زاهر بخيت

زاهر بخيت الفكي يكتب: السُكات سمِح يا هبة..!!

من الحكايات المُدهشة التي سارت بها رُكبان زمان الإنقاذ البئيس أنّ الرئيس خرج يوماً في عز الأزمات لزيارة عائلته بعد أن طمأنه رفاقه (المصلحجية) على وقوفهم الأبدي معه ، ودعمهم اللا محدود له لخوض انتخابات 2020 ، وبشروه بأنّ نتيجتها مضمونة لصالحه لعدم وجود منافس حقيقي له في الساحة السياسية يمُكن أن يُحقق للسودان (سواه) نهضة يرتفع بها إلى قائمة الدول ، المهم أنّ الرجل خرج سعيداً بتلك التطمينات وفي طريقه (تفاجأ) بجمهرة من الناس هُنا وهُناك يتراصّون وعندما سأل عنهم أخبروه بأنّ البلاد تعيش في أزمة خُبز خانقة ، وقد كانت تلك المشاهد البائسة سبباً في دخوله في حالة غضب وهياج كما ذكر (أنصاره) مما دفعه لاصدار قرارات فورية لتوفير الخبر ، وما توفر ولا انحسرت صفوفه بل تطاولت.
وفي زماننا هذا حكاية أخرى غاية في الادهاش بطلتها هذه المرة وزيرة مالية ما بعد الثورة الدكتورة هبة محمد على ، والتي قادتها الصدفة بعد ترجلها من الوزارة وجلوسها في مقعد مستشار الوزير لدخول إحدى المحلات التجارية في الخرطوم ، وتفاجأت هي الأخرى بأنّ الأسعار لا تُطاق ، وارتفعت ارتفاعاً جنونياً مما اضطرها لدفع مبالغ مالية كبيرة مقابل شوية أغراض ، تفاجأت المستشارة وكأنّها لم تكُن وزيراً لمالية هذا البلد وهي أعلم من غيرها بالتدهور المُريع الذي أصاب اقتصاده ، وما من سببٍ يدعوها لأن تتفاجأ وفشل حكومتها في علاج الأزمات الموروثة يُحدث عن نفسه ولا يحتاج منّا لدليل.
الغريب في الأمر أنّ السيدة المُستشارة نسبت ارتفاع الأسعار إلى عدم الرقابة وجشع التجار ، سبحان الله وكأنّها قبل نزولها من مقعد الوزارة قد عالجت كُل علل الاقتصاد ووضعت برنامجاً اقتصادياً ناجحاً وخططاً فعّالة ليهتدي بها من يأت بعدها حتى لا ينهار الاقتصاد (المُنهار) أصلا ، لا يا ستي بروجكم العالية حالت بينكم والنزول للمواطن المسحوق لتحسس مُعاناته ، إذ ظلت الأسعار في تصاعُدها وظلّ المواطن المُنهك بالتزاماته اليومية يكتوي بنيران الغلاء ، ورفاقك ومن عولنا عليهم في حل المُشكل الاقتصادي شغلتهم المُحاصصات عنّا ، وصرفتهم الصراعات على السلطة عن إيجاد حل جذري لها.
لا داعي للقلق على مواطن يعمل في المُستحيل ليبقى على ظهر الأرض ، وكلما انهارت عملته ارتفعت الأسعار في أسواقه وتراجع دخله ، وضعُفت قيمة ما يحمل من وريقات مالية ، وماذا فعلتُم لأجل إيقاف هذا التدهور الذي أفضى إلى هذه الحال المُزرية التي قادتك لها الصُدفة ، الله وحده أعلم بحال المواطن الذي احتوشه الفقر وقضى على على أخضر ما عنده واليابس.
ما دمتم لم تهتدوا بعد لطريق الاصلاح القويم ، ولم تعثروا على مفاتح أبواب الحل النهائي لما نحن فيه من أزمات ، ساعدونا بالله عليكم بالسكات إلى أن يُقيض الله لنا من له القدرة على الحل بلا كثرة كلام أو طلة.

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى