آراء

شمائل النور تكتب: حتى لا نتكيّف مع الدم.!

هل يُراد لنا أن نتكيّف مع القتل العبثي حتى يصبح مظهر الدم اليومي مسألة اعتيادية؟
فيما يبدو أن المراد ذلك… يوم دامٍ عاشه مواطنو زالنجي بعد احتجاجات طلاب وطالبات الجامعة راح ضحيتها أرواح، ولا يهم هنا السؤال عن ماهية المطالب بقدر التأكيد على أن كل حراك سلمي يواجه بالرصاص.
ومن المفارقات أن يحدث ذلك بعد ثورة ديسمبر، تطلق الحكومة الرصاص دون أن يرف لها جفن، ولا تحاول مجرد المحاولة أن تُظهر أسفاً على هذا الدم الذي لا يتوقف.
لا أعتقد أن هناك اهتماماً للاستماع أو متابعة رد فعل الحكومة تجاه ما حدث في زالنجي، وإن اجتهدت فسوف تشكل لجنة تقصٍ او تحقيق وينتهي الأمر؛ إلى ما انتهت إليه اللجان السابقة. ردود فعل بلا فعل والقتل مستمر، وكأن المطلوب منا أن نتكيف مع هذا الدم الذي يُسفك دونما أسباب، هكذا عبثاً.
حجم الدم المسفوك خلال سنوات حكم المخلوع، والذي واصلت فيه اللجنة الأمنية بأعنف مستوى ووصل ذروته بمجزرة القيادة العامة واستمر ليومنا هذا، هو في خلاصته المُرة أن القتل هو أحد أهم الحلول بالنسبة للسلطة الغالب عليها الطابع العسكري.
سنوات الإنقاذ المحفوفة بالدماء انتهت إلى سحق قيمة “الإنسان”، وما كُتب تاريخ الإنقاذ محلياً وعالمياً إلا بالانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان وهذه الحالة باتت معيار التعامل بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والمواطن الأعزل.
العقلية التي تحكم أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية تنطلق من “انتهاك” وتنتهي إلى “قتل” وهي في اعتقادها أن الحكم هكذا وأن إدارة الدولة هكذا، بل إن هيبة الدولة في أن تسفك الدماء.
المطلب الرئيس؛ والذي ينبغي الضغط باتجاه أن يتحقق مهما كلف الثمن هو استعادة كرامة وقيمة المواطن السوداني، قبل استعادة الثقة بينه وبين السلطة.
وبكل أسف واصلت الحكومة الانتقالية ذات النهج، نهج سحق قيمة الإنسان، بعد عامين ويزيد ولا زال الناس يطالبون الحكومة أن تفعل وتفعل وتفعل وهي لا تفعل.
العدالة لابد أن تبدأ بوقف هذا الدم الذي يسيل كل يوم، ومن يوقف هذا الدم قطعاً ليست الحكومة، بل الشارع، الشارع ان يستعيد قوته ويفرض حاجته للتغيير الفعلي..القتل المجاني للعزل وضرب النار لأتفه الأسباب ينبغي أن يتوقف الآن ولا ينتظر اتفاقاً أو وثيقة، حتى لا يصبح سفك الدم مثل تناول كأس من القهوة.

 

 

 

صحيفة اليوم التالي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى