عثمان ميرغني

عثمان ميرغني يكتب: الجائزة مليون .. أين الكرة

قبل فترة في بعض الصحف والقنوات الرياضية ابتدعوا مسابقة طريفة.. صورة ثابتة التقطت أثناء مباراة لكرة القدم، يظهر اللاعبون وهو يتابعون الكرة وكل يحاول التقاطها.. ولكن في المسابقة تخفي وتمسح صورة الكرة.. ويطلب من القراء أو المشاهدين تحديد موقع الكرة..

طبعاً الطريقة المباشرة لحل المسابقة هو تتبع نظرات اللاعبين، ومحاولة رسم خط مستقيم من كل الأعين المشرئبة لتلتقي الخطوط في موقع واحد بالضرورة هو موقع الكرة..

حسناً؛ دعونا نستخدم هذه الطريقة لمعرفة الهدف الذي يسعى إليه كل الساسة السودانيين الممسكين بالقرار والذي يحددون بالطبع مصير الوطن..

أرسم خطاً مستقيماً من كل حزب أو قائد سياسي يحدد مسار بصره وبصيره نحو المستقبل، ثم نحاول من موقع تقاطع هذه الخطوط نستنتج الهدف المشترك الذي يسعى إليه الجميع..

مثلاً:

من مجموعة الأحزاب المتحالفة في قوى الحرية والتغيير، والقيادات البارزة، ومن مجموعة القيادات الأخرى خارج الحرية والتغيير، بما فيها الساسة خارج دائرة القرار السياسي.. الذين يكتفون بممارسة تشجيع اللعبة الحلوة لا أكثر.. يمكن رسم الخطوط المستقيمة التي ينظر بها كل حزب أو قائد سياسي لنحصل على نقطة التقاطع الرئيسية، حيث جماع وملتقى الساسة السودانيين من أجل الوطن، بالتحديد هنا الكرة.

يصبح السؤال ، أين الكرة؟ أين المصلحة العليا الوطنية التي تلتقي عندها كل تقاطعات السياسة والساسة؟

بعض الأحزاب والساسة من السهولة رسم الخط المستقيم الذي يوضح مسار نظراتهم للمستقبل، لكن البعض الآخر مسار نظراته للمستقبل غير واضح المعالم فهو ليس خطاً مستقيماً بل متعرجاً وفق الأهواء والأمزجة وقبلها المصلحة الضيقة المباشرة.. والبعض الآخر.. ليس لهم من الأصل خط مستقيم أو متعرج للنظر، فهم “حمولة راكب” سياسية ينتقلون مع العهود السياسة في حقيبة مسافر.. ولا أحتاج لتسمية حزب أو سياسي ففي التوصيف متسع للجميع كل يختار ما يناسبه.

بهذا التوصيف.. يظل السؤال.. أين الكرة؟

أدرك أن الإجابة صادمة، لكن لابد منها إن أردنا إصلاح الحال .. حال بلاد مترفة بالموراد ولا تملك منها شيئاً، وحال شعب ثري مع إيقاف التنفيذ، و أمة عظيمة تربطها بالمستقبل خيوط واهية وهمية..

الإجابة.. ليس هناك كرة..!!

 

 

 

صحيفة التيار

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى