تحقيقات وتقارير

21 أكتوبر.. تفاصيل يوم حافل بقمع الصحافة والإعلام

 

تعرّض عدد من الصحفيين والإعلاميين لاعتداءات ومضايقات من قبل قوات شرطية وأمنية.. حيث تعرض صباح أمس فريق التصوير بقناة (اسكاي نيوز) للاعتداء من قِبل قوات شرطية.. وفي المساء تعرض فريق عمل مكتبي قناة “الحدث” بقيادة سعد الدين حسن، و”سكاي نيوز” بقيادة خالد عويس، لمحاولات إرهابية لإثنائهما عن العمل والتصوير.. في وقت منعت فيه قوات الأمن عدداً من الصحفيين من تغطية أحداث مظاهرة الأمس 21 أكتوبر..
من جانبها تأسفت وزارة الثقافة والاعلام؛ واعتذرت بشكل مبدئي لكل أجهزة الإعلام والصحافة ومنسوبيها وللصحفيين المستقلين، عن أي مضايقات أو تعطيل أو عنف حدث من قبل القوات الأمنية.

 

اعتداء وضرب
صباح أمس تعرض فريق التصوير بقناة (اسكاي نيوز) للاعتداء من قِبل قوات شرطية، وذلك في المنطقة الواقعة “جنوب مستشفى الخرطوم شمال تقاطع السكة حديد”.. حيث تم إدخالهم إلى أحد (الدفارات) وتم ضرب أحد المصورين بــ(دبشك) البندقية، ومن ثم منعهم من تصوير أحداث مسيرات 21 أكتوبر، وتم تفتيش الكاميرات ومسح الصور التي تم التقاطها.

وقال مدير مكتب (سكاي نيوز) بالخرطوم الإعلامي، خالد عويس لـ(السوداني)، إن الضابط المسؤول رفض مجرد مقابلتنا، وأكد أنهم أبلغوا الجهات المسؤولة بواقعة الاعتداء، وأن المصورين اللذين تم الاعتداء عليهما يحتفظان بالرد القانوني لنيل حقوقهما.

 

مضايقات على الهواء مباشرة
وفي مساء أمس تعرض فريق عمل مكتبي قناة “الحدث” بقيادة سعد الدين حسن، و”سكاي نيوز” بقيادة خالد عويس، لمحاولات إرهابية لإثنائهما عن العمل والتصوير، حيث كان سعد الدين يغطي على الهواء مباشرة للقناة.
وقال مدير مكتب “سكاي نيوز” خالد عويس لـ(السوداني)، إن القوة التي اقتحمت موقع التصوير تتكوّن من (3) سيارات عليها مدنيون بأسلحة وعصي، موضحاً أن الحادثة وقعت بالقرب من موقف شروني، وتابع: “قاطعوا سعد الدين أثناء (المباشر) وسط هرج ومرج، ووسط صيحات من بعضهم بضرورة (اعتقالنا) جميعاً، قبل أن ينسحبوا بذات الضجيج، حين اكتشفوا أنهم على الهواء مباشرة”. ووصف عويس يوم أمس بـ(بالسيئ للغاية) بالنسبة للإعلام.

 

النصف الممتلئ من الكوب
من جانبه قال مدير مكتب قناتي (العربية والحدث) بالخرطوم سعد الدين حسن لـ(السوداني): “هناك نصف ممتلئ من الكوب، إذ تقدمت لنا وزراة الثقافة والإعلام باعتذار رسمي، لكن المظهر مسيء في كلياته لأجواء الحريات. واضاف: “للأسف بالرغم من عظمة الثورة وغاياتها النبيلة، إلا أن غموض المسميات في الأجهزة الأمنية، وظهورهم بالزي المدني، وعلى سيارات تحمل لوحات مدنية، أمر مرفوض في ظل هذه الأجواء، فحتى المذيعة التي كانت على الهواء أبدت دهشتها عندما قلت أنها قوات أمنية، فهذه ثقافة غير موجودة عندهم”.
وختم سعد بقوله: “حقيقة نقدر الاعتذار الذي تقدمت به وزارة الثقافة والاعلام، ففي الماضي الأليم كنا نتعرض للاعتداء والاهانة؛ وكنا لا نجد حتى مجرى قانونياً نسير فيه لنيل حقوقنا القانونية.. نأمل أن تختفي هذه المظاهر، فنحن نغطي على الأرض؛ ولا نعمل مؤامرة، وننقل الوضع كما هو عليه”.

 

اعتذار رسمي
وزارة الثقافة والإعلام أصدرت أمس اعتذاراً رسمياً، لما تعرض له الإعلاميون لقيود على تحركاتهم، وحوادث اعتداء على البعض منهم، اثناء تغطيتهم للتظاهرات.
وقالت الوزارة في بيان لها: “تؤكد وزارة الثقافة والإعلام على الحق في التعبير والحركة والاحتجاج وإبداء الرأي وغيرها من حقوق الإنسان كحقوقٍ دستورية مكفولة بالقانون، وكثمرة جنيناها من ثورة ديسمبر المجيدة التي كانت شعاراتها حرية، سلام، وعدالة، فإنها تأسف وتعتذر بشكل مبدئي لكل أجهزة الإعلام والصحافة ومنسوبيها وللصحفيين المستقلين، عن أي مضايقات أو تعطيل أو عنف حدث من قبل القوات الأمنية”.
واضاف البيان: “لقد تواصلت الوزارة مع مسؤولي الأجهزة الأمنية التي تجاوبت فورياً مع بعض الوقائع ووعدت بالتحقيق في الأمر، وسوف تتابع الوزارة بشكل لصيق أي تحقيقات أو بلاغات أو شكاوى متعلقة بهذا الأمر حتى تسود العدالة ويتحقق مبدأ سيادة حكم القانون والمساواة أمامه”.
وأكدت الوزارة انها ستشرع في ابتدار مشاورات واجتماعات لصياغة بروتكول أو ميثاق متفق عليه، يحكم العلاقة وأسس التعامل بين الأجهزة والمؤسسات الإعلامية والصحفيين والإعلاميين، والأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة بشكل عام، وذلك حتى لا تكون هذه العلاقة محكومة بالتقديرات الذاتية أو واقعة تحت تأثير الأمزجة الشخصية.

 

شجب وادانة
اللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة الصحفيين السودانيين، أدانت في بيان لها بأشد العبارات ما تعرض له الزملاء الصحفيون من ضرب واعتقال ومنع عبور لجسور الخرطوم اثناء أداء واجبهم المهني في تغطية مواكب 21 اكتوبر.
وقالت اللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة الصحفيين السودانيين إنها رصدت عدداً من الانتهاكات الخطيرة التي ظلت ترتكبها جهات متعددة داخل الحكومة الانتقالية من منع الصحفيين من دخول بعض مؤسسات الدولة وتغبيبهم من الحصول على المعلومة. وحذرت اللجنة من تمادي الحكومة في الانتهاكات وممارسة القمع ضد الصحفيين والإعلاميين التي وصلت إلى حد قطع البث المباشر للقنوات والاعتداء عليهم أثناء تغطية الأحداث.
واكدت اللجنة أن تصرفات الأجهزة الأمنية تجاه الصحفيين والإعلاميين تستدعي وحدة الكيان الصحفي لإنجاز نقابته الحرة لتكون خط الدفاع الأول عن المهنة والمشتغلين فيها.
من جانبها أدانت شبكة الصحفيين السودانيين الاعتداء السافر الذي تم على عددٍ من الصحفيين ومراسلي الصحف أثناء تغطية موكب الأمس. وقالت الشبكة إن الذي حدث داخل الخرطوم من قوات شرطة مكافحة الشغب، وشرطة الاحتياط المركزي والأجهزة الأمنية، هو عبارة عن ردة حقيقية عن أهداف الثورة ومبادئها ومطالبها العادلة بالحق في التعبير والاحتجاج السلمي. وقالت: “لقد كانت الخرطوم اليوم عبارة عن ثكنة عسكرية من حيث الانتشار الأمني الكثيف”.
وطالبت الشبكة بمعرفة هوية المعتدين ومحاسبتهم فوراً، وأضافت في بيان لها: “القمع الذي تم على الصحفيين الذين كانوا يؤدون واجبهم المهني، والمواطنين الذين كانوا يمارسون حقهم الطبيعي في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي، يعيد إلى الأذهان ممارسات النظام السابق بذات القمع وأدواته”.

 

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى