محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: فريق (الخلا) طرد فريق (البيت)!

(1)

· في 22 يونيو الجاري وخلال المبادرة التي اطلقها رئيس الحكومة المدنية د. عبدالله حمدوك تحدث رئيس الوزراء عن (تشظي) تعاني منه مكونات الحكومة الانتقالية وتوقف حمدوك في الاشكاليات التي يعاني منها السودان في الجانب (المدني) قبل الجانب (العسكري)…لم يقصر حمدوك الازمة في المكون (العسكري) وحده.

· قال حمدوك في خطاب مبادرته : (رغم ما حققته الثورة في عامين من سلام وفك للعزلة الدولية وسير في طريق التحول الديمقراطي، إلا أن وطأة الماضي الثقيلة تركت انقسامات متعددة الأوجه (مدني مدني – مدني عسكري– عسكري عسكري) وقد تفاقمت هذه الاختلافات في الآونة الأخيرة وأصبحت تعبر عن الأزمة السياسية العميقة التي تعاني منها البلاد حالياً).

· تحدث حمدوك عن انقسامات بين (المدني والمدني) و(المدني والعسكري) قبل ان يتحدث عن الانقسامات بين (العسكري والعسكري).

· وقال حمدوك بعبارة واضحة لا لبس فيها : (شهدت الفترة الماضية تصاعد الخلاف بين شركاء الفترة الانتقالية مما يشكل خطراً جدياً لا على الفترة الانتقالية فحسب بل على وجود السودان نفسه).

· الحديث هنا عن تصاعد الخلاف بين شركاء الفترة الانتقالية، وليس بين المكونات العسكرية وحدها.

· مع ذلك فان المكون العسكري في الحكومة الانتقالية رد على هذه المبادرة والحديث عن الخلافات بين العسكريين على انها (شائعات) ، ولم يكتفوا بذلك وإنما اضافوا لها كلمة (مغرضة)…علماً ان العسكريين بأنفسهم تحدثوا عن خلافات بينهم ، استوجبت ان يقوم احد الاطراف العسكرية بطابور استعراض عسكري في الخرطوم.

(2)

· رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان، خلال تنوير بالقيادة العامة للجيش شهده قائد الدعم السريع الفريق اول حميدتي ومدير المخابرات والمكون العسكري بمجلس السيادة يوم الأربعاء، قال إن المنظومة منسجمة ومتماسكة، وتعمل لأجل هدف واحد ودعا البرهان في خطابه لعدم الالتفات للشائعات التي تستهدف وحدة المنظومة الأمنية.

· حديث رئيس الوزراء عن الخلافات بين العسكر يعتبره البرهان (شائعات)…رئيس الحكومة المدنية يستهدف المنظومة الامنية!!

· المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة، العميد د. الطاهر ابوهاجة، قال : إن تصريحات بعض المسؤولين، الذين لم يسمهم، حول وجود خلافات في المنظومة الأمنية بـ”المضرة”، معتبرًا أنّها ترسل اشارة سالبة إلى الخارج. وقال أبو هاجا في تصريحات خاصة لـ”العربية”، الخميس، إنّ حديث البرهان ودقلو الاربعاء الماضي مع القيادات الأمنية أثبت بوضوح أن المنظومة الأمنية ستظلّ متماسكة ومنسجمة، وإنّ قادتها على درجة عالية من الوعي بما حدث في بعض الدول المجاورة.

· الغريب ان العسكريين ظلوا طوال الفترة الماضية يتحدثون عن خلافات المدنيين وعن صراعاتهم ..وخرج البرهان في اكثر من خطاب ليتحدث عن فشل المدنيين وهو يستجدى الشعب لتفويض العسكر وإقصاء المدنيين بصورة واضحة، ومضى حميدتي في الاتجاه نفسه وهو يسخر من المكون المدني ومن قياداته مؤكداً فشل الحكومة المدنية ومثبتاً اخفاقاتها وتسببها في الانهيار الاقتصادي الذي تمر به البلاد ..لماذا الآن عندما يتحدث حمدوك وهو رئيس الحكومة المدنية عن خلافات بين العسكريين يعترضون على ذلك ويصفونها بالمضرة ويتحدثون عن انها شائعات؟

· البلاد تمر الآن بحالة من السيولة الامنية (المتعمدة) ويعاني الشعب من تفلتات امنية كبيرة (مقصودة) وصلت مرحلة ان يخرج ضابط في الجيش على بعض شباب المتاريس ليهاجم المكون المدني في الحكومة وهو يتحسر على ايام الكيزان.

(3)

· تحدث حمدوك في مبادرته عن القوات المسلحة وعن الدعم السريع بكل احترام وتقدير وجاء في خطاب مبادرته مطالبته بجيش واحد وقال : (الشروع مباشرة وعبر جدول زمني متفق عليه في عملية الوصول لجيش واحد مهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة عبر عملية للإصلاح الشامل وبما يعبر عن تنوع السودان الفريد).

· وهذا نفسه ما اشار له البرهان في خطابه رداً على مبادرة حمدوك حينما قال إن القوات المسلحة والدعم السريع على قلب رجل واحد للمحافظة على أمن الوطن والمواطنين ووحدة التراب وأنهما بالمرصاد للعدو الذى يسعى إلى تفكيك السودان وشرذمته. ورأى أن القوات المسلحة والدعم السريع “يدُ واحدة” قوية لحماية الفترة الانتقالية، وإحداث التحول الديمقراطي المنشود. ودعا إلى ضرورة تحقيق الوحدة السياسية لكل السودانيين”. وأضاف: ” لن نسمح أبداً لأي طرف ثالث يعمل على بث الشائعات وزرع الفتن بين القوات المسلحة والدعم السريع”.

· رئيس الحكومة يعتبرونه طرفاً ثالثاً!! – بينما يسمح لدول خارجية ان تحدد لهم نهجهم وسيرهم وترسم سياساتهم.

· الكلام عندما يأتي منهم يعتبرونه لمصلحة السودان وأمنه ومن اجل الوحدة والتحول الديمقراطي وعندما يأتي من غيرهم يعتبرونه شائعة وفتنة وتفكيك السودان وشرذمته.

· بما ان القوات المسلحة والدعم السريع (يد واحدة) كما قال البرهان فان دمج الدعم السريع في القوات المسلحة يبقى امراً لا بد منه – اليد الواحدة تتحقق بالدمج – المكون المدني والشعب السوداني لا يريد اكثر من هذا الاتحاد ..لن تتحقق الوحدة السياسية التي يتحدث عنها البرهان ان لم تتحقق الوحدة في (الجيش).

· لا يمكن ان يوجد في الخرطوم لوحدها (5) جيوش وتتحدثون عن الوحدة السياسية وعن تشظي الاحزاب.

· اليد الواحدة غير ممكنة بخمسة جيوش.

· لقد قال حمدوك في خطاب مبادرته عن القوات المسلحة : (القوات المسلحة السودانية يجب أن تكون الجيش الوطني الوحيد وذلك يتطلب إصلاحات هيكلية وعقيدة عسكرية جديدة وتمثيل التنوع السوداني في كافة مستوياتها وتنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية الوارد في اتفاق جوبا لسلام السودان).

· هذا مطلب القوات المسلحة نفسها.

· وقال حمدوك في المبادرة نفسها عن قوات الدعم السريع : (قوات الدعم السريع ذات طبيعة خاصة وساهمت بدور إيجابي في التغيير ودمجها في القوات المسلحة يتطلب توافق بين قيادة القوات المسلحة والدعم السريع والحكومة للوصول لخارطة طريق متفق عليها تخاطب القضية بكل أبعادها).

· ماذا تريدون من حمدوك اكثر من هذا؟ وهو يشهد لقوات الدعم السريع بدورها الايجابي في التغيير رغم اختلاف الناس حول هذا الامر.

(5)

· هذا الشعب يريدها حكومة (مدنية) رغم التعمد والقصد في تجويع الشعب وتعذيبه.

· نريد جيشاً واحداً.

· لقد عملوا من اجل هذه (المعاناة) وباءت كل خططهم بالفشل – غلاء وقطوعات في الكهرباء ونزاعات قبلية وتفلتات امنية – فعلوا كل هذا ولم يتخل الشعب عن مطلبه المتجسد في الحكومة المدنية.

· لن نعود الى الحكم الشمولي والدكتاتوري والعسكري ولو متنا جياعاً.

· سوف نحتمل كل هذا العناء من اجل اجيال قادمة تحصد جزاء هذا التعب والرهق – (ديمقراطية) و(مدنية) و(حرية ..سلام وعدالة).

· سوف يأتي الخير والرخاء والاستقرار.

(5)

· بغم /

· فريق (الخلا) طرد فريق (البيت)!!

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى