حوارات

ناظر عموم الهدندوة محمد الأمين ترك: إذا تمادت الدولة سننفذ تقرير المصير

 

كان لافتاً عند زارتنا لمنطقة طيبة الخواض بنهر النيل لتغطية اللقاء الذي نظمته “قبائل نهر النيل”، وخاطبه النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” وأطراف السلام، كان لافتاً الحضور الكبير للإدارات الأهلية من مختلف اللايات، فيما كان أبرز الحضور ناظر عموم الهدندوة محمد الأمين ترك الذي خطف الأضواء من الحضور، لا سيما وأن الرجل قد دخل في تحالف مع الشمال، لمجابهة اتفاق جوبا، هذه القضية وأخرى دفعتنا لإجدراء حوار مع “ترك”.. معاً نطالع ماذا قال..

• بدءاً.. مرحباً بك سيد ترك؟
– أولاً: نحن نشكر الصحفيين وأهل الصحافة ونحن حقيقة كم محتاجين لكم ونحن نقود عمل اجتماعي وسياسي بالذات في المرحلة الراهنة، التي يكثر فيها تحريف الكلمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالصحافة هي الجهة التي تصحح ما يكتب في الأسافير، والذي يراد به اشعال الفتنة بين مكونات أهل السودان.

• أعلنتم قبل فترة تكوين تحالف جبهة عريضة تضم شرق السودان والشمال، مضى شهر حتى الآن إلى أي مدى توافقتم حول الجسم؟
– الجسم وجد قبولاً كبيراً وتدافعت علينا عدد من المكونات، الأمر الذي جعلنا نطمع في أن يلتحق بنا آخرون، ولا استبعد حتى إخواننا في الحركات والشيوعيون أن ينضموا لهذا التحالف لأن أي شخص واع وفاهم يعرف تماماً أن الوضع الحالي فيه خطورة ولن يمضي إلى الأمام وحتى الخطة التي طرحها رئيس حزب الأمة السابق الراحل الإمام الصادق المهدي “العقد الاجتماعي” يمكننا أيضاً النظر فيها إلى جانب أطروحات أخرى، يجب أن لا نتمترس خلف حزب، وحتى الصحفيين نرغب في انضمامهم للتحالف.

• سبق وأن أعلنت قبائل نهر النيل دعمها لمؤتمر سنكات، إلى أي مدى نفذت توصياته؟
– دعني في البداية أحيي أهلنا في نهر النيل، وأشكر هيئة شورى قبائل نهر النيل التي أعلنت دعمها لمؤتمر سنكات وفي رأيي هذا إن دل على شيء إنما يدل على الاهتمام والعلاقات المميزة بين نهر النيل وشرق السودان وهذا الدعم يدل على الايمان القاطع لأهل الولاية بمطالب الجماهير، أما مؤمر سنكات فكان من حيث الانعقاد والحضور والشخص الذي خاطب المؤتمر هو الرجل الثاني في الدولة، كان يجب احترام المؤتمر وتوصياته، وخاصة من الوسيط الجنوبي وأطراف السلام، لكن دعني أعود وأشكر الذين وقعوا على اتفاق السلام إذا كان من جانب الحركات المسلحة أو الحكومة لأنهم في النهاية قاموا بتجميد مسار الشرق، بعد أن رجحت تقديرات الدولة والذين وقعوا على السلام إغلاق هذا الباب، خاصة بعد وصولهم إلى الخرطوم حيث تبين لهم أن استمرار تنفيذ المسار يشكل عقبة كبيرة.

• حسناً.. ماذا يحتاج المسار حتى يتم تنفيذه على أرض الواقع؟
– المسار لا يمكن أن يتم تنفيذه إلا بعد انعقاد مؤتمر شرق السودان ولا يمكن أن ينعقد المؤتمر إلى أن يلحق الرافضين باتفاق أسمرا أو جوبا أو ما يتوصل عليه الرافضون مع الحكومة وهذا هو الذي يحفظ الأمن والسلم في شرق السودان، غير أن كثير من الناس يتحدثون عن رفضهم للمسارات لسنا وحدنا إذا كان الشمال أو الوسط، ويجب على الحكومة أن تجلس وتتفاوض مع الذين لم يحقق اتفاق جوبا مطالبهم، وتسمتمع إلى رأيهم، لأنه الرأي الجماهيري والرأي الغالب هو الذين من المفترض أن يمضي في ظل ثورة شعارها “حرية، سلام وعدالة”.
• بالعودة لمؤتمر سنكات كان أبرز توصياته تقرير المصير.. الحديث عن انفصال الشرق هل أصبح جهراً بهذه الصورة؟

– مسألة تقرير المصير لا تعني الانفصال هي واحدة من المواد الموجودة في قوانين الأمم المتحدة والتي تنص على أن الشعب له الحق في أن يجلس ويقرر يعيش في وحدة أو يأخذ حقوقه أو ينفصل، هو حق مكفول لذلك لا يمكن أن تمنع بأي حال من الأحوال تقرير المصير، الأمر الثاني رئيس الحركة الشعبية/ شمال عبد العزيز الحلو ربط العلمانية وتقرير المصير سوياً، نحن تقرير مصيرنا ربطناه بخطوة ميسرة جداً، شددنا على أن ما اتفق عليه في جوبا لا يمثلنا من حيث الأشخاص والذي أفضى إليه من تفاصيل، قلنا لابد أن يستمعوا إلينا ويفاوضونا لنأخذ حقوقنا، فالدولة إذا اهتمت بالناس وحاورتهم وأقنعتهم ستمضي قدماً إلى الأمام ولكن اذا تمترست في الظلم وعدم سماع الناس هذا أمر خطر يؤدي إلى انهيار البلاد – لا قدر الله.

• في أي حال سيتجه أهل الشرق إلى تقرير المصير؟
– كما قلت تقرير المصير واحد من فقرات ومطالب مؤتمر سنكات اذا الدولة استجابت ان تفاوض الناس وتمنحهم حقوقهم ولبت المطالب قد يسكت هذا المطلب، لكن اذا تمادت في أمرها ولم تسمع للناس أفتكر هذا واحد من مكالب الشعب، غير ان المسار أصبح قنبلة مزروعة في شرق السودان فالقنبلة تحتاج إلى مهندس “ينفسها” حتى لا تنفجر، وقد سمعتم قبل يومين بانفجار “قنبلة” بالقرب من الانبوب في سواكن.
• من وراء هذه الحادثة؟

– البلد ملتهبة وتشهد تدخلات خارجية قد يكون تسللاً خارجياً وما شابه ذلك وهذا أمر يشكل خطورة على الشرق، ونؤكد أن هذه الحادثة لا علاقة لأهل الشرق بها لكن لا استبعد أن تكون الحركة التي يعيشها الاقليم وما يدور الآن في القرن الافريقي وجيرانا وأيضاً التهاب شرق السودان بسبب اتفاق جوبا، كل هذا قد يفتح أبواباً كثيرة جداً لذلك يجب على الدولة أن تراجع حساباتها كلها.

• تراجع حساباتها في ماذا؟
– فيما يخدم مصلحة السودان وفي تنفيذ شعارات ثورة ديسمبر، لا يمكن أن تكون حرية سلام وعدالة منقوصة وولا ينبغي ان يكون السلام منقوص، والأمر الثاني التخويف بعض المجموعات تمارس التخويف، اذا قلت “حيا على الصلا”، يقولوا عليك “كوز”، هذه الممارسات لن تقدم البلد، هذه الأساليب عايشناها إبان حكم المؤتمر الوطني وتخرج منها بروفيسرات، لذلك لا يمكن أن تأتي ببروفيسور في سنة أولى ابتدائي (تقول ليهو أقريك)، التخويف والتهديد أساليب عفا عنها الدهر، غير أنني أعيب على بعض المكونات السياسية باطلاق “كوز” وألقاب أخرى وشتائم لا تخدم غرض، هذا السودان حق للجميع ليس هنالك من هو أفضل من الآخر كلنا سواسية.

• إذن ما هو الحل للخروج بالبلد إلى بر الأمان؟
– يجب أن نقود مبادرة كزعماء قبائل وطرق صوفية والقوى الوطنية المخلصة لابد أن نتواصل ملشتركات حتى البلد لا تنهار ولنعبر إلى بر الأمان.
• هل تلقيتم وعداً بفتح مسار الشرق من جديد؟
– نحن الآن ننتظر أخانا عضو مجلس السيادة الفريق شمس الدين الكباشي هو مسؤول عن هذا الأمر وهو مريض “ربنا يشفيهو”، وإن شاء الله بعد مثوله للشفاء ينجلي الأمر.

• ما صحة رفضكم للورشة المتعلقة بأزمة مسار الشرق؟
– نحن لدينا مبدأ وشروط اذا جاءت حسب ما نريد ينمضي معاها لكن اذا تدخلت جهة أخرى لتهيمن عليها لن نقبل لذلك رفضنا وسلمنا التوصيات للتعايشي.
• كيف تنظرون للأبعاد الخارجية للشرق؟
– اذا لم نتحد وترك الخلافات والاحزاب واذا لم تتم مصالحة وطنية السودان ذاه في خطورة ليس الشرق وحده

• هل يعارض ترك الحكومة من أجل اسقاطها؟
– كواحد من الناس لا أحبذ سقوط هذه الحكومة لانه مؤشر خطير لتكثر المليشيات وكل واحدة تحكم منطقتها، هذا الأمر يشكل خطورة كبيرة على السودان، صحيح الآن الحكومة ما بتفهمنا لكن بنسندها في جانبها المدني والعسكري حتى لا ينهار السودان، بالمقابل على الحكومة مساعدة الناس بخلق تفاهمات ومشتركات، وعليها أن تعمل على تنفيذ شعارات الثورة تنفيذ حقيقي حتى لا تكون شعارات رنانة، لا نريد أن نسمع بالقبض على صحفي، أو سياسي، يجب أن لا يكون هنالك سجين رأي في البلد وان لا يأخذ الناس بانتماءاتهم ومن يريد ابعاد جهة ما عليه بالانتخابات.

• هنالك من يقول ان ترك طالب سلطة؟
– هذا حديث لا أساس له من الصحة، لا اريد ان اكون رئيساً أو والياً أو رئيس حزب، ترك يتحدث كرجل وطني وقائد عشائري في كل ما يخدم هذه البلد، لذلك حديثي ليس فيه سياسة لا اريد أن نكون يسار ويمين ندور في حلقة مفرغة يجب ان يتوافق اهل البلد بمختلف انتماءاتهم وان نعمل على كيف يحكم السودان كما يجب ان يضع المواطنون الدستور وليس الحاكم، الآن هنالك سلطة مطلقة من قبل مجموعة اذا تحدثت تلقى القبض عليك وهذه خطورة.
• ما صحة ترشيحك من قبل المكون العسكري بالمجلس السيادي للمجلس التشريعي المرتقب تشكيله خلال الفترة المقبلة؟

– هذه المسألة فيها انحراف كبير جداً، المكون العسكري لديه حصة منح منها الإدارة الاهلية كل ولاية ضخس، والطرق الصوفية لم يتم ترشيح اشخاص بعينهم حتى الآن هنالك من نسب لي هذا الحديث، وأقول لكم انه غير حقيقي.

حوار: جاد الرب عبيد
صحيفة المواكب

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى