حوارات

مدير جامعة الضعين: سنعمل قريباً على فك حظر النشاط السياسي ولكن بشروط

يحمل طموح الشباب كونه لم يتخطَ بعد العقد الثالث.. ويحمل علماً اهّله ليكون مديراً لجامعة الضعين، كما يحمل افكارا تغاير المألوف واحلاما تريد النهوض بالجامعة وطلابها بالاستفادة ما استطاعوا من ثورة المعلومات والتكنولوجيا.. الدكتور علي يونس بريمة دخل جامعة الضعين استاذاً قبل سنوات وتدرج فيها ليكون ثالث مدير لها، فالجامعة التي أنشئت في أواخر العام 2015م كانت تحت ادارة بروفيسور محمد علي الحاج علوبة والذي اعقبه بعد ثورة ديسمبر البروفيسور دفع الله محمد مكي الذي انتقل الى ربه في يوليو الماضي، فتم اختيار د. علي يونس مديراً يحمل الكثير ليقدمه للجامعة التي يطمح ويطمع ان تكون بين كبرى الجامعات السودانية.. مصادر مطلعة جلست إليه تقلب اوراقاً كثيرة فكان هذا الحوار..

بدايةً من يراك يندهش من وجودك على رأس جامعة الضعين وانت في هذه السن المبكرة، فكيف كان طريق الوصول؟
بالفعل كثيرون يبدون اندهاشاً من وجودي على كرسي مدير الجامعة نظراً لعامل السن، ولكن بالتأكيد فانا مرهون كذلك بشروط محددة تتمثل في التأهيل العلمي والمعرفة الإدارية وهي شروط توفرت لديّ لهذا المنصب، وهنا يحق لي ان اتقدم بالشكر لوزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور انتصار صغيرون لوضع ثقتها في شخصي، وكذلك اشكر مجلس ادارة الجامعة ممثلا في الفريق رئيس مجلس ادارة الجامعة عبد الرحيم دقلو ونائب رئيس مجلس ادارة الجامعة والي الولاية محمد عيسى عليو واعضاء المجلس الذين رشّحوني، واشكر بعض الجهات التي دعمتنا دعماً سخياً بدءاً من وزارة المالية الاتحادية ووزارة التعليم العالي وحكومة ووالي ولاية شرق دارفور ومجتمع الولاية والغرفة التجارية وصندوق دعم الطلاب والزملاء الكرام العاملين بجامعة الضعين والطلاب الأماجد الشرفاء الذين أعطوني دافعًا للمضي قُدُماً.
هل ترى ان لديك أفكاراً ربما تكون مغايرة للأفكار التقليدية في ادارة الجامعة؟
الإيقاع السريع وسنة الكون يجعل المثابرة مطلوبة، انا صغير في السن هذه حقيقة، لكن لديّ من الدرجات العلمية ما يؤهلني لإدارة الجامعة وكذلك من الافكار التي من شأنها ان تقود الجامعة للأمام، نسأل الله تعالى أن يوفقنا في ان نقدم للجامعة ما يرفع من شأنها، ولكن اهم ما يمكن ان نفكر فيه حالياً هو الاستفادة القصوى من كل الإمكانات المتاحة خاصة تلك المتعلقة بثورة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة، كما ان من المهم ان تكون قريباً من افكار الاجيال الجديدة التي اصبحت تعيش في فضاءات مفتوحة.
جامعة الضعين حديثة نوعاً ما فكيف كانت البداية؟
الجامعة أُنشئت في نهاية العام 2015 بقانون وقرار من الحكومة، وفي ذلك التاريخ كانت حاجة المنطقة لإنشاء جامعة تخدم المجتمع فكان ان أنشئت الجامعة التي وجدت في ذلك التاريخ دعماً من الدولة ارتكزت على مقر فرع منشأ لجامعة أمدرمان الإسلامية في الضعين ومن خلالها تم الانطلاق ولنا الشرف ان نكون ضمن الطاقم المنوط به النهوض بهذه الجامعة.
قريباً لم تكن هناك اي منشآت لجامعة الضعين والآن هناك الكثير من المشروعات، كيف تحقق ذلك؟
عند إنشائها خصصت لها مساحة جغرافية كبيرة جداً تحت مسمى المدينة الجامعية وبدأنا فيها الإنشاءات والآن تم انشاء العديد من المنشآت وفق خارطة موجهة تضم عدداً من الكليات وعدداً من المكاتب الإدارية المختلفة وبدأ التطبيق الفعلي الى ان وصلنا لمرحلة متقدمة ونمضي لإكمال الخارطة، وانا كوني ابن لجامعة الضعين أعرف مكامن الضعف والقوة ولهذا انطلقنا مباشرة في الإنشاءات والآن مشروعات الجامعة تستمر بصورة مختلفة.
كم عدد كليات الجامعة؟
الجامعة بها 11 كلية بالاضافة لكلية الدراسات العليا، فهي تضم كليات الطب، المختبرات الطبية، التمريض، الهندسة، الإنتاج الحيواني، علوم الحاسوب وتقانة المعلومات، التربية، العلوم الإدارية، الدعوة، القانون، والدراسات التنموية، وهي جامعة اتحادية قومية تقبل لهذه الكليات طلاباً على مستوى السودان، بل حتى بالجامعة الآن طلاب من الشهادة العربية موجودون في الضعين.
هل تغطي الحاجة الاجتماعية التي أنشئت من أجلها؟
الجامعة أنشئت لحاجة المجتمع لها كما قلت والواقع يؤكد ان المنطقة كلها تعاني من نقص في المؤسسات الصحية والكوادر، والجامعة ستغطي ذلك من خلال الكليات المتعلقة بصحة الإنسان “الطب، التمريض، والمختبرات الطبية”، كما ان المنطقة بها نقص في المؤسسات التعليمية ونقص الكوادر والمعلمين، والجامعة ستغطي ذلك من خلال كلية التربية كما ان بالمنطقة نقصا في الخدمة المدنية تغطيه الكليات الاخرى
ربما تكون تلك نتائج بعيدة المدى، فكيف يمكن ان يكون للجامعة تأثير مباشر وآني؟
الجامعة تضم مراكز بحثية متخصصة مثل مركز دراسات السلام والتنمية ومركز ريادة الأعمال ومركز الدراسات القانونية والانسانية ومركز التدريب، كما لدينا أيضاً بالجامعة جمعيات متخصصة مثل جمعية الجغرافيا وجمعية البيئة وجمعية العادات الضارة وجمعية الزراعة وهذه المراكز البحثية والجمعيات تعمل داخل المجتمع مباشرةً وستتغلغل في المجتمع وتعمل بصورة مباشرة على الأرض ولديها تأثير إيجابي على المجتمع.
من المعروف أن شرق دارفور بها الكثير من مجتمعات الرحل، هل تضع الجامعة برامج لهم؟
نعم، فقضايا الرحل من اهم القضايا التي تعمل الجامعة عليها وسنفرد لهم جزئية واضحة في الجامعة لمعالجة قضاياهم ومشاكلهم حتى يصلوا مرحلة الاستقرار.
الضعين بعيدة نوعًا ما عن المركز، ما الذي يدفع استاذاً للذهاب الى تلك المنطقة؟
هذا تحدٍ حقيقي، فالضعين فيها معاناة كبيرة تبدأ من طريقة الوصول اليها حيث لا يوجد اي طريق مرصوف يوصل اليها، كما ان مطار الضعين نفسه يحتاج للكثير، والآن والي الولاية وحكومته يعملون جاهدين لتأهيل مطار الضعين ليكون مطاراً يستقبل رحلات جوية ويرى النور، لكن نحن كإدارة في الجامعة تبنينا الأستاذ الجامعي ووفّرنا استراحات لهم، كما ان المجتمع هناك يقف مع الجامعة بقوة لقناعته بضرورة وجود الجامعة، ولهذا فان الجامعة تدعم الأساتذة بتذاكر سفر وتساهم لتقليل معاناة الأستاذ، نحن بالطبع نعاني لكن الاستاذ نفسه يعمل وفق قناعة انه يدفع ضريبة الوطن ويؤدي دوره في كل الظروف لرفعة الوطن ككل.
تبرز هذه الأيام مشكلات الاستاذ الجامعي وتروّج دعوات للإضراب في كل السودان، كيف سيكون تأثيرها على الجامعة؟
جامعة الضعين ليست منعزلة عن جامعات السودان، وتطبيق الهيكل الراتبي أحد أهم مطالبنا، لكن نحن كإدارة جامعة أدرنا حواراً مع الاساتذة وقلنا لهم إننا قد جئنا أصلاً برؤية واضحة تعمل على تحسين وضع الاستاذ في الجامعة، وان نهيئ البيئة الصالحة للأستاذ، وان نبرز دورنا للمجتمع، وقلنا لهم ذلك بوضوح، كما خاطبنا ادارة التعليم العالي بأننا لسنا في معزل عن الجامعات، لكن الظروف وخصوصية الجامعة تحتم علينا ان نواصل في العملية التعليمية ولا نتوقّف، لأنّ الاستاذ نفسه جاء من منطقة بعيدة، والطالب قدم من مناطق السودان المختلفة، وتعطيل الدراسة سيرتّب تكاليف باهظة عليه وقدرنا ان نواصل العمل، لكن ندعم ونتضامن مع قضية الأستاذ الجامعي لأنها قضية مطلبية.
الجامعة لا تزال تحت ضغط ضعف البنيات التحتية، كيف تتعاملون مع ذلك الوضع؟
بكل صراحة الجامعة لأنها وليدة، كنا امام تحد للعبور بها ونحن الآن نقوم باستئجار مساكن للأساتذة ونقوم بدفع الإيجارات وقد وصلنا لنقطة الاستقرار في إسكان العاملين بالجامعة وليست لدينا مشكلة في هذا الجانب، لكن المشكلة الكبرى والتحدي الحقيقي يتمثل في إسكان الطلاب.
إذن كيف تتعاملون مع مشكلة سكن الطلاب وغالبيتهم أتوا من مناطق بعيدة؟
من المعروف ان الصندوق العام لرعاية الطلاب هو شخصية اعتبارية تعمل وفق قانون منفصل تماماً عن الجامعة، لكن في جامعة الضعين نرى اننا والصندوق وجهان لعملة واحدة، ولكى تستقر الجامعة لابد ان يستقر الصندوق، وليستقر الصندوق لابد ان تكون لديه المواعين الكافية لإسكان الطلاب، ونحن في ادارة الجامعة تنازلنا عن الموقع الذي كانت تشغله بعثة الأمم المتحدة اليوناميد والذي منح للجامعة بعد مغادرتها للصندوق لتتم تهيئته وتعديله ليكون سكناً للطلاب وذهبنا أكثر من ذلك لأن موقع اليوناميد يحتاج لصيانات كبيرة، ولهذا لاننا الآن استقبلنا دفعة العام 2019 التي كانت مؤجلة، كان لابد ان نوفر لهم سكناً، ولهذا الجامعة استأجرت منازل لصالح الصندوق وتنازلنا عن استراحة الأساتذة لصالح الصندوق، بل قمنا بحل بعض المشكلات المالية التي كانت تُواجه الصندوق وساهمنا مالياً لحل تلك المشكلات، بل ودفعنا مصاريف التسيير وسنواصل الدعم لكي تستمر العملية التعليمية واستقرار الإسكان.
الجامعة تمر بنهضة عُمرانية؟
هي نتيجة لمجموعة دعومات من جهات مختلفة، فلدينا مجلس إدارة قوي ساهم كثيرًا في هذا الأمر، وحكومة الولاية أيضًا لديها دور، لكن الدعم الاكبر كان من مجلس الإدارة ورئيسه الفريق عبد الرحيم دقلو الذي دفع الكثير للمساهمة في أن ترى منشآت الجامعة النور، وان تكون هناك بنيات تحتية مؤسسة تستقبل انشطة الجامعة.
إلى أي مَدَىً توفر الجامعة البيئة الصالحة للطلاب من ناحية التأسيس الداخلي للقاعات؟
لدينا مشاريع تنموية كبيرة الآن عبر الدعومات من مجلس الادارة والتعليم العالي والرسوم الدراسية الضعيفة نعمل على تهيئة الأوضاع للطلاب.
هل تضع الجامعة خطة للاستفادة من منتجات المنطقة او تقسيم كلية صناعية للاستفادة من المنتجات المحلية؟
الآن لدينا كلية الإنتاج الحيواني لها مشاريع كبيرة وتعمل على نشر الوعي وسط الرحل بهدف الاستقرار، كما ان لدينا مقترحا بإقامة كلية بيطرة سيكون لها دور كبير لوجود منطقة الغزالة جاوزت ووجود معمل الأبحاث الحيوانية فيها وهو محطة ابحاث لها دور كبير في الإنتاج الحيواني وصناعة الألبان واللحوم ونحن نضع كثيراً من التفاصيل في الاعتبار.
ماذا تريدون الآن من الحكومة لتستمر الجامعة؟
نرسل رسالة عبركم لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بأن جامعة الضعين تحتاج للتنمية التي تحقق المقاصد المطلوبة وأن تمضي الجامعة لمصاف الجامعات الكبيرة التي تجعلها منصة للانطلاق.
هلا تقبلون طلابًا من الدول المجاورة لشرق دارفور؟
شرق دارفور ولاية حدودية بين جنوب السوان وأفريقيا الوسطى، ونحن نقدم عروضنا للطلاب بصورة جيدة وعلى استعداد لاستيعاب طلاب من الدول المجاورة وفق الرؤية الكلية للجامعة وقوانين التعليم العالي والبحث العلمي.
يعيب طلاب جامعة الضعين على الإدارة عدم إتاحة النشاط السياسي؟
النشاط السياسي للجامعة كان محظوراً منذ إنشائها، لكن في ظل الوضع الجديد وحكومة الثورة وتطبيق شعار “حرية.. سلام وعدالة” سنقوم بفك الحظر السياسي ولكن بشروط محددة متى ما تم استيفاؤها سيتم إلغاء الحظر وهي شروط مُلِّكت للطلاب.
هل أثّرت المشاكل التي انتظمت شرق دارفور مؤخراً على الجامعة؟
بالطبع الجامعة موجودة داخل الولاية، وبالتالي فإن اي مشكلات تقع في الولاية تؤثر على الجامعة، لكن كما قلت لك إن المجتمع في شرق دارفور والحكومة كله عينه على الجامعة وهذا ما جعل الجامعة في مأمن من أي تغول أي جهة أو تُؤثِّر عليها أي مشكلة بنزوح أو لجوء مواطنين لمواقع الجامعة.
هناك من يرى أن العلاقة بين الجامعة وقوى الحرية في الولاية ليست جيدة؟
على العكس، فقد سبق أن قُلت لك إنّ حكومة ولاية شرق دارفور تقف بكلياتها خلف جامعة الضعين، ولدينا إخوتنا في قوى الحرية والتغيير يدعمون الجامعة بكل ما أوتوا من سبل وفي كل مكان، وعندما زاروا الخرطوم مؤخراً اهتموا بزيارة بعض المؤسسات وكانت جامعة الضعين حاضرة في حلهم وترحالهم بأن طلبوا لها الدعم من أي مكان ذهبوا إليه.
كيف ترون ما قدمه قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو للجامعة؟
لأصدقك القول فإن عبد الرحيم حمدان دقلو هو رئيس مجلس إدارة الجامعة وهو مع كوكبة أعضاء مجلس إدارة الجامعة قدموا الكثير، لكن هو قائد ثاني قوات الدعم السريع ومعروف أن الدعم السريع قدم الكثير لكل السودان، والفريق عبد الرحيم ابن السودان ومن هذا الباب قدم ما قدم، ونحن لا زلنا نطمع في أن يقدم الكثير وما قدمه هو صدقة جارية، ونحن نرى أن إسهامه في الجامعة يؤدي لاستقرارها ويساعد في تنفيذ السلام، وبما ان الفريق عبد الرحيم أحد أبناء السودان، فإن إسهامه في جامعة الضعين إسهامٌ لشرق دارفور التي تعد رقعة من السودان.
ما هي الكليات التي ترى إضافتها للجامعة؟
نطمع أن نضيف كلية للصحة، فضلاً عن إضافة بعض التخصصات في كلية الهندسة أهمها هندسة البترول.
على ذكر البترول، هل يتم دعم الجامعة في إطار المسؤولية المجتمعية من الشركات المنتجة؟
نحن نُطالب المؤسسات النفطية العاملة هناك بأن تخصص مبالغ من المسؤولية الاجتماعية لجامعة الضعين، كما أنّ شرق دارفور ولاية مُنتجة للذهب، لذلك نطمع أيضاً أن تكون هناك أموالٌ من المسؤولية الاجتماعية لوزارة التعدين تُخصّص للجامعة لأنها لا تزال تحتاج الكثير.

حوار – محجوب عثمان
الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى