آراء

طه مدثر يكتب: لا يلدغ المؤمن من جحر العسكر مرتين

(1) أحسبها بداية موفقة لعام جديد، وقد بدأها السيد الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء، بتقديم استقالته، مباشرة الى الشعب السوداني، الذي أيده كثيراً وعارضه كثيراً، وهنا دعك من صحة الاستقالة، او من عدم صحتها، ودعك من توقيتها وأسبابها ومسبباتها، وهل قدم استقالته مكرهاً او بطلا؟، فما حمدوك إلا إبن من أبناء الوطن، فان ذهب حمدوك فإن الوطن باقي مابقي تعاقب الليل والنهار ، وما حمدوك إلا إبن امرأة شريفة، من نساء السودان، كانت تأكل القديد والعصيدة والكسرة، نعم قدم حمدوك استقالته ومضى، فمن من المكون العسكري يملك الجراءة والشجاعة ويحذو حذو حمدوك، ويقدم استقالته؟والشيء المؤكد أن هذا حلم بعيد المنال.
(2) نعم، بعد استقالة حمدوك، يقول المشفقون على السودان، بأنه ذاهب الى منزلق خطير، واننا ذاهبون الى ما لا يحمد عقباه، ولنفترض اننا وصلنا الى قاع الهاوية، فلماذا الخوف من ذلك؟، او كما قال شاعرنا القدير الاستاذ محي الدين الفاتح (ليس بعد القاع شيئا لتخشى السقوط)، ومابعد السقوط إلا النهوض من جديد، واستكمال مشوار الثورة الشاق والعسير، والعمل على تحقيق احلام شباب وشابات الثورة، وهو المطلوب منهم الآن، وليس المطلوب أن تبقى الأوضاع على ماهي عليه، أي تحت حكم العسكر، الذي يريد لهذه الأوضاع أن تذهب الى المزيد من الاحتقان، وهي شرط أساسي ورئيسي ليفرض المزيد من الهيمنة والسيطرة على البلاد، وأيضاً لديه أساليبه الأخرى، التي يستخدمها كنوع من تخويف وترويع الآخرين، ومن ضمن تلك الأساليب، الذهاب الى الانتخابات، وهنا نطرح عليك السؤال، الذي تكرر على مسامعك كثيراً، ماذا أعددت لها؟وهنا تحضرنا طرفة ابودلامة عندما ماتت بنت عم أمير المؤمنين، المنصور، وذهبا الى المقابر، وهنا سأل الأمير ، يا ابا دلامة، ماذا أعددت لهذه الحفرة؟ودون تردد قال أبو دلامة، أعددنا له بنت عمك، وسيأتون بها بعد قليل، !!وهنا نسأل ماذا أعد المكون العسكري للانتخابات؟، ام أنه يريدها انتخابات بمن حضر..؟
(3) فلا تتعب نفسك، وتحدثنا عن انتخابات، حرة ونزيهة وشفافة، والله لو (خرجت من جلدك) فلن تجد من يصدقك، فانت من (خرم) الوثيقة الدستورية، ذات ليل، دون أسباب مقنعة او مقبولة، وانقلبت على شريكك، ؟ثم السؤال الاهم، ماذا أنت فاعل مع حركات الكفاح المسلح، التي وقعت معها اتفافية جوبا، ولم تتحول بعد الى أحزاب سياسية؟
(4) فيجب ان لا يلدغ المؤمن من جحر العسكر مرتين، فالحزب الوحيد الجاهز لخوض هذ الانتخابات المتوهمة، هو حزب المؤتمر الوطني البائد!!، واللهم أحفظ السودان، وأحفظ ثورة ديسمبر المباركة، واللهم فك أسر الشيخ الشجاع، آدم ابراهيم، واسر كل من قال كلمة حق في وجه سلطان أو حاكم جائر.

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى