تحقيقات وتقارير

الموسم الزراعي.. ماذا وجدت اللجنة العليا؟

 

القطاع الزراعي يعول عليه كثيراً في الاقتصاد السوداني لتأمين الغذاء للبلاد إضافة إلى تصدير المحاصيل النقدية والتي توفر العملة الأجنبية .
اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي واصلت طوافها لتفقد المشاريع المروية والمطرية للوقوف على عمليات حصاد محاصيل العروة الصيفية وسير تاسيس محاصيل العروة الشتوية برئاسة المستشار الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء ورئيس اللجنة الاعلامية فايز السليك ومقرر اللجنة العليا للموسم محمد عوض الطيب .

وكانت أول المحطات هيئة الرهد الزراعية واشار السليك إلى أن زيارة هيئة الرهد الزراعية واحدة من الجولات والتي تشمل زيارة لمؤسسة حلفا الزراعية والزراعة الالية بولاية القضارف.

 

 

الوضع الذي وجدته اللجنة العليا للموسم الزراعي في زيارتها لمشروع الرهد لم يكن وضعاً مرضياً وتحدث منتجون ومسئولىن من المشروع بكل أسى.

الأوضاع في مشروع حلفا الزراعي تبدو أقل وطأة مما هي عليه في الرهد ولكن هنالك مشكلات متشابهة ما تزال قائمة تتمثل في الري.

اما الحال في اجزاء أخرى بولاية القضارف تأثرت بشح الأمطار وآفة الهاموش التي قضت على مساحات شاسعة. في الوقت الذي تتصاعد فيه اسعار محصول السمسم في موسم انتاجه لتصل لحدود اعلى من السعر العالمي.

 

مشروع الرهد الزراعي

كشف المدير الزراعي لهيئة الرهد المهندس الامين البشير ان المساحة المستهدفة للعروة الصيفي 170 الف فدان تمت زراعة 127 الف فدان فقط لتعرض المساحات للغرق باسباب الامطار والسيول وعطش بعض الاقسام، مبينا ان متوسط الفدان من الإنتاج للقطن بلغ 7 قناطير بالاضافة للمحاصيل الاخرى الفول السوداني والذرة وفول الصويا والعدسية وزهرة الشمس، واوضح المدير الزراعي ان المساحة المستهدفة للعروة الشتوية بلغت 30 الف فدان تمت زراعة 3 الاف فقط مستعرضا الاسباب التي ادت لعدم زراعة المساحة المستهدفة منها التمويل والعطش وتذبذب الكهرباء والتعديات على نظم الري والاطماء.

 

واشتكى المدير الزراعي من عدم وفاء الشركات التعاقدية بالتمويل وعدم زراعة كل المساحات المقترحة، قال تمت زراعة 15% فقط من المساحة المقترحة للتمويل عبر التعاقد من جملة 90% وهذه المساحة تساوي 5% من تمويل المزارعين، مبينا ان تمويل البنك الزراعي تم لمساحة 7.200 الف فدان مستعرضا الاسباب التي ادت لعدم زراعة المساحة المستهدفة منها التمويل والعطش وتذبذب الكهرباء والتعديات على نظم الري والاطماء والحشائش، داعيا الحكومة للاهتمام بتوفير التمويل ووضع الضوابط اللازمة لذلك، ورهن نجاح الزراعة بتوفير التمويل ومعالجة مشاكل الري، ونبه لضرورة مراجعة الزراعة التعاقدية ووضع قانون يضمن للمزارع والدولة حقهم، مؤكدا ان الدولة الان غير مستفيدة من الشركات التعاقدية.

مشكلات الري
نفى مدير عمليات الري بالرهد محمد عبدالقادر وجود مشكلة في الري بيد انه حمل بعض المشاكل التي تواجه طلمبات الى تذبذب الكهرباء وانقطاعها، واشتكى من عدم وجود تنسق بين الادارات المسؤولة بشأن الزراعة.

 

هيئة حلفا الزراعية

كشف مدير هيئة حلفا الزراعية المهندس محمد عبده عن مواجهة الهيئة لاشكالية في الكراكات البالغ عددها 13 كراكة فقط عازيا ذلك لعزوف الشركات عن العمل بسبب عدم تغطية تكلفة التشغيل،

 

مشيرا إلى تنازل بعض الشركات التي يقع عليها العطاء من المقدم بسبب التكلفة العالية، وأكد حاجة المشروع لاكبر عدد من الكراكات لتغطية العمل،وشكا من عدم توفر الكادر البشري الموحد في الري الذي اثر بدوره في عمليات الري .

كشف مدير الهيئة عن زراعة مساحة أكثر من 80 الف فدان بالقمح لهذه العروة مقارنة بمساحة 63 الف فدان في الموسم الماضي، عازيا التوسع في المساحة لإعلان سعر تركيزي مشجع، مبينا ان جملة تمويل مساحة البنك الزراعي بلغت 58 الف فدان لحوالي 22 الف فدان.

واشتكى عبده من ارتفاع تكلفة المدخلات، عازيا ذلك الى ارتفاع أسعار العملات وتذبذبها في السوق الموازي، اضافة الى زيادة هامش ربح التمويل الى 2% مقارنة ب1.5% وقال ان هذا يزيد العبء علي المزارع .

 

وكشف عن ظهور أمراض على محصول القطن منها ظهور الدودة ومرض الساق الاسود الذي انحسر، متهما شركات لم يسمها بدخول تقاوي غير مطابقة،مؤكدا عدم زراعتهم للصنف (ار ار ) لعدم اجازته من الجهات المختصة، مؤكدا أن إدارة البحوث الزراعية استنبطت عدد 7 أصناف جديدة من تقاوي القمح ذات انتاجية عالية.

 

مشكلات تواجه القطن

كشف ممثل شركة الفرازين بهيئة حلفا الزراعية بابكر احمد مشاوي عن خلط اصناف القطن لغياب عمليات الفرز، أكد في تصريحات صحفية إن خلط اصناف القطن دون فرزها يؤثر سلبا علي سمعة السودان في الأسواق العالمية، لافتا الى ان القطن يحلج ويشترى بالعملة المحلية ويصدر دون معرفة أين تذهب حصائل الصادر، داعيا الى إعادة عمليات فرز القطن لمنع عمليات خلط الاصناف لضمان جودة القطن السوداني في السوق العالمي.

 

فيما كشف مدير عمليات الغيط بهيئة حلفا الزراعية المهندس محمد عبدالعزيز عن زراعة مساحة 60 الف فدان فول سوداني بمشروع حلفا، مؤكدا المضي في ميكنة العمليات الزراعية للفول السوداني ، مشيرا إلى وجود معوقات تواجه الميكنة بسبب تأخر وصول الاليات بميناء بورتسودان، مشددا على اهمية الميكنة لجهة انها تقلل من الفاقد في الحصاد بجانب انها تزيد الانتاجية والتي قد تصل الى 60 جوالا للفدان بدلا من 20 _ 15جوالا للفدان .

وكشف مدير عمليات الغيط بهيئة حلفا الزراعية المهندس محمد عبدالعزيز عن زراعة مساحة 60 الف فدان فول سوداني بمشروع حلفا، مؤكدا المضي في ميكنة العمليات الزراعية للفول السوداني ، مشيرا إلى وجود معوقات تواجه الميكنة بسبب تأخر وصول الاليات بميناء بورتسودان، مشددا على اهمية الميكنة لجهة انها تقلل من الفاقد في الحصاد بجانب انها تزيد الانتاجية والتي قد تصل الى 60 جوالا للفدان بدلا من 20 _ 15جوالا للفدان.

 

 

 

 

 

المحالج مشكلات متوارثة

اتهمت إدارة المحالج بالفاو وحلفا الجديدة اجانب سماسرة وتجارا بالتلاعب في اسعار القطن عبر عمليات شراء مشبوهة.

ووصف مدير المحالج بالفاو الصادق مايحدث في قطاع القطن (بالفوضى) متسائلا عن الهدف من رفع اسعار قنطار القطن إلى (25) الف جنيه بواسطة السماسرة الاجانب، وقال هؤلا بالتأكيد لايستهدفون الارباح بقدرما يخططون لاهداف آخرى، مشيرا إلى عدم مقدرة المحالج الحكومية على المنافسة وتوقف معظمها عن العمل بسبب قلة الوارد اليها من الاقطان بعد تدخل الاجانب في السوق وشراء كل الكميات من المزارعين، لافتا إلى ان سياسة بنك السودان تمنح الشركات الخاصة (90%) من حصائل الصادر في مقابل (100%) لشركة الاقطان لكن بالرغم من ذلك تقوم الجهات الأجنبية بمضاعفة الاسعار للمزارعين عشر مرات، لافتا الى عدم زراعتهم للقطن الصنف (ار ار) الذي يثير الشكوك حول الارباح التي يحققها هؤلاء الاجانب، واضاف الشيء المحير ان هذه الشركات تشتري (لعب اطفال) بعائدات الصادر الدولارية .

 

من جانبه قال مدير المحالج بمؤسسة حلفا الزراعية طه محمد ان بورصة القطن بحلفا الجديدة باتت رهينة بالسماسرة والتجار الأجانب (صينيين ).

 

وتوقع طه مدير توقف المحلج الأمريكي الوحيد بالسودان نتيجة لانتهاء عمره الافتراضي للمحلج، وقال ان المحلج ظل يعاني من عدم وجود الاسبيرات منذ العام 1992م حيث تراجع الإنتاج من (400) الف قنطار في الموسم إلى (10p) الف قنطار بسبب عدم توفر الاسبيرات وقطع الغيار نتيجة الحظر الأمريكي، وشدد مدير المحالج على ضرورة تجديد المحلج بمحلج جديد ينتج (45) بالة في الساعة بدلا عن (25) بالة في الساعة.

 

 


بورصة المحاصيل بولاية القضارف
كشف مدير اسواق المحاصيل بولاية القضارف مصطفى احمد عن ضعف وارد السمسم ببورصة القضارف ، وعزا ضعف الوارد الى تناقص مساحات السمسم بسبب مرض الهامش الذي ضرب مساحات واسعة وتم استبدالها بمحصول الذرة ، واكد في تصريح لـ (السوداني) ان وارد السمسم تناقص بنسبة 30% في هذا الموسم ، كاشفا عن ان الوارد في هذا الموسم تراوح مابين 20 _ 18 الف جوال , اضاف الوارد في الأعوام الماضية يتراوح مابين مليون و300 ألف جوال الى مليون 500 الف جوال ، ونفى مصطفى عدم فتح المزاد في الاسبوع الماضي ، قال يفتح المزاد يوميا ولكن لم يكن هنالك شراء لضعف الأسعار من قبل الشركات .

وعن دخول شركات أجنبية ببورصة القضارف ، قال نحن لا علاقة لنا بالشركات ونتعامل مع كل الشركات المسجلة في قانون الشركات التي اكملت الاجراءات الاحترازية والرخصة التجارية .

وأكد أن اواد السمسم امس بلغ 3 الاف جوال فقط وتوقع تناقص الوارد لانتهاء مرحلة الحصاد .

وتوقع مصطفى زيادة وارد الذرة ، كاشفا عن ان وارد الذرة تراوح مابين 43 _ 37 الف جوال ، عازيا زيادة الوارد من الذرة الى التوسع في زراعة مساحات الذرة وتناقص مساحات السمسم.

 

والي القضارف الموسم الزراعي ناجح

وصف والي ولاية القضارف د. سليمان علي الموسم الزراعي لهذا العام بالجيد، وكشف عن المساحات المزروعة لهذا الموسم تبلغ حوالي 8 ملايين فدان ، واعتبر هذا الموسم ناجحا رغم العقبات التي واجهت الموسم من الزراعة والكديب وحتى الحصاد على رأسها الوقود الزراعي ونقص الكميات المحددة والاحتياجات الفعلية للمزارعين، واكد تجاوز كل ذلك بنسبة كبيرة بالتعاون مع الحكومة الاتحادية، اضاف واجهتنا مشكلة توفير التمويل لمرحلة الكديب وتم تجاوزها بالتعاون مع وزير الزراعة ومحافظ بنك السودان ومدير البنك الزراعي وتم تيسير الامر للمزارعين وحصلوا على التمويل

 

مؤكدا تجاوز هذه العقبات ويسير الحصاد بصورة جيدة .
وماذا عن موقف العمالة الزراعية لهذا الموسم قال الوالي تواجهنا مشكلة في العمالة الزراعية حيث ان هنالك فجوة وقمنا باستثناء دخول 100 الف عامل رغم اجراءات كورونا الا انه لم تدخل سوى حوالي 50 الف عامل فقط.

 

اوضح مقرر اللجنة العليا للموسم الزراعي محمد عوض الطيب أن الهدف من الجولات التي تقوم بها اللجنة حاليا لولايات السودان المختلفة هو الوقوف على سير العمليات الزراعية للموسمين الصيفي والشتوي والاطمئنان على الأوضاع والاستماع إلى القضايا التي تهم الزراعة ولقاء الإدارات الزراعية والمزارعين لحل المشاكل والمعوقات التي تعترضهم والعمل على تقييمها ووضع الحلول لها.

 

وقال في تصريحات صحفية في نهاية الجولة الى ولاية القضارف إن الجولة الأولى بدأت بزيارة بمشروع إلرهد الزراعي وقفنا خلالها على عمليات الحصاد، مؤكدا بأن مشروع الرهد من المشاريع المهمة وله ميزة الري التكميلي لانجاح الموسم الشتوي، لافتا إلى وجود مشاكل عدم استقرار التيار الكهربائي، واعدا بصيانة الطلمبات المتعطلة، وقال بان المحطة الثانية كانت زيارة مشروع حلفا الجديدة وتم الوقوف على سير عمليات حصاد القطن والفول والذي يبشر بإنتاجية عالية واكتملت عمليات زراعة القمح بصورة طيبة، واكد إن اللجنة التقت بكل الإدارات الزراعية بمشروعي الرهد وحلفا ووجدت أن الري منتظم في مشروع حلفا الجديدة مشيرا الى زيادة مساحة القمح المزروع التي قفزت من 58 ألف فدان الى 80 ألف فدان.

 

وعزا ذلك لتوفر الري والسعر المجزي والمحفز من قبل الدولة. واضاف بان الجولة شملت كذلك مدينة القضارف وجرى لقاء مع المزارعين و استمعنا إلى القضايا والمعوقات مثل شح الوقود وتم التغلب عليها كما سجلت اللجنة زيارة إلى سوق المحاصيل ووقفت على سير عمل البورصة مشيرا الى ان تجار المحاصيل طالبوا بأن تكون البورصة عالمية مؤكدا اهمية مشروع البورصة العالمية الذي يجد الاهتمام من رئاسة مجلس الوزراء.

تقرير: رحاب فريني

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى