منوعات وفنون

في مراسم تشييع الإمام.. جنازة رسمية تقدمها البرهان..تفاصيل يوم حزين بين الملازمين وقبة المهدي

يوم حزين شهدته البلاد، وربما تمتد الفجيعة لأيام برحيل رمز سياسي ضليع سجل التاريخ مواقفه على مر الأزمان الماضية، وفي ظل الظروف التي يعيشها العالم رحل زعيم الأنصار متأثراً بإصابة كورونا، واحتشد الآلاف في تشييعه إلى مثواه الأخير غير مكترثين لأي عواقب قد تلازم الحشد الجماهيري ومخالطة أفراد أسرة أعلنت عدة إصابات مؤكدة وسطها.. قبيل السادسة تماماً من صبيحة الجمعة 27 نوفمبر 2020م، حلقت الطائرة القادمة من عاصمة الإمارات العربية المتحدة (أبو ظبي) في عدد من الدول، إلى أن حطت بمطار الخرطوم وعلى متنها جثمان فقيد البلاد وحكيم الأنصار الصادق المهدي، الذي توفى عن عمر ناهز 85 عاماً، متأثراً بإصابة فايروس (كورونا) صبيحة الخميس 26 نوفمبر الجاري، حيث كانت الجموع الرسمية وممثلي الأحزاب السياسية وأسرته محتشدون لاستقبال جثمانه قبل مواراة الثرى، وكان زعيم الأنصار الصادق المهدي قد انتقل إلى الرفيق الأعلى فجر الخميس في الإمارات العربية المتحدة التي نقل إليها للعلاج بعد إصابته وعدد من أفراد أسرته بفيروس كورونا.

 

جنازة رسمية
استقبلت هيئة شؤون الأنصار جثمان الفقيد عند وصوله، وتقدم موكب مراسم تشييع الجنازة الرسمية بمطار الخرطوم، والتي أعلنت عنها الحكومة الانتقالية منذ وقت باكر، تقدمهم الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، ووزراء الحكومة الانتقالية بينهم وزيري الدفاع والداخلية، وأسرة الفقيد، وهيئة شؤون الأنصار، حيث بدأت المراسم العسكرية باستلام الجثمان وبدء البروتوكولات والأعراف المتبعة في الجنائز الرسمية والعسكرية في أجواء لازمها انهيار وتدفق مشاعر الحزن البائن وبعض من الربكة التي لا يمكن السيطرة عليها في ظل ظروف كهذه.. وعلى أنغام الموسيقى العسكرية الجنائزية سار البرهان وحمدوك والجنرالات خلف نعش زعيم الأنصار، ثم ألقى القائد العام للقوات المسلحة والجنرالات المشاركين في استقبال الجثمان التحية العسكرية في ختام المراسم الأولية للتشييع، ولازمت المراسم تكبيرات وتهليلات الأنصار منذ هبوط الطائرة.

ربكة جنائزية
تدافعت الجموع للصعود بالعربة العسكرية لمرافقة النعش في تشدد وإصرار، وتفهم أفراد الشرطة العسكرية شعور الفقد والحزن المسيطر على مشاعر من كانوا بالمطار، وسيطروا بحكمة على الموقف دون جلبة، وعند تمكنهم من تحريك سيارة النعش العسكرية من ساحة استقبال الجثمان رافقتها مباشرة الشرطة العسكرية، وسار موكب الجثمان عبر بوابة السيادية وصولاً لمنزل الفقيد بحي الملازمين بأم درمان، ولازمت الربكة والتدافع وصول وخروج نعش زعيم طائفة الأنصار من منزله، وكذلك عند صلاة الجنازة وأثناء مواراة الثرى.

خيول الإمام
تقدم موكب الجثمان من المنزل لقبة الإمام المهدي ابن الفقيد عبدالرحمن الصادق المهدي، ومن خلفه أحفاد وحفيدات الفقيد على صهوة خيول الإمام وآله، وامتطى عبدالرحمن المهدي (الجواد) ذو اللون المائل للأشقر، وهو أحد الخيول المحببة التي يفضل فقيد البلاد الصادق المهدي ركوبها، وقد عرف الفقيد وأبنائه بركوب الخيول، وممارسة رياضة سباق الجياد، وتجد الخيول حاضرة في جميع مناسبات الأسرة.

دلالات مبهمة
دلالات وإشارات غامضة صاحبت موكب التشييع رمت بظلالها على التكهنات في اختيار خليفة الفقيد، فالمؤشر الأول والأبرز يلتف حول تقدم ابن الفقيد الموكب بإحدى جياد أبيه المحببة ومن خلفه الأحفاد والحفيدات على الخيول يدعم بقوة مؤشر خلافة عبدالرحمن، ولكن أصوات أخرى تقطع فرضية الدلالة وتذهب إلى الهتاف باسم مريم المنصورة وذهب بعض الأصوات إلى حسم أمرها بإشارة واضحة في الهتاف على مقربة من مسيرها (بايعناك يا المنصورة)، ولازم الموكب التفافاً كبيراً حولها مما قاد إلى تشديد الحماية لها طوال مراسم التشييع، وغابت أضواء الالتفاف حول أبناء الإمام الآخرين، هذا إلى جانب أصوات برزت على السوشيال ميديا تبين أن لا خلافة لمن لازم البشير المخلوع وكان مستشاراً ومساعداً له خلال عهد الإنقاذ، فتقود دلالات الموقف إلى ملامح خلاف كبير داخل بيت رئيس حزب الأمة وزعيم الأنصار السابق بعد وفاته.

خلافة الإمام
وفي تأكيدات خاصة لـ(الجريدة) من أحد أبناء الفقيد المقربين فضل حجب اسمه وأكد عدم وصية الراحل بمن سيخلف في رئاسة الحزب، وبين أن الوقت ليس مناسباً لمناقشة الأمر، وتابع: بيت المهدي بيت كبير على الخلاف ومعمور بحب الوطن لن تهده الصغائر والمناصب، والبيت يسكنه الآن حزن كبير، موجهاً رسالة موجزة للإعلام “دعونا قليلاً لفجيعتنا الآن” وشدد المصدر على عدم ذكر اسمه وهو يحاول مغالبة الدموع التي تبدو قد يئست من الصبر على مراوغة العين بحرمانها عن النزول، وامتنع أبناء وأحفاد الإمام والمقربين عن الحديث من هول الصدمة والفجيعة، واكتفى بعضهم بالتعبير منفجراً بالبكاء.

قرار مرتقب
وفي شأن وصية المهدي بأمر خلافته قبل وفاته أدلى العضو السياسي لحزب الأمة القومي محمد زين عديلة بتصريح مقتضب لإذاعة (مونت كارلو) قطع بعدم كتابة زعيم حزب الأمة القومي إمام الأنصار الصادق المهدي أي وصية تتعلق باختيار خليفته في الحزب، وقال محمد زين عديلة إن المهدي لم يوص بخليفته لأنه يعلم أن الحزب مليء بالكوادر التي يمكن أن تخلفه في رئاسة الحزب مشيرا إلى إنه ترك أمر اختيار خليفته لقيادة الحزب لثقته الكاملة في قيادة الحزب وقدرتها على اختيار من يترأس الحزب خلال المرحلة المقبلة. وذكر مصدر مقرب من الأسرة أن مراسم العزاء تعقبها ستعقبها قرارات مهمة أبرزها قرار يختص بشأن بقيادة الحزب، ورجح المصدر أن تلجأ الأسرة إلى حلول مؤقتة بخصوص رئاسة الحزب لحين عبور فترة العزاء التي وصفها بأنها ستكون القاسية على أسرة المهدي في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد.

لا خليفة للصادق
سيدة لم تبين الكمامة وجهها ظلت في حالة صراخ ونهيب مستمر بمطار الخرطوم، وعند القبة لم تفارق الدموع عينيها، وبعد انتهاء مراسم الدفن خرجت تخطب في الناس معددة مآثر المهدي الفقيد، وارتكز حديثها حول لا خلافة للصادق المهدي، وهو الإمام والزعيم الذي لن يأتي بعده خليفة لرئاسة حزب الأمة وتولي شؤون الأنصار، معلنة تشتت شمل الأنصار، حاول البعض مقاطعتها ومنعها من الحديث ولكنها لم تكترث لأي نداء أو اعتراض، وصاحبت مراسم التشييع عدداً ليس بالقليل من النساء الذين شاركن حتى داخل القبة التي ضاقت بالمشيعين للفقيد إلى جوار والده وأجداده الأئمة (محمد المهدي، عبدالرحمن، الصديق، الهادي) وجاء قبر الفقيد الصادق المهدي بمثابة آخر قبر داخل القبة من حيث الشكل والمساحات التي قد لا تضاف إليها مقبرة أخرى.

تدافع في ظل الجائحة
في ظل الظروف الصحية التي تمر بها البلاد، وإعلان والي الخرطوم حظر التجمعات الجماهيرية وإغلاق صالات الأفراح، شارك الآلاف في صلاة الجنازة بـ(حوش الخليفة) بالعاصمة الوطنية أم درمان، ولازم التشييع إجراءات أمنية مشددة وتدافع جماهيري مهيب، رغم ارتداء الغالبية العظمى من الجماهير للكمامة، ورش المساحات المكتظة بالتدافع المعقم عبر رشاشات كبيرة استخدمت أثناء مراسم الدفن. وأدى الجموع صلاة الجنازة وهي على سيارة المراسم العسكرية في حين لم يتمكنوا من إنزالها على الأرض من التدافع المستمر ومحاولات الكثيرين الصعود للعربة.

هرج وعشوائية
في تغريدة للناطق الرسمي السابق للقوات المسلحة الصوارمي خالد سعد على صفحته بـ (تويتر) حول تشييع جثمان الإمام قائلاً: حضرت تشييع السيد الصادق المهدي، لم يعجبني الهرج والعشوائية، لقد كان الرجل رئيساً للوزراء، ووزيراً للدفاع، وكان الأولى تشييعه بطابور رسمي فتقف جموع المعزيين في اماكن محددة بعيدة عن الجثمان ويحمل الضباط الجثمان بكل انضباط بطابور الجنازة المعروف فقط بحذف الموسيقى التي لا تتفق مع أعرافنا.

 

حضور وغياب
وصل عدد من القيادات السياسية إلى منزل الأسرة بالملازمين، خاصة الذين لم يظهروا في المطار، مقدمين واجب العزاء لأسرة المهدي، من بينهم ياسر عرمان، مني أكو مناوي وغيرهم، بينما غاب عن مراسم التشييع بالمطار نائب رئيس المجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو، ربما تذهب التبريرات لوجود البرهان رئيس المجلس الأمر الذي يقود للتنافي مع البرتوكول، ولكن البرهان وحمدوك اختصروا حضورهم بمراسم الاستقبال الرسمي للجثمان بالمطار وغابوا عن وصول المنزل ولحظات التشييع، الأمر الذي يجعل غياب حميدتي عن التشييع في موضع الاستفهام في حين حضور النخب السياسية وقادة الحركات والأحزاب الموقعة على السلام، وكتب دقلو تغريدة على تويتر صبيحة الوفاة قال فيها: اليوم فقدت بلادنا الزعيم الصادق الصدّيق المهدي وانطفأ برحيله سراج الحكمة والوعي الكامل بقضايا وهموم هذا البلد، كنا ندّخرك للمواقف الصعبة والظروف السياسية المعقّدة التي تعيشها بلادنا.. فقدنا اليوم بعض تاريخنا وملامحنا وتسامحنا السوداني.

تأبين الفقيد
وأقامت أسرة الراحل تأبيناً للفقيد أمس الجمعة تحدث فيه عبدالرحمن الصادق المهدي، وشقيقته مريم، وعدد من قادة الأحزاب السياسية. وأكد عبدالرحمن في خطاب تأبين والده عصر أمس الجمعة للأنصار وجموع المعزيين أن الإمام عندما أصيب بـ(كورونا) كان يختلس لحظات التحسن المؤقت ليسجل مواقف يدافع عنها، وهو موصول بأنابيب الأوكسجين، وكان دائما ما يقول لهم إن لديه رسالات لا بد أن يبلغها مهما كان الثمن، مستشهدنا بقول الشاعر: “اذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام”.

مهمة وتكليف
وأكد عبد الرحمن السير بنهج الإمام، الداعي بضرورة تماسك السودانيين وكيان الأنصار وحزب الأمة القومي والأسرة، وقال هذه مهمة كلفه بها والده قبل سنتين وقال الآن أبناء الصادق المهدي وبناته على قلب رجل واحد وامرأة واحدة لنعبر ببلادنا عبر بوابة التراضي الوطني والعدالة. وزاد الصادق في خطابه إن ظن البعض مُشفقاً على تماسكنا ، أطمئن الجميع بأننا على قلب رجل وامرأة واحد وامرأة واحدة ، ونعاهدكم بالسير في دربه، وأضاف خلال حديثه: أصلو الدنيا متى ما تدور بتختف كف، وكان ببقالنا في كفنك معاك نتلف.

وكشف عن تكليفه من الإمام بالاتصال بكل متبايني الرأي من طوائف الأنصار والأسرة قبل عام من الآن، موكدا إنجازه إيجابيات واضحة في هذا الملف، واختتم حديثه بـ “ندوس فوق الجروح ماشين.. نموت زي الشدر واقفين، ماشان دنيا، شان الوطن والدين”، وبحديثه رجح عبدالرحمن الصادق المهدي كفة الأصوات التي تعالت بتوليه خلافة والده في رئاسة الحزب.

آخر كلماته
من جهتها كشفت الدكتورة مريم الصادق المهدى نائب رئيس حزب الأمة القومي عن آخر كلمات كتبها والدها الراحل أيامه الأخيرة ناعياً فيها نفسه، وقالت إن الراحل كتب عن فقه المشافاة والمرضى كلمات في نعي نفسه قائلاً “أفضل الناس في الوجود شخص يترحم مشيعوه قائلين لقد شيعنا حقاني إلى الحق”، مشيرة إلى إن مشيعوه اليوم شهدوا له بذلك كل من زاويته، وأضافت في كلمتها خلال التأبين، إن الوقوف مع الحق ليس بالسهل وبه مشقة كابدها الإمام الراحل بفكره وصحته وكلنا نعلم إنه منذ شهر يوليو الماضي كان يلزمه أن يجري مزيدا من الفحوصات حان وقتها لكن تصاعد الأحداث في البلاد رغم ملاحقة الأطباء جعله يرفض الخروج وترك البلاد.

ضم الصف
وبينت أن الإمام الصادق المهدي كان يرد على الذين يتخوفون على مستقبل السودان وكأنما السودان قائم اليوم بقوله “إن السودان أساس المرجعية وأن السودان للسودانيين وهم أهل عزة وخير ومنهم يتحرر العالم الإسلامي والإفريقي وهذا مقال وعد به لم يكتبه. وذكرت إنها وجدت في إحدى رحلاتها الخارجية معه أن الناس يتحدثون عن الراحل في الغرب والشرق وكأنه واحدا منهم ومن قياداتهم الفكرية، مؤكدة أن القيم التي عمل من أجلها الامام الراحل ستظل موجودة، ودعت الجميع أن يتعهدوها بالرعاية خاصة جماهير هيئة شؤون الأنصار وحزب الأمة بالعمل لوحدة الصف ووحدة أهل القبلة وحفظ السودان والاهتمام بقضايا الناس ، كما دعت كافة السودانيين للعمل من أجل ضم الصفوف وترك المطامع والشهوات وإمساك الغضب والوقوف للوطن بوعي متسامح لبلوغ الفترة الانتقالية لمراميها من أجل المستقبل وحمل راية الإمام التي عمل من أجلها، مقدمة شكرها للدول والحكومات والهيئات والشخصيات وكافة أطياف المجتمع السوداني في تعزيتهم بفقد والدهم.

قائداً وسطياً
الأمين العام المكلف للمؤتمر الشعبي د. بشير آدم رحمة لدى كلمته من قبة الإمام المهدي بأم درمان قال: رحيل رجال مثل الإمام الصادق المهدي يجعل الناس جزعة لأنهم منارات هدى وملاذات رجعى ومستودعات طمأنينة، مهما تقلبت بالناس أطوار الحياة التمسوا عندهم السند واطمأنوا إلى رجاحة فكرهم وصلابة عزيمتهم، لقد اختار فقيدنا الرسوخ على طريق الدعوة المهدية التي نشأ فيها، ولكنه لم يركن الى حق طبيعي بوراثتها يستثمره في اكتساب مكانة اجتماعية أو حظوة سياسية بل أدرك أن الميراث نفسه أمانة فاجتهد في أدائها وسعى الى أن يكمل أهليته لها وأحقيته بها. وأضاف رحمة في كلمته: لم يكن الأمر سهلا في ظروف نشأته الأولى فقد كان المسرح معدا له ليكون قائدا وسطا يختار مرجعياته العقدية والفكرية من ذات المعين الذي نهل منه جده الامام المهدي غير مكترث بما يجره عليه ذلك من سخط المستعمرين الذين حاربوا فكر جده الإمام ولا وكلائهم المحليين الذين أعدوا له عريشا وملكا على طريقتهم وفي إطار بروتوكولاتهم ومراسم دولتهم الخاصة.

مزاوجة الفكر
وأشار آدم رحمة إلى إن اختيار الإمام الراحل المزاوجة بين الفكر الاسلامي والصالح من منتجات الفكر الغربي العلماني الحديث لم يكن أمرا سهلا كما قد يظن بعض اللاحقين فقد كان اختياره ذلك في زمان غربة فكرية واستلاب حضاري وخضوع تام من نخب ما بعد الاستعمار، ولم يكن ثمة ما يغري في قطار الدعوة الإسلامية الوليد حينها ولكنه اختار ركوب الصعب بدلا من الركون إلى مقعد يختاره له الآخرون. وقد جلب عليه ذلك سخط الفكر العلماني المسيطر حينها على مؤسسات الشأن العام وهو سخط ذي أسنان وسنان فأثخن فيه الجراح ولكنه لم ينل من عزيمته وثباته.

تحصين ضد المستعمر
وبين رحمة في كلمته: لقد أراد المستعمر أن يفاخر بحفيد الإمام المهدي الذي مرق من تراث جده وميراث جهاده ولكن فقيدنا الراحل ذهب إلى منابر المستعمر محصنا من مغريات الركون إلى محاضن المستعمر فقام فيها مستقلا منحازا إلى صف إخوانه في محافل الدعوة الإسلامية ومنابرها ومؤتمراتها ومنظماتها وكياناتها مساهما ومجتهدا وعاملا في مسيرة شاقة للبعث الإسلامي والتجديد.

تابع مراسمها: محمد آدم بركة

      صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى