آراء

طه مدثر يكتب: سمحوا لهم بالدخول فدخلوا بحميرهم

(1)
لو عاد الزمان للوراء والى أيام الشرعية الثورية، لقال لنا جميعاً، شعبا وحكومة، لقد تأخرتم كثيراً، ولو في عز تلك الشرعية الثورية، قمت بتنفيذ أحكام تلك الفترة على كل الفاسدين وكل أعداء الثورة، لانصلح حال البلاد والعباد، ولما رفع الكيزان والمتكوزنين، عقيرتهم بالصراخ والعويل، وبالتحريض والحث على إجهاض الثورة، وإلصاق كثير من التهم الجوفاء عليها.
(2)
ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، وان تستبين الرشد والنصح قبل ضحى الغد، افضل من أن (تسد دي بطينة ودي بعجينة)، فإن التراخي والتكاسل الحكومي والشعبي، هو من جعل الريش ينبت لاسماك زينة حزب المؤتمر الوطني البائد!!، وجعل جهلائهم وسفهائهم يتطاولون على الثورة وعلى شبابها كما تطالوا من قبل في البنيان من أموال الشعب، وجعل كتاب ظل النظام البائد، يدبجون المقالات الضالة والمضللة وينمقون الحروف الكاذبة، وهؤلاء وطوال ثلاثة عقود، قد علم الله أن لا خير فيهم، فلم يفتح عليهم بكلمة حق في وجه سلطانهم الحائر الجائر، هبل عمر البشير، الذي اتخذوه إلهاً لهم، فلا يأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه، بل وطوال ثلاثة عقود كانوا هم ومن شايعهم، عبدة لهذا البشير، لا يرضون خلافه بديلا، فهل رأيت سواه رئيساً للحزب البائد..؟
(3)
فهؤلاء الكيزان والمتكوزنين، وجدوا الحبل على الغارب، ووجدوا الأبواب مشرعة فدخلوا بحميرهم، فجاسوا خلال الديار، فساداً وافسادا، وسلقوا الثورة والثوار بألسنة حداد أشحة على الخير، رافعين زوراً وبهتاناً، شعارات هذه الثورة جاءت لتهدم الدين وتقيم العلمانية، وتدعو الى الفسوق والفجور، بل ذهبوا أبعد من ذلك ودعموا بالمال (هذه عادة قديمة متوارثة من حزب المؤتمر الوطني البائد، الذي درج على شراء الذمم والنفوس بالقروش)، بعض أصحاب النفوس المريضة الضعيفة، لكي يخربوا وينهبوا ويسرقوا ويحرقوا الممتلكات الخاصة والعامة، وذلك تمهيداً لعودة النظام البائد، فقد ظنوا أن سكوت الحكومة عنهم ضعف، ورضا الشعب عن أعمالهم، قناعة، و أنهم هم أفضل من يدير حكم البلاد، وأنه لا مهرب منهم إلا إليهم، فأساءوا استغلال الحرية والديمقراطية، اسوأ استغلال.
(4)
ولكن ليس في كل مرة تسلم تلك المؤامرات البائسة والعمليات القذرة، من المحاسبة والمساءلة، ونشهد للحكومة بأنها مدت لهم حبال الصبر مدا، عل وعسى ينفع معهم الرفق واللين، ومعاملتهم باللتي هي احسن، ولكن يد الحرير لم تجد فيهم نفعاً، فكان لا بد مما ليس منه بد، واستخدام التي هي اخشن، واستخدام يد الحديد، حفاظاً على أرواح الناس وممتلكاتهم العامة والخاصة، وحفاظاً على الثورة من كيد النساء، وكيد الخائنين والمتربصين.
(5)
واليوم لا يصح الا الصحيح، فوضع الندى في موضع السيف بالعلى مضر كوضع السيف في موضع الندى، ابقوا عشرة على ثورتكم وعضوا عليها بالنواجذ.

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى