سهير عبدالرحيم

سهير عبد الرحيم تكتب: 1400 جـــثــة

المصيبة ليست في الجثث المتكدسة في ثلاجة مشرحة مستشفى التميز الأكاديمي…!!
والمصيبة ليست في الروائح التي أزكمت أنوف المواطنين وأحالت حياتهم إلى جحيم ….!!
والمصيبة ليست في إنقطاع الكهرباء عن ثلاجات حفظ الموتى ….!!
والمصيبة ليست في محاولة تعليق شماعة الأخطاء على عاتق الطب العدلي…!!
والمصيبة ليست في الشرطة والنيابة و وزارة الصحة و ولاية الخرطوم والذين تباروا جميعاً في التنصل من المسؤولية…!!
المصيبة ليست في كل ما سبق فقط المصيبة الكبرى هي فضيحة تشريح الجثث المتكدسة في مستشفى ودمدني والبالغ عددها (168) جثة والتي تم تشريحها في خلال خمسة أيام …!! ومحاولة تشريح جثث ثلاجة مستشفى التميز بنفس الطريقة …!!
هل تعلمون ماذا يعني هذا ….!! يعني ( كلفتة ) و ( دغمسة) و ( دفن الليل أب كراعاً برا ) ، يعني ( قوام قوام ) دون إتباع الخطوات الخاصة بالتشريح وإعادة تشريح الجثامين و عمل ملفات كاملة تحدد فيها كل المعلومات وأخذ البصمة الوراثية وصورة لكل المتوفين بكل الإتجاهات وإعطائهم أرقام متسلسلة ..
ومن ثم تأتي مرحلة الدفن والذي ينبغي أن يتم حسب الطرق القانونية المتعارف عليها وبحضور كل جهات الإختصاص وفي مكان يتم تحديده حسب رؤية وزارة الصحة .
مايحدث الآن عزيزي القاريء أن الحكومة تحاول ستر فضيحتها بعد أن فاحت رائحتها عبر ( الكلفتة) ، فحسب طبيب التشريح ممثل الطب العدلي أنه و حسب البروتوكول العالمي تحتاج كل جثة إلى ساعتين على الأقل للتشريح ، وأنه ينبغي أن يشرحوا ثلاثة جثث في اليوم ، وأضاف أنهم سيعملون فوق طاقتهم لتشريح تلك الجثث بمعدل خمس جثث في اليوم .
حسناً إذا عرفتم أن عدد طواقم التشريح تلك ثلاثة طواقم ستشرح في اليوم خمسة جثث فهذا يعني ١٥ جثة…!!
هل تعلم عزيزي القاريء أن عدد الجثث في ولاية الخرطوم فقط ١٤٠٠ جثة ….!!!
هذا يعني أن هذه اللجان تحتاج إلى ٩٣ يوماً للتشريح ، وستكون هنالك فائض خمسة جثث لم يتم تشريحها …!!
وإذا استبعدنا أيام العطل والإجازات و إجازة العيد (الطويلة) ومايمكن أن يتعرض له أعضاء تلك اللجان من ظروف مرضية وأسرية و الأخت ( كورونا) ، فإننا عزيزي القاريء نتحدث عن أربعة شهور قادمة لتكمل اللجنة عملها .
هذا طبعاً إذا لم تأت المزيد من الجثث في هذه الفترة من مجهولي الهوية أو حوادث السير أو البلاغات الحديثة لطلب التشريح تحت مواد الموت في ظروف غامضة و الأخطاء الطبية و خلافه …!!
وإذا لم تحدث أيضاً ثورة أو مظاهرات أو حتى فض إعتصام جديد …..!!
خارج السور :
على المواطنين الذين يسكنون بقرب ثلاجات الموتى الاستعانه بالبخور و الكمامات ، و لا ترجو أملاً من حكومة متحللة أكثر من تلك الجثث.

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى