زهير السراج

زهير السراج يكتب: الوصاية المستحيلة !

* جاء على لسان قائد الانقلاب الفاشل اللواء (عبد الباقي بكراوي) بعد القبض عليه، انه لم يكن يسعى للسيطرة على السلطة، ولكن للاحتجاج على الاوضاع المعيشية الصعبة للعسكريين، متحدثا عن الضباط الذى يقودون عربات أمجاد وترحال، وقصة (مساعد) قديم في الجيش زاره في البيت بعد عودته من رحلة استشفائه في القاهرة، وقال له وهو يبكى ان أحد اقربائه سرق (لأنو ما لاقى ياكل)، فأصدر القائد الهمام اوامره للشباب للسيطرة على العاصمة احتجاجا على اوضاع العسكر، وليس للاستيلاء على السلطة!
* يقول المهندس ابو سارة بابكر محمد صالح: “لو صح ما قيل على لسان قائد الانقلاب الفاشل، فهو حديث تبريري لاستدرار العاطفة، يعبر عن ضعف لاعن قوة و تماسك مزعوم لدى الرجل الذي يقول لقائده بانه كان قادرا على التمام وهو في الحقيقة عاجز عنه، واني لأعجب لرجل يمتطي صهوة جواده شاهرا سيفه وحين يقترب من مواجهة النمر يترجل و يلقي سيفه ارضا، ويذرف الدموع على الاوضاع المعيشية الصعبة لرفقاء السلاح ، فهل يتوقع (بكراوي) ان يبتسم له النمر “؟!
* “التعدي الجنائي على نظام حكم دستوري انتقالي اتى به الشعب عبر ثورة ديسمبر المجيدة التي قذفت بحكم العسكر وربائبهم (الكيزان) في مزبلة الطغاة، لا يمكن ان يسوِّغ له الرجل بالشفقة والرحمة تجاه معاناة زملاء مهنته، وكأنهم ليسوا جزءا من هذا الشعب “!
* “على من يُلقى (بكراوي) باللائمة إن لم يكن على نفسه وعلى سلفه من المغامرين الذين استعبدوا الشعب طيلة اربعة وخمسين عاما من عمر استقلاله، واذاقوه صنوفا من الهوان ما هي الا نتاج عقلية عسكر مأجورين كعقلية (بكراوي) الاصطفائية المتعجرفة الساعية للوصاية الفجة على الشعب، حسب فهم دفعته وقائده العام!”
* ” لماذا يكون حال جنودك من السوء والضنك و85 % من إيرادات البلد في خزائن المنظومة العسكرية، ولماذا لم تخاطب قادتك عن عائدات هذه المؤسسات بدلا من محاولة اغتيال ثورة الشعب بحجج واهية؟!”.
* “اين عائدات حرب اليمن التي ارسلتم اليها الجنود ارتالا بما يشبه تفويج العبيد الى اوروبا في القرن السابع عشر عبر سواحل غانا والبحر الاحمر، الم يبكك ذلك، بينما اغضبك حال المساعد الذي جاءك يبكى، فمن ابكاه غيركم يا بكراوي”؟!
* “عندما لا يجد جندك لقمة عيش بينما انت وقادتك تتقلبون في رغد العيش، فمن الذى يلُام، ام تظن أنها مسؤولية الشعب ووزارة ماليته التي لا يصلها ايراد شركاتكم وضرائبها وزكاتها ولا أي فلس منها، بينما تقع رواتبكم وامتيازاتكم على عاتقها الهزيل ؟!”
* “تقول انك سيطرت على العاصمة، وكان بإمكانك ان تقلب عاليها سافلها، ونسيت الثورات التي انهمرت كالسيل العرم على ثلاث دكتاتوريات تدججت بالسلاح مثل ما تأبطت انت شرا في جنح الليل وخنت الامانة، وزعمت بان هدفك لفت الانتباه الى احوال الجيش، وتبرر ذلك بقولك .. (ها هي سلمناكم ليها زي صحن الصيني، بلا شق ولا طق)! عجيب امرك والله.
* “ببساطه كدا .. (سلمناكم ليها زي صحن الصيني)، يعني قلبتها وسلمتها للبرهان و حميدتي ولا ايه الحكاية؟!، سطو على آليات ومعدات جيش الشعب، وتهديد الامن القومي والسلم الاجتماعي بليل بهيم، وتعريض حياة الشعب والجيش للخطر، ثم تقول بكل بساطة (سلمناكم ليها لا شق لا طق) وكأنك قمت بعمل بطولي؟”!
* من يسمع قولك يظن انك تحركت لتحرير حلايب وشلاتين، او لحماية المنشئات الاستراتيجية في الشرق من عبث الفلول وربيبهم (ترك)، او للقضاء على جيوش المجرمين والعصابات التي تهدد أمن وارواح وممتلكات المواطنين، وغير ذلك من مظاهر الانحلال الأمني الذى تعيشه الدولة والشعب لعدم قيامكم بواجبكم!”
* “لا تظن أيها الجنرال البائس أن ما قلته لتبرير تمردك على الدولة يصلح دليل براءة لك، أو يجعلنا نشفق عليك، فتلك خيانة عظمى، ولن يشفع لك حديثك العاطفي اليائس بأن من “بُترت رجله لا يهمه قطع رقبته” !
* “شعب السودان ليس حقل تجارب للمتآمرين والقانطين من رحمة الله، ولا لمن تتساوى عنده الحياة والموت، ليس ايمانا واحتسابا، بل عزةً بالإثم، وعجرفةً ومحاولة بائسة لفرض الوصاية على الشعب”! (إنتهى).
* لقد انتهى زمن الوصاية، ومن يريد ان يتأكد، فعليه أن يجِّرب !

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى