تحقيقات وتقارير

مناوي .. تفاصيل مراسم التنصيب

قبل الساعة 12 ظهراً، وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وحاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي إلى ميدان الاحتفال بالقرب من مقر قيادة الجيش، ، صعدا سوياً إلى منصة الاحتفال وحيا المشاركين .
وصلا على أنغام أغنية (أحب مكان وطني السودان ) التي كان يرددها الفنانان سيف الجامعة وعمر احساس ، كان البرهان يرتدي زي القوات المسلحة، فيما أرتدى مناوي (جاكيت ازرق ).
الاحتفال حضره عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد حسن التعايشي، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، وعدد من رؤساء وممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية ، بالإضافة إلى الإدارات الاهلية ولجان المقاومة وممثلي السفارات ، وشارك وفد من دولة تشاد .
وغاب عن الاحتفال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي ملأت صوره ساحة الاحتفال وكذلك شوارع الولاية ، حيث تم الإعلان مسبقاً عن مشاركته ، وغاب كذلك ممثلو مركزية الحرية والتغيير .
انتشار كبير لسيارات الشرطة حتى داخل ميدان الاحتفال ، بالإضافة إلى الانتشار الكثيف للأجهزة النظامية .

متر في متر
رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان أكد خلال مخاطبته حفل تنصيب حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي أمس ، أنه يمكن أن يكون ضد مناوي سابقاً ، وقال لا بد من وضع البندقية ، ونعمل على بناء السودان ، وأضاف: (ما في زول يشيل سلاح لانه لا يمكن أن يكتمل السلام وكل زول يحفر).
البرهان اكد انه لا تفريط في السلام وسنحميه بالدم ، مقراً بأن الأوضاع الانسانية التي يعيشها النازحون صعبة جداً، وقال إنهم يسكنون في منازل مساحتها (متر في متر)، قاطعاً بأن هؤلا يجب الاهتمام بهم ومن حقهم الاستمتاع بالحقوق التي يتمتع بها كل الشعب السوداني، وقال اذا رأي رئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد نور ورئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو اوضاع هؤلاء سيأتون مسرعين إلى توقيع السلام ، وقال (مناوي الناس ديل أمانة في عنقك) ، مؤكداً اهتمام الحكومة بتنفيذ اتفاق سلام جوبا بنداً بندا ، وأعلن أن اليوم الاربعاء سيشهد بداية تنفيذ ملف الترتيبات الامنية .

دولة عميقة
عندما صعد مناوي إلى المنصة تعالت أصوات الزغاريد ، وصفق الحضور بحرارة ، لكن فجأة انقطع التيار الكهربائي لعدة دقائق ، في هذه الأثناء هتف الشباب (ديل الكيزان قطعوا التيار)، وعندما عاد التيار الكهربائي قال مناوي معليش الكهرباء مرات دولة عميقة ، وأراد ان يشكر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لمشاركة حفل تنصيبة الا انه أخطأ عندما قال (نرحب بعبد الفتاح السيسي ) ، وحاول معالجة الامر سريعا بـ(كلنا أشقاء) .
مناوي دعا في مستهل خطابه الي التحلي بروح الوطنية في القضايا الخلافية ، مشيراً إلى مبادرة حمدوك وضرورة الالتفاف حولها ، مشيراً إلى أنه ليس أول حاكم لدارفور وتمنى ألا يكون الأخير، مشيراً إلى أن الحروب ليس من فراغ كما أنها ليست حروباً عبثية ، وقال الذين يستخفون باﻵلام التي تسكن أجساد أبناء دارفور ليست من فراق ونتيجة للتهميش ، مطالباً بتسليم المتورطين في الجرائم التي تم ارتكابها بدارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية ، وقال لا بد من العدالة الانتقالية، مؤكداً أهمية إجراء مصالحة اجتماعية وتنقية النفوس من رواسب الماضي ، موضحاً أن تعيينه في منصبه الجديد سيكون إضافة لدارفور. مؤكداً أن حاكم اقليم دارفور ليس بديلاً بل إضافة للإقليم ، وقال حسينا خدام للشعب.
وأعلن أن أبواب الاقليم مفتوحة للاستثمار المحلي والأجنبي ، وفتح الحدود مع دول الجوار حسب الاتفاقيات . داعيا رئيس الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو ،وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور إلى التوقيع على اتفاق سلام ، مؤكداً أن التوقيع لن يكون خصماً عليهم بل بداية طريق السلام . وقال إن أهل الإقليم عانوا من التهميش وعاشوا في بؤر التخلف ، مشكلتنا تتمثل في انعدام البني التحتية ، وسنواصل توصيل شبكات المياه ، والاهتمام بقضية التنمية.

تحديات في الطريق
مناوي أشار إلى جملة تحديات تواجة الاقليم ، لكن سيتغلب عليها بسهولة وفترة قصيرة ، وأعلن بداية الترتيبات الأمنية بتشكيل القوة المشتركة لحماية المدنيين وبعدها ستدخل مرحلة الدمج ، داعياً إلى تنفيذ ذلك من أجل وقف نزيف الدم ، مؤكداً أن الحوار هو الذي يقود إلى الانتقال الآمن والانتخابات ، وقال عدم الحوار سيزيد مساحات الاحتراب كما حدث في النظام السابق وادي إلى انفصال جنوب السودان ووضع البلاد تحت العقوبات الدولية . وأضاف أن الواقع متعثراً و المطالب كثيرة ، لكن لا بد من الصبر ، وأعلن في مصالحات بالاقليم وعن فتح حدود الولاية مع جميع الحدود حسب الاتفاقيات وتوفير السلع ، وإعادة إنشاء الغرف التجارية للإقليم لابناء الإقليم والسودان ، واضاف كل البلد دارفور.

 

نائب لمناوي
ممثل النازحين حسن صابر جمعة أشار أمس، إلى المشاكل الموجودة داخل معسكرات النازحين ، وقال إن الحكومة عجزت عن توفير الأمن ، وأضاف أن اللاجئين صبروا على السياسات القاسية قبل وبعد سقوط النظام السابق ، مؤكداً أنه تم تسليم مذكرة إلى رئيس مجلس الوزراء تحتوي علي شكوي من عدم توفر الخدمات الأساسية بالمعسكرات .
جمعة تساءل من المسؤول عما يجري في دارفور خاصة في منطقة طويلة ، وقال ما يزال الاغتصاب والهجوم مستمرين ، وقال شعار النازحين هو السلام ، لأنه الركن الثاني في اتفاق جوبا ، ونحن لم نخلق لنموت ونقتل ونُباد ،وقال نريد أن نسكن في العمارات بدلا عن المعسكرات ، وطالب بتكوين قوة وطنية مشتركة لحفظ الأمن ، مشيراً إلى أنه بعد خروج يوناميد لا توجد قوة تحمي السلام .
وطالب بمحاكمة من اجرموا في حق النازحين، وقال لن تشفي جراحنا إلا بعد تسليمهم آلى لاهاي ، مشيراً إلى أن المنظمات الموجودة ليس لديها القدرة علي تقديم الخدمات للنازحين ، مشيراً إلى أن 80% منهم لا يجدون غذاء ، وطالب بضرورة مشاركة النازحين في السلطة وأن يتم توظيف النازحين في المنظمات ، وأن يتم تعيين نائب حاكم اقليم من النازحين ويكون امرأة ، وأن تزور لجنة التحقيق المركزية في احداث كولقي معسكر زمزم .

 

واقع معاش
والي شمال دارفور نمر عبدالرحمن وصف الاحتفال بتنصيب مناوي بالتاريخي ،واعتبره استحقاقاً وطنياً ومناسبة ، وشكر رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت راعي مفاوضات جوبا، مؤكداً أنه سيعمل مع مناوي من أجل تنمية الاقليم .

 

تقرير ِ: وجدان طلحة
الخرطوم: (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى