حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: هل يصرف البرهان (بركاوي) لمن عناهم من دبلوماسيين

قال محدثي الذي تابع خطاب البرهان الأخير من المذياع، انه لولا اختلاف نبرة الصوت لحسب ان من يتحدث هو المخلوع البشير وليس البرهان، ولما لم يتسنى لي متابعة هذا الخطاب قلت له وماذا قال البرهان فجعلك تعقد مقارنة بينه وبين المخلوع، قال إن البرهان قال اليوم (الاربعاء) في خطابه الذي القاه أمام حشد من الجنود في ختام المشروع التدريبي للجيش السوداني بمنطقة المعاقيل العسكرية بولاية نهر النيل، ان بعثات دبلوماسية تثير الفتنة وتحرض ضد الجيش السوداني، محذراً هؤلاء الديبلوماسيين من اتخاذ إجراءات في مواجهتهم، وأضاف البرهان اننا نرى البعثات الدبلوماسية تتجول بكل حرية في الخرطوم، وبعض هذه البعثات الدبلوماسية، والقول مازال له، تعمل على اثارة الفتن ضد الجيش ونحن على علم بتحركاتهم ولن نتركهم ونحذرهم وسنتخذ ضدهم إجراءات، فسألت محدثي مجدداً عن من هي هذه البعثات ومن هم هؤلاء الدبلوماسيين الذين توعدهم البرهان، وما طبيعة الاجراءات التي قال انه سيتخذها ضدهم، قال محدثي لم يسمي أية بعثة ولم يذكر أي دبلوماسي، كما لم يوضح ما سيتخذه من اجراءات حيالهم، قلت ما كان له ان يفعل ذلك في هذا اللقاء العسكري المفتوح، كان عليه ان كان جادا ان يحيل هذا الملف الى وزارة الخارجية التي هي الجهة المعنية بالتعامل مع مثل هذه القضايا، ولكن يبدو ان مقارنتك خطابه هذا بالخطابات المعتادة من المخلوع البشير، مقارنة صحيحة، فقد كان المخلوع عندما يلقي خطاباً أمام حشود جماهيرية مصنوعة ومجلوبة، أو أمام حشد من جنود الجيش أو مجندي الدفاع الشعبي، يندفع ويتحمس و(تشيله الهاشمية)، فيتهور ويهيج ويهرطق ويخربط ويشتم ويهدد ويتوعد، وكانت كثير من عنترياته الخطابية تلك تسببت في الاضرار بمصالح البلاد وأوردتها موارد الهلاك، بما جرته عليها من عقوبات وخصومات، وأصاب علاقات البلاد ببعض الدول في مقتل..
أما لو جاز لك أن تسألني يا صاح عن طبيعة الاجراءات التي قال البرهان انه سيتخذها ضد البعثات والدبلوماسيين الذين لم يذكرهم، فلا اتوقع غير ان تكون على طريقة المخلوع ان (يصرف ليهم بركاوي صاح)، فمن هرشات ونفخات المخلوع الكذوبة والفالصو، حكايته الشهيرة مع السفيرة البريطانية وممثلة الاتحاد الاوروبي بالسودان وقتها ديم روزاليند مارسدن التي التقته في مكتبه، وكان المخلوع نفسه هو من اذاع واشاع تلك الحكاية المضروبة مقروءة مع عبارته السوقية (صرفت ليها بركاوي صاح وخليتها تندم على اليوم الامها جابتو فيها ذاتو) أو كما قال المخلوع على طريقة الراندوك ، ليتضح لاحقاً ان المخلوع لم يصرف لها (بركاوي ولا حتى تمر الهبوب) وانما كان يكذب ويدعي بطولة زائفة، ففي لقاء صحفي مع السفيرة وسؤالها عن حكاية البركاوي، نفت ذلك جملة وتفصيلا، بل وأكدت ان لقاءهما انتهى بصورة ديبلوماسية ونشرت الخارجية السودانية بياناً عن المقابلة ووصفتها بالإيجابية، ناقلة إشادة البشير بالتقدم الذي حدث في علاقات البلدين، ولم يكن هناك بركاوي ولا بطيخ.. ولو تولى البرهان حسب تهديده محاسبة من عناهم من ديبلوماسين، فليس له غير (البركاوي)، أما اذا تولته الخارجية فذلك أمر آخر..

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى