تحقيقات وتقارير

عرمان مستشاراً سياسياً لـ”حمدوك”..خطوة سليمة في طريق ملغوم!!

في خطوة غير مفاجئة وإن أثارت كثير من الجدل ، أصدر رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك، أمس قراراً بتعيين ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان مستشاراً سياسياً له.
وفي المقابل بدأ عرمان وكأنه على علم بالقرار ، إذا قال القيادي في الجبهة الثورية نائب رئيس الحركة الشعبية في آخر مقال له إن الدعوى لانتخابات مبكرة، تهدف لقطع الطريق على الانتقال وعلى تنفيذ اتفاق السلام وجمع السلاح في يد القوات المسلحة المهنية وفق الترتيبات الأمنية، وإصلاح وتحديث القطاع الأمني والعسكري، وعدم إكمال التفاوض مع الآخرين، وهي روشتة للحرب وليست روشتة للانتخابات.

 

وأضاف “عرمان”: بعد أن فشل الفلول في القفز بزانة ٣٠ يونيو ٢٠٢١ نحو السلطة، فإن قواعد لعبتهم الجديدة تتمثّل في (المُصالحة، إزالة لجنة إزالة التمكين، إطلاق غول الصراعات القبلية، الانتخابات المبكرة).

 

وأشار إلى أن المُصالحة هي كلمة باطل أريد بها باطل لإعادة إنتاج حزب المؤتمر الوطني الفاشي، ولا يُمكن أن نطالب بذهاب قادته إلى لاهاي والتعامل مع المحكمة الجنائية في جرائم الإبادة والحرب ونطالب بالمصالحة معه.

وبشأن لجنة إزالة التمكين، قال عرمان إن اللجنة تحتاج إلى تطوير وإصلاح وتقويم منهجي، وتحتاج إلى مجلس تشريعي يسندها لاستبدال ترسانة القوانين المسلحة لحزب المؤتمر الوطني، لافتًا إلى أن “إزالة لجنة إزالة التمكين تعني ترك المؤتمر الوطني حاكمًا من وراء حجاب”.
وقال إن إطلاق غول الصراعات القبلية ضد طوفان الثورة، هي محاولة لامتصاص رحيق الثورة وتشتيت وحدة قواها ومحاصرتها من الريف، وهي ثورة انطلقت من الريف والمدن، ويجب أن نقاوم ذلك.

وشدد على فرض أجندة الثورة واستكمالها ورفض أجندة الفلول، قائلًا: (العفش داخل بص الثورة على مسئولية الجماهير).

 

هكذا شخص عرمان بدقة الواقع السياسي الراهن وتحدياته الماثلة وإن أغفل أن من بينها الانقسام الذي بدا في وسط قوى الحرية والتغيير وغيرها من العوامل التي تضعف الحكومة سياسياً.

مزايا خارج المناصب:
الناشط السياسي والثقافي ومدير مركز بيت الفنون طارق الأمين بدا متفائلاً بتعيين عرمان ، وقال لـ(الجريدة) : صحيح تربطني علاقة صداقة وثيقة بعرمان ولكن التقييم السياسي لا يحتمل المجاملة ، وعرمان توفرت لديه مؤهلات وخبرات لا ينكرها إلا مكابر فهو منذ الحركة الطلابية كان متوهجاً ويتماز بالذكاء السياسي والمقدرة على تشخيص الراهن السياسي ، وأضاف: من الملاحظ أيضاً أن كل المزايا والمهارات والمقدرات الادارية والتنظيمية لم يكتسبها عرمان بتولي المناصب لأنه طوال تاريخه السياسي بدا زاهداً عنها رغم مناهضاته ونضالاته لاعتى الانظمة شراسة بالسودان ، واردف في تقديري الزهد في تولي المناصب من شأنه أن يتيح لصاحبه أن يكون مراقباً ومحايداً بعكس المتشوقين للجلوس على كراسي السلطة ، وبالتالي ومن حكم علاقتي بعرمان في صداقة امتدت لعشرات السنوات لن يتعامل الرجل في منصبه الحالي لتحقيق اغراض تهدف لمصلحة حزبية بل سيكون منفتحاً على الجميع لفك الاختناق السياسي.

 

مؤهلات ورسائل:
ياسر عرمان شخصية معروفة وتتميز بخبرة وحنكة سياسية وتجربة طويلة من العمل السياسي الممتد وهو مؤهل لتولي هذا المنصب هكذا إبتدرت الأستاذة رشا عوض رئيس صحيفة التغيير الإلكترونية حديثها لـ(الجريدة) وأضافت بحسابات سياسية أخرى وظيفة رئيس مجلس الوزراء هي انجاح المرحلة الانتقالية وصولاً الى الانتخابات وبالتالي المستشار السياسي لرئيس مجلس الوزراء من المفترض أن لا يكون منتمياً لحزب سياسي لديه مصالح بل طرف من التنافس السياسي.

 

وقالت رشا : “الحكومة ساعية لانجاح التفاوض مع الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو وتعيين عرمان الخصم اللدود للحلو في هذا المنصب من شأنه أن يرسل رسالة سالبة يمكن أن تسهم في تعثر المفاوضات المتعثرة أصلاً” ولذلك كان الأوفق تأجيل تعيين عرمان الى حين اكتمال السلام مع الحلو واستيعابه في التركية السياسية.

 

مناهضات ونضالات:
ياسر عرمان أهم ما يعرف عنها أنه رجل مقاومة من طراز فريد وإن اختلفنا معه سياسياً لا نزايد أصلاً على نضالاته ومنهاضاته للإنقاذ في حقبها المختلفة وحتى من داخل برلمانها بعد التوقيع على اتفاق السلام الشامل مع المؤتمر الوطني ويشدد استاذ العلوم السياسية د.صلاح الدومة في حديثه لـ(الجريدة) بأن على عرمان الابتعاد عن أي أطروحات تنادي بالمصالحة مع الاسلاميين لأن مثل هذا الخط السياسي سيحرقه تماماً ويعجل برحيله خاصة وأن هذا الحديث أصبح رائجاً في الآونة الأخيرة وورد في ثنايا خطابات لقيادات رفيعة بالدولة وهو عكس المزاج الثوري ولن يجد القبول وخير مثال لذلك حديث قيادات منظمة أسر الشهداء بأنهم لن يقبلوا العفو والمصالحة قبل اخبارهم بمن هم الذين قتلوا الشهداء.

أشرف عبد العزيز

 صحيفة الجريدة

 

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى