تحقيقات وتقارير

صناعة الطيران فى السودان .. هل تقلع نحو عليائها من جديد ؟!

خبراء ومختصون يكشفون عن (خطة طموحة) للتحليق

فى سياق التحضيرات الجارية لانعقاد المؤتمر الاقتصادي القومى شهدت القاعة الرئيسة بدار الشرطة فى ضحية (برى) السبت فعاليات ورشة عنوانها صناعة الطيران فى السودان ( الواقع والمستقبل ) نظمها موقع ( النورس نيوز) برعاية عضو المجلس السيادى الفريق ركن ابراهيم جابر عضو المجلس السيادي و مشاركة نخبة من الخبراء وكشفت الاوراق التي تم تقديمها بالورشة عن حقيقة الانهيار المريع والاستهداف الممنهج الذى طال قطاع الطيران بالبلاد خلال الثلاثة عقود الماضية وانتهي بتكسيحه واختفاء طائرة الخطوط الجوية السودانية عن المطارات الاقليمية والعالمية وتواضع المطارات السودانية من حيث المطلوبات التى يجب توفرها وفق منظمة الطيران الدولية (الإيكاو )

تاريخ تليد طاله تدمير ممنهج طوال ثلاثة عقود

مثل كل شي فى السودان كانت صناعة الطيران في الماضي البعيد مفخرة سودانية مثلها مثل مشروع الجزيرة والسكة حديد والخطوط البحرية ويقول البروفيسور صديق تاور بعبرات مشحونة بالشجن أن الخطوط الجوية السودانية كانت فى منتهي الانضباط والتميز والجودة باسطولها من الطائرات التى كانت تجوب السماء وكوادرها البشرية والفنية المؤهلة قبل ان يتم استهدفها بصورة ممنهجة من قبل النظام البائد لصالح لصالح مجموعات نفوذ تابعة للنظام ويضيف ( تاور ) وبالطبع كانت النتيجة التكسيح التام لقطاع الطيران وتصفية الكوادر الادارية والمهنية بالفصل التعسفي والتشريد لصالح شركات وعلي حساب مؤسسات الدولة وخلص تاور الى أن عودة صناعة الطيران التى كانت ترفد الخزانة العامة بنحو بملاين الدولارات سنويا الى ماضيها التليد يستوجب جراحة معقدة واصلاح شامل للبناء المؤسي ومراجعة التشريعات ووصف الورشة بحجر سقط فى بحيرة السكون وطالب البروف تاور شركاء صناعة الطيران بمواصلة الحوار واشارك وزارة النقل لضمان انفاذ التوصيات والاصلاحات توطئة لتحليق هذه الصناعة من جديد

شبح التوقف .. يهدد  معظم شركات النقل الجوي !

الكابتن وداعة الله إبراهيم المدير العام لشركة نوفا سرد خلال الورقة التى اعدتها  قطاع غرفة النقل الجوي مراحل تطور القطاع منذ انطلاقة الخطوط الجوية السودانية 1947م، بقيام الخطوط الجوية السودانية وتطرق الى بداية الجيل الاول من شركات الطيران الخاصة فى العام 1982م  وقال وداعة الله أن معظم  تلك الشركات توقفت وذات المصير يواجه الشركات الحالية التي تواجه ظروف صعبة منها عدم الالتزام بالقوانين نقص الكوادر والتدريب والإحلال وضعف الاجور والضرائب الباهظة والرسوم المختلفة من بيئة وسياحة ضيق الصالات بالمطارات واحتكار الخدمات وشراء وقود الطائرات حتى للسفريات الداخلية التى لا تدر عائد بالدولار فى ظل تذبذب سعر العملات الاجنبية والذى لا يتيح فرصة تحديد اسعار التذاكر ورسوم المطارات وتلجاء معظم الشركات الى شراء الدولار من السوق الموازي وشار وداعة الله الي أن جائحة الكرونا تسببت فى خسارة شركات النقل الجوى والمطارات لموارد هائلة وتسأل وداعة الله ماذا تريد الدولة من قطاع الطيران ؟ واقترحت الورقة في سياق البحث عن الحلول توسعت نطاق السفر والتجارة واتباع الاستراتيجية القومية لصناعة الطيران.

سودانير طائرة يتيمة .. مديونية وقيود تكبل الادارة

ورقة شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير ) التى تصدى لطرحها بالورشة مديرها العام الاستاذ ياسر تيمو صاحب السيرة الذاتية الناصعة والذي توالى مقاليد الادارة بالعام 1918  كانت محط الاهتمام والتعقيب وكشفت الورقة بالارقام والحقائق الدامغة عن واقع محبط للشركة التى كانت عنوان ومحل ثقةالسودانيين ومصدر لدعم خزانة الدولة ثم صارت كسيحة وعرجاء بطائرة واحدة ومثقلة بالديون ويقول (تيمو) ان الرئيس المخلوع البشير كان ترسل له السعودية طائرة لتقله برحلاته الخارجية وكل رؤساء العالم يمتطون ناقلهم الوطني وعلي زيله علم الدولة ! ويضيف لقد تم اخراج سودانير من سياسة الدولة تماما منذ سنوات و تفوق ديون الشركة 50 مليون دولار ونحو 70 مليون ريـال سعودي تم جدولتها لمدة 20 عام وقد أثر ذلك على الاداء التشغيلي للشركة

وتطرق المدير العام لسودانير لأهمية دعم واهتمام الدولة بالنقل الوطنى فى بلد شاسع مثل السودان بحاجة لنقل المنتجات الزراعية من الولاية مباشرة ويضيف تيمو أن سودانير ساهمت فى العديد من الملمات الوطنية وتم إخراجها من سياسات الدولة منذ العام 2018م، وطالبت ورقة سودانير باجازة قانون الناقل الوطنى وانشاء شركة المناولة الارضية واحدة لتلافي هدر العائد وتكشف الورقة عن خطة عمل طموحة للعام   2021-2025 م تقوم على توفير اسطول يتكون من 14 طائرة فى السنة الاولي والدخول  لاحقا فى شراكات لبناء وتطوير الانظمة والخدمة وفق خارطة طريق لكن ذلك مرهون بفك القيود التى تكبل شروع الادارة فى عمليات الشراء والتعاقد اضافة الى تداخلات الاجهزة والروتين وتمركزت النقطة المحورية  للورقة فى انشاء صالة ترانزيت بمطار الخرطوم وتوفير طائرات اقتصادية و منح سودانير الافضلية فى نقل الصادر السوداني بعد التوفير البنية التحتية المطلوبة فى هذا السياق ويبقى  السؤال المهم  هل ستفلح ادارة الشركة فى تحقيق ما تصبو اليه واستعادة ثقة الشعب السوداني

صالة ترانزيت بمواصفات عالمية وتطوير مطار الخرطوم ( كبديل)

ورقة اخري كان محط الاهتمام بورشة صناعة الطيران قدمتها شركة مطارات السودان القابضة عبر نائب المدير العام بشير عبد الرحمن أكد فيها بأن الشركة حكومية تمتلك وزارة المالية 99% من اسهمها وبنك السودان 1% و هي مسؤلة من جميع المطارات بالبلاد  وعددها 15 مطار دولى و7 ولائى وتطرقت الورقة لخطة عمل تهدف الى تطوير مطار الخرطوم القديم بانشاء صالة ترانزيت بمواصفات عالمية وتشيد مدرج اضافي  لاستيعاب أكبر قدر حركة الطائرات ليكون بديلا لمطار الخرطوم الجديد الواقع جنوب قرب أمدرمان ويبعد نحو 50 كيلو من مركز الخرطوم والذى شرع السودان فى تشيده بتمويل من بنك الصادرات الصينى وتم انجاز تسوير 25 كيلو من المطار وتوفير محطتين للكهرباء وتشيد 17 مبني ادارى وكشف نائب مدير شركة المطارات القابضة بخصوص اكمال العمل بالمطار أن ذلك قد يستقرق سنوات واشار الى رفض الحكومة لعرض تركي وصيني  واكد وجود خطط لتطوير المطارات الولائية.

سلطة الطيران المدني تفتح النار بكل الاتجاهات

مدير سلطة الطيران المدني المهندس ابراهيم عدلان فتح النار في كل الاتجاهات واكد بان السلطة ليس لديها ما تخفيه وقال فى مستهل الورقة التى قدمها لن يستقيم الظل والعود اعوج فى اشارة لسلطة الطيران المدني والمح عدلان الى ان نحو 44% من العاملين بمجال الرقابة الجوية  اعمارهم مابين 50-55 سنة وفى ظل جائحة الكرونا ووفق البرتكول الصحى كان جميعهم معرضون لتوقف وكان ذلك عاملا تنفيذ خطة لاستيعاب 154 شاب وشابة وتأهيلهم لتولى العمل مستقبلا والاستفادة من الخبرات فى مجال التدريب ويقول ابراهيم أن معظم اجهزة الملاحة الجوية بالسودان متخلفة ومعظم طائرات الشركات غير مؤهلة للطيران العالمي لانها لا تستوفي شروط الانظمة  على رقم من  منح السلطة لتلك الشركات الوقت الكافي للتحديث وتم تمديد الوقت 6 اشهر اضافية وتؤمن ورقة سلطة الطيران تحديث الانظمة الملاحية  بكل المطارات على بناء قري للصادر بالمطار وربطه بالمنطقة الحرة وزيادة  مساحة المدرج ويضيف المهندس ابراهيم نجحنا فى تركيب شبكة رادار حديثة وهى قيد التجريب حاليا بعض المعاقبين على مدير سلطة الطيران المدني طالبوا بفصل الرقابة الجوية من السلطة التى يجب ان يكون دورها رقابي فقط على توافر اسباب السلامة الجوية .

تم التشخيص .. هل ستري التوصيات النور ؟

راعى ورشة صناعة الطيران بالسودان ( الواقع والمستقبل) عضو السيادى الفريق ابراهيم جابر الذي فضل الحديث بلغة خبراء الطيران ( الانجليزية) وكان حديثه متفائلا ومفعما بالأمال بان صناعة الطيران سوف تعود للتحليق من جديد وتقوم بدورها فى التنمية والتطور ودعم الاقتصاد  وتطرق  الى اهمية صناعة الطيران فى اقتصاديات الدول وقال جابر خلال كلمته الضافية أن ازدهار الطيران يعنى ازدهار السياحة وفتح ابواب الرزق وتسأل الفريق جابر من هو الشخص الذى اختار جنوب غرب امدرمان موقعا للمطار الجديد! واكد بان توصيات الورشة سوف تجد الدعم والتنفيذ

تلك هى بعض ملامح ساعات من الحوار والمدخلات والاوراق العلمية التى اعدها خبراء صناعة الطيران تري هل ستري تلك التوصيات النور وتصبح حقيقة وتنهض هذه الصناعة من رمادها مثل طائر العنقاء الاسطوري .. أم تبقي مجرد أحلام على ورق أسئلة اجابتها تتشكل فى رحم الغيب .

 تقرير  : وليد كمال

الخرطوم(كوش نيوز)

 

 

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى