تحقيقات وتقارير

عودة (سودان لاين).. مكاسب مالية وزمنية وأمنية

 

خبراء ومختصون، شددوا على إيجابية صدور قرار بإعادة شركة الخطوط البحرية السودانية (سودان لاين) ، في أواخر أكتوبر المنصرم، موضحين أن وجود ناقل وطني له (مكاسب وفوائد) كثيرة مباشرة على الاقتصادي الوطني.إلى ذلك علمت (السوداني) إن لجنة مبادرة استعاد (سودان لاين) شرعت في اتصالات مع وزارة النقل بالتنسيق مع وزارة المالية لتشكيل مجلس إدارة الشركة، إلى جانب الإدارة التنفيذية لها ، وأن هناك خطة استراتيجية لإعادة تشغيل الشركة. في الأثناء جاء ميلاد الخطوط البحرية السودانية في نهاية عقد الخمسينات، وفي 13 فيراير 1959م وقع الرئيسان عبود وتيتو،على الميثاق المشترك الذي تضمن مشروعات التعاون بين السودان ويوغسلافيا.

 

العودة (بأمر الشعب)
وانطلقت مبادرة (استعادة سودان لاين) في يوليو 2019م بشعار (الناقل الوطني عائد بأمر الشعب)، وتضم كوادر وخبراء سودانيين (داخلية وخارجية) في مجال النقل البحري، وشهد تاريخ 22 سبتمبر الماضي، انعقاد ورشة عمل استعادة الخطوط البحرية السودانية تحت شعار(الناقل البحري الوطني عماد التنمية)، وخلالها اعلن عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق الركن ابراهيم جابر، عن (استعادة شركة الخطوط البحرية السودانية) للعمل، داعيا للعمل بامانة ومسؤولية حتى يعاد الاعتبار لهذه الشركة، منوها الى ان الناقل الوطني كانت (مفخرة السودان)، واستنكر امر انهيار شركة كانت (رابحة وعملاقة وقوية) ، وارجع سبب (دمارها) لتحول ثقافة المجتمع في الارتباط بقطاعات العمل الوطنية، وان ( الإنقاذ جات تمت الناقصة)، رغم أنها تمثل احدى دعائم الاقتصاد السوداني ، مشددا على ان(المصيبة الكبرى دخول جهاز الأمن وسط العاملين)، وان هناك كفاءات وخبرات اضطرت للهجرة للدول الأخرى، موجها بالإسراع في قيام الشركة ، وتجاوز التحدي القائم بعودة الكفاءات والخبرات والتحديث.

وشهد تاريخ 26 من اكتوبر المنصرم ، صدور قرار من قبل لجنة ازالة التمكين بإعادة شركة الخطوط البحرية السودانية ، كما وجهت وزارة النقل بالعمل على انفاذ القرار ، وعلمت الـ( السوداني) ان لجنة مبادرة استعادة (سودان لاين) دخلت في اتصالات مع وزارة النقل بالتنسيق مع وزارة المالية ، بغرض تشكيل مجلس الادارة ، والادارة التنفيذية للشركة بحسب توجيهات لجنة ازالة التمكين ، وقالت لـ(السوداني) إن هناك خطة استراتيجية،لإعادة شركة الخطوط السودانية (سودان لاين) .

 

خطوات قادمة
ويرى الكابتن عبدالرحمن محمد حسن ، ان امر عودة الخطوط البحرية السودانية متاح، لانها قامت على شركة باصولها وفروعها واقسامها ، وقال لـ(السوداني) إن الشركة تستطيع العودة وثم العمل في مجال النقل والتوكيلات البحرية ، الشحن والتفريغ والتخليض، وزاد هذه الاقسام موجودة ويمكن مباشرة عملها، كذلك المكاتب الادارية لاتحتاج لامكانات كثيرة وصرف اموال، وان الخطوة المطلوبة تشكيل (مجلس الادارة وتعيين المدير العام ) ، لان الشركة لديها اقسامها التابعة وتمارس انشطة متعددة ، لانها كانت اكبر شركة توكيل بحري وتخليص في المنطقة خلال السنوات الماضية، واضاف: سياسة الشركة في المرحلة القادمة مسؤولية الادارة الجديدة ، وضرورة مواكبة المتغيرات في المجال ، خاصة انها توقفت عن العمل منذ 2000م ، مشددا على ان الشركة تحتاج لإعادة دراسة تستوعب التوجه ورؤية الاقتصادي السوداني، فيما يخص حركة النقل التجارة والصادر والواردات، لافتا الى ان رفع اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للارهاب، يتيح للسودان العودة الى دول اوربا وامريكا والشرق الاقصى والدخول في اسواق جديدة، مع وفتح آفاق تجارية وانشطة متعددة في هذه الدول .
ورهن عبدالرحمن ، مسالة شراء بواخر جديدة ، لعوامل البضائع والمنتجات للسودان خلال الفترة المقبلة لحركتي الصادر والوارد، منوها الى استجلاب البواخر والسفن يجب ان تكون ذات جدوى اقتصادية ، تواكب المتغيرات في عالم النقل البحري ، وذلك عبر وضع استراتيجية جديدة متطورة ، حتى تستطيع الشركة دخول السوق بمواصفات وتقنيات حديثة .

واعتبر عبدالرحمن، ان النشاط المهم للشركة في الفترة القادمة، هو نقل الركاب خاصة انه سوق موجود للسودانيين، يحتاج لبواخر بمواصفات حديثة ، تلبي طموحات (المسافر السوداني)،خاصة ان هناك شركات اجنبية(مسيطرة ) عليه دون المستوى المطلوب لخدمة المسافرين ، داعيا الحكومة الى حماية هذا الحق وان (تكلفة للسودانيين)، وذلك بصدور قرار (حماية ودعم) لشركة الخطوط البحرية السودانية ، بمنح حق النقل الركاب للشركة الوطنية، مشيرا الى ان كفل هذا الحق للشركة الوطنية يستفيد منه السودان، بدعم الاقتصاد مباشرة لانها شركة استراتيجية تقوم بمهام الناقل الوطني للبلاد.

 

مكاسب مالية وزمنية
وشدد الخبير الاقتصادي بروفسير ابراهيم اونور،على اهمية وايجابية عودة الناقل الوطني في خدمة الاقتصاد السوداني، وقال اونور لـ(السوداني) إن هناك (فوائد ومكاسب) كثيرة ومتنوعة يحققها وجود ناقل وطني للبلاد، ولكن تساءل كيف يمكن تنفيذ قرار عودة الشركة ، وامكانية شراء بواخر وسفن جديدة ، وهي تحتاج الى ملايين الدولارنت، وزاد في حالة تنفيذ القرار، توقع اونور، ان يكون اثره ايجابياً على الاقتصاد، مؤكدا ان وجود ناقل وطني يسهل من مهمة نقل وتكاليف البضائع والمنتجات للبلاد، كذلك ينعكس ايجاباً على حركة التجارة بقطاعاتها المختلفة ، وينساب العمل في الميناء، مشيرا الى مساهمته الفاعلة في تقليل (التكاليف الباهظة) الزمنية والمالية في حركة النقل للبلاد.

واكد الخبير الاقتصادي علاءالدين فهمي، على ايجابية قرار عودة الخطوط البحرية السودانية، واصفا لها بالخطة (الممتازة)، وقال لـ(السوداني) إن الناقل يعد احد الاذرع الداعمة للاقتصاد، وفي معظم الدول تكون مملوكة للدولة، وتأثيرها ينعكس مباشرة على الاقتصاد واستقرار النشاط التجاري والامن الغذائي في كثير من الاحيان ، واضاف: مشكلة رجوع صادر المواشي السودانية مؤخراً، احد اسبابها سوء عملية النقل ، وكان يمكن تجاوز هذا الامر في حالة وجود ناقل وطني، يخدم قطاع كل الصادرات السودانية، منوها الى ان وجود الناقل الوطني سيكون له دور كبير في شحن الصادرات السودانية ودخولها الى الاسواق الاوربية والعالمية الاخرى، إلى جانب حل مشكلات الواردات ورفض بعض الشركات الاجنبية دخول ميناء بورتسودان وتأخير عمليات التفريغ، تشغيل ناقل وطني يجعل هناك (اطمئنان) ان البلاد (لن تنقطع من الواردات)، مشيرا الى اهمية ادخال بواخر تستهدف صادر الخضر والفاكهة، لانها تسهم في خفض التكلفة وتحقق القدرة التنافسية، لها في الاسواق الخارجية ، خاصة ان عائدات هذا القطاع سريعة جداً، برفد الخزينة العامة بالعملات الصعبة.

ويشار الى ان شركة الخطوط البحرية السودانية تأسست 1960 حتى تصفيتها 2015م، ويرأسها 13 رئيسا و15 مديرا عاما ، وامتلكت الشركة عدد عشرين باخرة متعددة الاغراض حملت معظمها اسماء ولايات ومدن سودانية ، سنار ، اركويت ، كردفان ، شندي، مريدي، نيالا، امدرمان ، الابيض، دنقلا، دارفور، القضارف ، مروي ، الخرطوم ، النيل الابيض، سيتيت، الضعين، الجودي، دهب. ورفعت هذه السفن بانتشارها الجغرافي علم السودان في معظم انحاء العالم.

 

مواقف خالدة
سنار كانت الباخرة الوحيدة، التي وصلت ميناء السويس في عام 1967م، ولم يكن بارود المدافع توقف بعد، وتعرضت لمضايقات وهي تحمل العون للشقيقة مصر خلال حرب السويس، كذلك خلال فترة قفل قناة السويس كانت البواخر السودانية تبحر دون الرسو باي ميناء عبر رأس الرجاء الصالح ولمدة 36 يوما، (ليل نهار) في حين كانت الرحلة تتراوح مابين 9 الى 11 يوما قبل اغلاق القناة . كذلك شندي كانت اول باخرة عبرت قناة السويس، بعد إعادة فتحها ونالت الجائزة التقديرية من هيئة قناة السويس في يونيو 1975م، كما نجد ان الباخرة نيالا اول باخرة تصل العراق 1992م ، حاملة 8 آلاف طن من المساعدات للعراق الشقيق، كذلك جنبت الشركة السودان مخاطر الازمات والضغوط بنقل السلع الاستراتيجية واجلاء الرعايا السودانيين ، خلال حرب اليمن والخليج .

تقرير – ابتهاج متوكل

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى