حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: هو حال الكهرباء دا عاوز بلاغ

من الأخبار المستفزة التي لا تدري هل تسخر منها ام تبكي بسببها، ما جاء عن أن الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، كشفت عن اتجاهها لاطلاق خدمة الرسائل النصية ضمن خطة تحسين خدمة البلاغات عبر الرقم ٤٨٤٨، وأن الشركة اقدمت على اتخاذ هذه الخطوة فى اطار مساعيها لتحسين الخدمات المقدمة، خاصة فيما يتعلق بتلقى الشكاوى والبلاغات الواردة من العملاء..
وان كان لنا أن نعلق على هذا الكلام الغريب والعجيب والمستفز جدا من شركة توزيع الكهرباء، فلن يكون غير أن نترك السطور بيضاء على طريقة ذاك الكادر الشيوعي الساخط الذي قيل أنه ضبط بواسطة كوادر الأمن حين كان يوزع منشورا عبارة عن أوراق بيضاء، ولما سئل عن هذه الطريقة الغريبة قال (هو الحال دا عاوز كتابة)، فنقول (هو حال الكهربا دا عاوز بلاغ)، على ماذا نبلغ، على كهرباء لا وجود لها، كهرباء غير موجودة لثمانية ساعات واحيانا اكثر من ذلك، فعدم وجود الكهرباء هو الأصل وحضورها هو الاستثناء، فكيف بالله عليكم يا أهل الكهرباء يبلغ الناس عن شئ غائب، وتحضرني بمناسبة التبليغ عن شئ هو بالأساس فى حكم العدم، الحكاية الطريفة المروية عن ظريف الظرفاء أشعب الذي يلقب بالأكول، واشعب هو شخصية حقيقية اسمه الاصلي أبو العلاء شعيب بن جبير، وقد ولد في سنة تسع من الهجرة في المدينة المنورة وعاش فيها، وروي عنه انه كان ذكيا خلاف مايظنه الكثيرون. وتقول الحكاية ان اشعب
جاء يوما الى قصر الحاكم، فسأله الحاكم قائلا له يا اشعب اني سمعت انك خبير بالطعام، فقال اشعب نعم هذا حق ياأمير، فقال له الامير أيهما الذ يا اشعب الفطير باللبن، ام الارز بالسمن والسكر، فرد اشعب ببديهة حاضرة قائلا لكننى لا استطيع ان احكم على شئ غائب، يجب ان يحضرا امامى حتى اقضى بينهما، فأمر الامير باحضارهما، واستمتع اشعب بالتهام الصنفين معا، وجريا على اجابة اشعب الذكية نقول لادارة الكهرباء، اننا لا نستطيع التبليغ عن شئ غائب، احضروا لنا الكهرباء اولا، ثم من بعد ذلك اذا حدثت اعطال طارئة سنسارع لابلاغكم بها على رقمكم المخصص لاستقبال البلاغات 4848، والمنطق يقول ان من لايخطئ هو من لا يعمل اصلا، وهكذا الحال مع اعطال الكهرباء، فالاعطال تحدث عندما تكون هنالك كهرباء، وعندما تغيب الكهرباء فلن تكون هناك بالطبع اعطال ليتم التبليغ عنها، ويبقى المطلوب من ادار الكهرباء ان تمدنا بها اولا قبل ان تحدد لنا رقم التبليغ بالاعطال..
والمزعج والمقلق في ازمة الكهرباء، انها ازمة ممتدة ومتطاولة بلا سقف زمني معلوم، والخشية كل الخشية ان تتمدد حتى رمضان الكريم الذي يطرق الان على الابواب بقوة، ولا ندري ماذا كانت تفعل وزارة الطاقة وادارة الكهرباء طوال هذا الزمن المتطاول للأزمة، فالواقع المعاش على الارض ينبئ بأنها لم تفعل أي شئ لتحسين الامداد، اذ ظلت ازمة الكهرباء المستفحلة تتراوح ما بين الأسوأ والأسوأ جدا..فيا أمراء الكهرباء اننا لا نستطيع ان نبلغ عن اعطال كهرباء غائبة..

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى