تحقيقات وتقارير

وفد اتحادي للتهدئة بورتسودان… عروس البحر تنزف

تشهد مدينة بورتسودان هذه الأيام اضطرابات أمنية حادة اودت بحياة خمسة أشخاص بسبب الصراع القبلي الذي تعيشه المدينة منذ أيام، تطور الأمر إلى استخدام القنابل المتفجرة وقصفها وسط التجمعات السكانية حيث شهدت المدينة حادثة تفجير قنبلة يدوية “قرنيت” مساء “الأحد” أدت لوفاة أربعة أشخاص فوراً وإصابة آخرين.

 

انفجار قنبلة يدوية
مساء السبت كان يوما حزيناً على مدينة بورتسودان رغم أنها تشهد صراعاً قبلياً منذ أيام سعت الحكومة لتحجيمه عبر فرض حظر التجوال في حي دار النعيم الا أن الصراع انتقل الى أحياء أخرى عرفت بالهدوء ولم تكون جزءا من أي صراع قبلي مثل حي سلبونا حيث لقي خمسة أشخاص مصرعهم بينهم امرأة، واصيب آخرون جراء انفجار عبوات ناسفة مجهولة في نادي الأمير بحي سلبونا بمدينة بورتسودان.

 

وقال شاهد عيان لـ( السوداني) إن الحادثة وقعت مساء أمس السبت، بعد أن قذف مجهولون يستغلون دراجة بخارية عبوتين ناسفتين على رواد نادي الأمير الرياضي بسوق سلبونا ببورتسودان، توفي على إثرها خمسة أشخاص و هم، رئيس نادي الامل السابق محمد ميرغني حاكم، ويعمل في التخليص ببورتسودان، وحسن بابكر ككراب، موظف بهيئة الموانىء البحرية، ومحمد حجر. عامل يوميات واثنان آخران بينهما امرأة .

 

ملاحقة المتهمين
وعقب الحادثة لاحق المواطنون بمعاونة الشرطة المجرمين للقبض عليهم وأثناء هروبهم أطلق الجناة الرصاص على امرأة متزوجة وأم لطفلة، في وسط حي سلبونا المحاذي لساحل البحر الأحمر بالبر الشرقي لبورتسودان، وأضاف شهود العيان، أن شباب الحي استطاعوا تعطيل الدراجة البخارية التي كان يستقلها 3 جناة وفر منهم اثنان وأمسكوا بالثالث وتم تسليمه للشرطة.

 

موسيقى الموت

لم يكن الموت في بورتسودان محصوراً في حادثة تفجير القرنيت بحي سلبونا، حي دار النعيم هو حي يشهد اضطرابات أمنية بسبب صراع قبلي قديم متجدد شهد يوم السبت حادثة فاجعة بعد إنزال مواطن من مركبة عامة وذبحه ورميه في الشارع العام، وقال شاهد عيان أنه منتصف نهار “السبت” تم قتل مواطن بحي دارالنعيم على أيادي بعض المواطنين بعد إنزاله من مركبة عام وإطلاق النار عليه.

 

المطالبة بإعلان الطوارئ
الاضطرابات الأمنية ببورتسودان استدعت ناشطين للمطالبة بإعلان الطوارئ وإقالة الوالي عبدالله شنقراي فضلاً عن المطالبة بزيادة القوات العسكرية بالولاية.
وفي السياق رفض والي ولاية البحر الأحمر عبدالله شنقراي التعليق على الأحداث التي تشهده ولايته بحجة أنه مشغول، في الوقت ذاته شهدت مدينة بورتسودان أمس وقفات احتجاجية مدنية منددة بالأوضاع الأمنية ومطالبة بوقف نزيف الدم .

 

لجنة الأمن توضح
إزاء الاضطراب الكبير ببورتسودان أخرجت لجنة أمن ولاية البحر الأحمر بياناً صحفياً قالت فيه بأنه بتاريخ ٩/يوليو /٢٠٢١م تم استهداف القوات المشتركة بمنطقة لفة أزرق بالقطاع الجنوبي من قبل متفلتين أطلقوا أعيرة نارية بشكل مباشر على القوات المشتركة و نتج عنها إصابة فرد من الدعم السريع بعيار ناري على الفخذ للرجل اليسرى وأضافت عبر بيان لها أمس (الأحد) تلقته (السوداني) أنه بتاريخ السبت الموافق ١٠/يوليو /٢٠٢١م حوالى الساعة الثامنة صباحاً نشب شجار في عربة” حافلة نقل عام “تسبب في إصابة أحد المتشاجرين بإصابة بليغة أدت لوفاته.،

 

وأشارت إلى أن الشرطة تحركت نحو الحادثه واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة وتم فتح بلاغ بالرقم ( ٣٣٤٤) تحت المادة ١٣٠ ق. ج بقسم شرطة ديم موسى، وقالت، بعد استلام ذوي المجنى عليه الجثمان لإكمال مراسم الدفن؛ تم قفل الطريق الدائري بالقرب من مقابر حي المطار مربع (٢٩) وتسبب ذلك في إعاقة حركة المرور؛ و نتج عن ذلك حرق شاحنة و ركشة ما أدى لقيام متفلتين بإطلاق اعيره نارية نتج عنها إصابة شخصين وتم اسعافهما إلى المستشفى عليه تحركت قوة مشتركة للمنطقة و تم فتح الطريق و تثبيت ارتكازات بالموقع. وأشار بيان اللجنة الأمنية إلى أنه في تمام الساعة الثامنة مساءً قام شخصان كانا على ظهر دراجة نارية برمي قنبلتين يدويتين (قرنيت) على جمع من المواطنين بأحد الأندية بسوق سلبونا، مما أدى إلى وفاة (٣) رجال و امرأة ؛ وإصابة ثلاثة آخرين إصابات متفاوتة تم إسعافهم الى المستشفى؛ وتم القبض على الجاني، وأوضحت أن الحدث تزامن مع إطلاق عبوة يدوية (قرنيت) على فندق البصيري بالسوق الكبير اصطدمت بالمولد ولم تؤدي الى خسائر في الارواح وكشفت عن أن حصيلة الضحايا بلغت حتى (السبت) (٥) أشخاص بينهم إمرأة وعدد ستة مصابين إصابات متفاوتة، وأهابت اللجنة الأمنية بالولاية جميع المواطنين بضبط النفس وأخذ الحيطة والإبلاغ عن أي متفلتين، وطمأنت المواطنين بأن الأجهزة الشرطية والعدلية قادرة على ضبط تلك التفلتات التى تعتبر دخيلة على مجتمع الولاية سعياً لفرض واقع آمن ومستقر بقوة القانون مع تقديم المتهمين للعدالة.

 

استمرار الحريق
صبيحة أمس الأحد استمرت الاحتجاجات والصراع القبلي ببورتسودان بصورة أعنف. وقال شاهد عيان لـ”السوداني” إن عددا من المتاجر الخاصة حُرقت في أحياء سلبونا وابوحشيش وهدل. واشار إلى غياب الأجهزة الأمنية في المدينة مع تفشي ظاهرة الحرق والضرب بواسطة أفراد يتحركون في شكل عصابات تقوم بترويع المواطنين بالمدينة،لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية بالمدينة بدأت أقرب للمتفرج.

تدخل مركزي
إزاء اشتداد الأزمة في بورتسودان عقد مجلس الوزراء اجتماعاً طارئاً ناقش فيه طبيعة الصراع على الأرض حيث وجه رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك بإرسال وفد وزاري لولاية البحر الأحمر بقيادة وزير الداخلية الفريق عزالدين الشيخ ووزير النقل والصحة وقادة الأجهزة الأمنية وطالب حمدوك بحسب تعميم صحفي بإجراءات أمنية مشددة لوقف التفلتات بالولاية والقبض على كل من تورط في الأحداث.

في السياق قال وزير الداخلية الفريق أول عزالدين الشيخ إن قوات مشتركة ستتوجه إلى ولاية البحر الأحمر لفرض هيبة الدولة وتحقيق الأمن.

صمت حكومة الولاية
كان لافتاً صمت حكومة ولاية البحر الأحمر عن الحديث الإعلامي وتوضيح تفاصيل ما يجري، حيث سعت “السوداني” لاستنطاق والي الولاية ووزارة الصحة وشرطة الولاية الا انهم جميعهم فضلوا الصمت.

   عبد الرؤوف طه

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى