تحقيقات وتقارير

جلاب لمصادر : اتفاق جوبا تجاوز شيطان التفاصيل

شهدت عاصمة دولة جنوب السودان (جوبا) في الأيام الماضية توقيع السلام بالأحرف الأولى مع الجبهة الثورية المنضوية تحت لوائها الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال والتي أعطتها الاتفاقية حق الحكم الذاتي للمنطقتين وتشريعات خاصة بالإضافة إلى عدد من البنود الأخرى ولم يكن اتفاق جوبا موقعاً مع الشعبية شمال فحسب بل شمل حركات مسلحه أخرى.

 

الترتيبات الأمنية
يرى الأمين للحركة الشعبية شمال والقيادي بالجبهة الثورية إسماعيل خميس جلاب في إفادات لـ”السوداني” أن أبرز المحطات التي شملت اتفاقية الأحرف الأولى بجوبا ملف الترتيبات الأمنية الخاص بالحركات المسلحة وليس للحركة الشعبية شمال فقط، ويشير إلى أن الترتيبات الأمنية عملية مستمرة وتشمل عناصر ونقاط عديدة مثل هيكلة ودمج القوات وبناء وتطوير وتحديث المؤسسة العسكرية والأمنية.

 

وقال جلاب إن مدة الدمج ستكون 39 شهراً عبر مفوضية (دي دي ار) ، وحول حجم الجيش الشعبي المتوقع دمجه بالقوات النظامية، قال جلاب الجيش الشعبي لا يقاس بكبر أو صغر حجمه ونتحدث عن الأسباب والقضايا التي ضحوا من أجلها وما أنجزه وثبته من مهام وحقوق الشعب السوداني مشيراً إلى أن الترتيبات تبدأ بعد التوقيع النهائي وتستمر لمدة 39 شهراً .

 

ثمة مخاوف عديدة من تعثر الاتفاق قبل التوقيع عليه بشكل وكيفية إنزال التفاصيل على أرض الواقع وإنفاذها، لكن جلاب يشير إلى أن التوقيع الذي حدث بجوبا هو توقيع اتفاق السلام ولا يمكن أن يسمى بالأحرف الأولى، ويقول ” شيطان التفاصيل ..لقد تخطينا تلك المرحلة بدون شيطان أو شيطنة وأن الاتفاق ملك الشعب السوداني وسيحافظ عليه ويطبقه ويبعد عنه الشيطان”.

 

الحكم الذاتي
ربما كانت أكثر التفاصيل تعقيداً في مفاوضات جوبا هو مناقشة خيارات أهل المنطقتين(جنوب كردفان وجنوب النيل الأرزق) سيما بعد طرح الشعبية شمال جناح عقار لخيارات تختلف عن الشعبية شمال قيادة عبدالعزيز الحلو، الاتفاق بشكل النهائي منح الشعبية شمال قيادة عقار تشريعات خاصة بالمنطقتين وحكما ذاتيا ويشير إسماعيل جلاب إلى أن ذلك حقهم الطبيعي مضيفاً التشريعات الخاصة بالمنطقتين والحكم الذاتي حق طبيعي لأهل المنطقتين حرموا منه طويلاً، وأضاف “لقد أعلن رئيس الحركة الشعبية شمال مالك عقار نهاية الحرب في السودان بعد توقيع الاتفاق الأخير الذي أعطى المنطقتين حقوقهم المهضومة “.

 

رعاية الاتفاق
كل اتفاق سلام يحتاج لرعاية خاصة من نواحي مالية ولوجستية من خلال توفر الدعم المالي لإنفاذ المشاريع المتفق عليها ومن خلال رقابة الأصدقاء للأطراف المتفاوضة وحثهم على المضي في تنفيذ الاتفاق، تساؤلات عديدة حول الضمانات تطرح حول اتفاق السلام الموقع بجوبا، في هذا الصدد يجيب إسماعيل جلاب بطريقة لا تخلو من الغموض وتزيد من حجم التساؤلات ويقول إن الجهات الراعية للاتفاقية هي التي تعلم من أين تمول المحادثات. لم يفصح جلاب عن جهة ممولة وقال إن الشعب السوداني هو الضامن للاتفاق فضلاً عن ضمانات الأطراف المتفاوضة الراغبة في تحقيق السىلام .

 

تهمة المحاصصة
اتهامات عديدة خرجت بعد التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام تقول إنها ستكون عبارة عن محاصصات بين الأطراف الموقعة على السلام، وهنا يقول جلاب: الحديث عن الاتفاق ووصفه بالمحاصصة حديث الذين لا يرغبون في السلام والأمن والاستقرار للشعب السوداني، وقال إسماعيل جلاب إن الاتفاق الذي رعته الوساطة الجنوبية سيحقق السلام مضيفاً الوساطة لعبت دوراً إيجابياً وصبرت حتى تحقق السلام، وجوبا وشعبها يستحقون الشكر والتقدير على هذا الصبر، وعرج جلاب بالحديث عن الأطراف الحكومية المتفاوضة معهم، وقال” تفاوضنا أو بالأصح تحاورنا مع وفد الحرية والتغيير والحكومة السودانية كشركاء أولاً حتى تحقق السلام” وتابع ” نقول للشعب السوداني بأن هذه الإتفاقية بداية لبناء السودان الجديد ونهاية السودان القديم وان هذا السلام نهاية لمعاناة الشعب السوداني خاصة النازحين واللاجئين”.

  عبدالرؤوف طه

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى