع مكونات الشعب السوداني الذي بدأ يحتفي به منذ رفضه قبول منصب وزير المالية في عهد المخلوع عمر البشير
ولكن هذا القبول بدأ يتحول إلى حالة عكسية وذلك بسبب البطء الكبير الذي اتسم به أداء الحكومة الانتقالية.

الدعم السياسي مهم ..
يقول حيدر المكاشفي إن الدعم السياسي مهم جداً لأي حكومة ولكن في الواقع نجد أن الحاضنة السياسية أصبح في خانة (المهاجم ) وليس (الداعم).

تجمع المهنيين ولجان المقاومة وتصحيح المسار …
يقول حيدر المكاشفي أن تجمع المهنيين ولجان المقاومة وبقية المكونات كلها أصبحت (ناقمة) على أداء الحكومة الانتقالية لذلك اتجهت لقيادة خط لتصحيح مسار الثورة وذلك لأنهم يرون أن الحكومة لم تستطع إنجاز بعض الملفات المهمة …

أما الصمود أو الاستقالة …
يقول الأستاذ حيدر المكاشفي : الخيارات أمام حكومة حمدوك ليست كثيرة وإنما هي محصورة في أن يصمدوا ويواجهوا كل تلك التحديات حتى (يعبروا وينتصروا) وأما أن يتقدموا باستقالتهم ويفسحوا المجال أمام وجوه جديدة. ..
وللامانة انا متعاطف مع الدكتور عبد الله حمدوك وحكومته وأعتقد أنهم بحاجة لدعم من الجميع وعلى رأسهم الحاضنة السياسية ممثلة في قوى الحرية والتغيير وشباب الثورة ولجان المقاومة لأن المرحلة معقدة وتحدياتها كبيرة جداً لذلك الوضع يتطلب تكاتف وتعاضد بدلا من التشظي والانقسامات والخلافات …

قرار غير موفق من حمدوك …
يختتم الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حيدر المكاشفي حديثه التحليلي لـ (أول النهار) ويقول :كنت أتمنى أن يخرج الدكتور عبد الله حمدوك ويتسلم مذكرة شباب الثورة ويخاطبهم مهما كانت ظروفه والارتباطات المتعلقة بطبيعة عمله وذلك لأن هؤلاء الشباب هم أساس الثورة وهم السند والداعم الأول للحكومة وهم حماة الثورة وأبطالها الذين قدموا أرتالاً من الشهداء حتى يحققوا هذا الانتصار والوطني المهم.

    تقرير: الزبير سعيد

صحيفة أول النهار

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى