زهير السراج

زاهر بخيت الفكي يكتب: الحل موجود يا معاليك..!!

كتبتُ بحسرةٍ وألم في هذه الزاوية قبل فترة ليست بالطويلة عن رؤيتي لأول مرة في العُمُر قاع تُرعة مشروع الجزيرة الرئيسية، وكتبتُ عن تلك الأغنام التي تبحث عن ما تقتات به في بطنِ تُرعةٍ لم تنقطع عنها المياه منذ أن بارح الإنجليز المشروع، وتجاهلتُ الكتابة يومها عن مشهدٍ آخر لا يقل في بؤسه عن مشهد التُرعة الجافة، صادفته أثناء عودتي من تلك الرحلة بطريق الشرق (رفاعة الخرطوم) وقد صادفت مجموعة (دفارات) تحمل كميات من قصب السُكر الجاف، وبما أنّ موسم انتاج السُكر لم يحِن بعد سألت باستغرابٍ عن الحاصِل فأجابوني بأنّ العطش قد أحرق مساحات كبيرة وأحال خُضرتِها إلى يباس.
إذن لن يُصبح العبور مُمكناً هكذا، ولن يكون الانتصار سهلا.
أسئلة كثيرة طافت بالذهن وقتها عن هذا التدهور المُريع، من السبب فيه، وهل للدولة العميقة التي ظل هؤلاء (يدرعون) فشلهم المُتكرر في شماعاتها، أم هي لعنة أصابت البلاد، سؤال آخر (مُهِم) تبادر للذهن عن وزيري الزراعة والصناعة أين هُما الأن وهل نقلت لهما التقارير بشفافية هذه المشاهد البائسة.؟، وغيرها من الأسئلة التي أرسلها من (هُنا) للسيد أبراهيم الشيخ وزير الصناعة، وقد رأينا بأم أعيُننا انجازه الكبير في ميناء بورتسودان واستقباله المُشرِف لشُحنة القمح التي تكرّمت بها علينا الولايات المتحدة الأمريكية، ثُم سمعنا صراعه مع مُدير شركة السُكر السودانية المُشاكس مما يعني أنّ الرجُل موجوداً بيننا ويعمل، أمّا وزير الزراعة فلم أجد من يؤكد لنا أنّ للحكومة وزيراً يشغل هذا المقعد أم لا في دولةٍ تُعتبر الزراعة العمود الفقري لاقتصادها، والواجب علينا أن نحفظ إسمه لأهميته ونتابع تحركاته (إن) كان له من وجود.
جُملة أسباب ليس من بينها العطش، أو احتياجات العمالة المحلية، ولا المشاكل الصغيرة المقدور على حلها، جاءنا إبراهيم الشيخ يُحدثنا بمبررات واهية من بينها عدم دخول سُكر النيل الأبيض في دائرة الانتاج والتي لم يدخلها أصلا، لاقناعنا بتدنّي الانتاجية والتي وصلت بها الفجوة إلى هذه النسبة (75%)، نفس الأسباب المكرورة التي كان يتحجج بها أهل الإنقاذ.
تدني الانتاجية يا معالي الوزير والفجوة التي تحدثت عنها لن تُعالج بالتقارير المكتبية ولا بالزيارات الفُجائية والخُطب الإنشائية، بل بمتابعة العملية الانتاجية من البداية للنهاية وحل كُل ما يعتريها من مُشكلاتٍ أول بأول، وقد نجد لك العُذر في تأخُر استيراد ماكينات جديدة أو مدخلات انتاج من الخارج تدعم زيادة الانتاج بسبب شُح العُملات الصعبة على الأقل في هذه الظروف، ولكن لن نجد لكُم عُذراً للتواري خلفه وهذه المساحات تخرُج من الموسم أمام أعينكم بسبب العطش، ولا تلك المُشكلات القابلة للحل التي تواجه العمالة في المصانع.
قلنا وما زلنا وسنظل نقول أنّ الحلول لن تتأتى بالكلام.

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى