تحقيقات وتقارير

طبّاخ بن لادن وسائقه الخاص يرفع حاجب السرية

*القوصي: علي عثمان أبلغ بن لادن بأنه أصبح شخصية غير مرغوب في وجودها بالبلاد

*التخطيط لاغتيال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك تم داخل السودان وبتنسيق مشترك بين القاعدة والجماعة الإسلامية المصرية
*العقل المدبر لعملية اغتيال حسني مبارك تم تهريبه لإيران ليشارك فيما بعد في تفجيرات دار السلام ونيروبي
* مهمة تسليح خلية اغتيال مبارك أسندت إلى طلحة السوداني الذي استطاع نقل وإيصال مدافع الآربجي وبنادق الكلاشنكوف والعبوات الناسفة من الخرطوم سراً لأديس أبابا
*أرجع القوصي أسباب فشل محاولة اغتيال مبارك إلى تعطل مدفع الآربجي الذي توقف عن التشغيل فجأة دون أسباب

* خلية اغتيال مبارك استقرت عامين في إثيوبيا تمهيدًا لتنفيذ العملية

* القوصي يؤكد أن كتاب شذرات من تاريخ القاعدة تم بتوجيه مباشر من أيمن الظواهري

* وزارة المالية السودانية كانت لا تفي بالتزاماتها وتعجز في بعض الأحيان عن سداد الديون ودفع العائدات لصالح شركات تنظيم القاعدة

* تعرض بن لادن لخدعة من الحكومة السودانية بسبب (….)
* (….) هذه حكاية محاولة اغتيال بن لادن من قبل الخليفي بعد تنفيذه لمجزرة مسجد الشيخ أبوزيد بالثورة

 

من غير سابق إنذار وبدون مناسبة رمى تنظيم القاعدة بحجر في البركة الساكنة ودفع بحقائق ومعلومات كانت حتى وقت قريب سرية للغاية، حيث رفعت القاعدة حاجب السرية عن الأحداث والوقائع والمواقف خلال فترة وجود زعيمها ومؤسسها أسامة بن لادن بالخرطوم معترفة بدورها في التخطيط لاغتيال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك انطلاقًا من الخرطوم، كاشفة معلومات جديدة وملابسات وتفاصيل الحادثة بكل دقة. وأكد القيادي بتنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية إبراهيم القوصي المعروف بخُبيب السوداني والذي عُرِف بأنه طبّاخ بن لادن وسائقه الخاص أن المرحلة الثانية في تاريخ تنظيم القاعدة كانت محطتها العاصمة السودانية “الخرطوم”؛ التي كانت تشكل نقطة انطلاقة وساحة نشاط للجهاديين حول العالم، مضيفًا أنها بدأت منذ نهاية العام 1991 بزيارة استكشاف لزعيم القاعدة أسامة بن لادن للسودان بعد سيطرة نظام الجبهة الإسلامية القومية بزعامة حسن الترابي على مقاليد الحكم بالسودان في العام 1989 مؤكدًا أن بن لادن تعرض لمحاولة اغتيال في بيشاور في ذات العام لكنه نجا منها بأعجوبة.

 

وقال القوصي الذي أصدر كتابًا يعتبر المُؤَلف التوثيقي الأول الذي يعبّر عن الرؤية الداخلية لمجريات الأوضاع وتطوراتها في القاعدة وحمل الكتاب عنوان “شذرات من تاريخ القاعدة” – قال القوصي إن الفترة من العام 1991 وحتى العام 1996 لحظة مغادرة بن لادن للخرطوم شهدت تطورًا ملحوظًا للقاعدة وتوسعًا في أعمالها ومناشطها وامتداداتها في المنطقة بعد تدفق ما يُعرف وقتها بـ(الأفغان العرب) للسودان ولحاقهم ببن لادن الذي استفاد منهم كأيدي عاملة في الخدمة بمشروعاته الاقتصادية وأعماله التجارية ونشاطه التجاري والاستثماري بالخرطوم في مجالات المحاصيل الزراعية والإنتاج الحيواني وتشييد الطرق والجسور والنقل والمواصلات فضلًا عن عمليات الاستيراد والتصدير وتصنيع الأسلحة.

 

وأكد القوصي في كتابه أن بن لادن حقق أرباحًا طائلة وزادت ثرواته وممتلكاته التي أدت لتقوية مركزه المالي وساعده ذلك في تنفيذ عددًا من برامج وخطط القاعدة المتصلة باختراق بلدان القارة الإفريقية وبناء جبهة عالمية للجهاد يكون مقرها السودان وتمتد شرقًا لتغطي بلدان إرتريا وإثيوبيا وتتجه حتى الصومال وجيبوتي وكينيا ثم الحرب مع الجيش السوداني لتحرير جنوب السودان من الحركة الشعبية التي يقودها جون قرنق، وتمتد الجبهة حتى بلدان إفريقيا الوسطى وتشاد في وسط إفريقيا ثم وصولًا إلى الجزائر وتونس وليبيا في شمال القارة وأن مشروع بن لادن الهدف منه ربط شبه الجزيرة العربية بالدول الإفريقية لتشكيل عالمية الجهاد ومقاتلة القوات الأجنبية واستهداف الوجود الأمريكي في المنطقة.

 

(1)
وكشف القوصي – خُبيب السوداني – في مذكراته التي تنشر لأول مرة أسرار نادرة عن القاعدة مضيفًا أنه أتيحت له فرصة نادرة لمرافقة بن لادن وأنه كان من المقربين له عدة سنوات وأكد القوصي أن هذا الكتاب هو امتداد لمذكرات وخلاصة عملية رصد لإصدارة له حملت عنوان “أيام مع الإمام – ذكريات خبيب السوداني مع أسامة بن لادن” وكذلك أيام من مذكراتي – سلسلة مقالات سجلت أحداثًا ومواقف خلال وجود بن لادن بالخرطوم، وقال القوصي في كتابه “شذرات من تاريخ القاعدة” إن القاعدة شهدت قفزات كبيرة وتطورًا نوعيًا فترة وجود بن لادن بالسودان ومعه أمير جماعة الجهاد المصرية أيمن الظواهري وأمير الجماعة الإسلامية رفاعي طه وقائد الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج مشيرًا إلى أن هناك العديد من الدوافع والأسباب التي جعلت بن لادن يغادر أفغانستان للاستقرار والإقامة في السودان من بينها ضيق خيارات بن لادن بعد نهاية مرحلة الجهاد الأفغاني جعلته يبحث عن وجهات وأمكنة أخرى بعد أن أصبح غير آمن وأن وجوده في باكستان التي انتقل إليها من أفغانستان كان محفوفًا بالمخاطر والمهددات وتعرض لعملية اختطاف واغتيال في بيشاور، كما أن السعودية اشترطت عليه السماح برجوعه إليها حال تخليه عن مشروعه وبرنامجه وهي التسوية التي رفضها بن لادن، وأكد القوصي في كتابه أن من بين أسباب رحيل بن لادن من أفغانستان بعد عملية تفكيك معسكرات المقاتلين والأفغان العرب هو اندلاع القتال المسلح بين الفصائل الأفغانية واشتداد حدة الصراعات والنزاعات المسلحة فيما بينها الأمر الذي جعله يفكر في الاستقرار في منطقة آمنة ودولة أكثر استقرارًا يستطيع من خلالها توسيع مشروعه المتمثل في تأسيس جبهة جهاد عالمية في المنطقة في مواجهة الوجود الأجنبي والأمريكي في عدد من بلدان العالم العربي والإفريقي فكانت الخرطوم هي القبلة التي اختار بن لادن أن يتوجه إليها كمحطة جديدة وثانية.

 

(2)
وأوضح القوصي الذي كان يعمل وقتها محاسبًا في شركتي وادي العقيق والهجرة التابعتين لبن لادن أن بن لادن وصل للخرطوم أولًا في رحلة استكشافية سرية تمت عبر طائرة خاصة قابل خلالها عددًا من المسؤولين في الحكومة السودانية، وقال القوصي إن الطرفين اتفقا على عقد شراكة وتحالف استراتيجي تم بموجبه منح بن لادن وأنصاره حرية الاستقرار والإقامة وتأمين وجودهم بالخرطوم مقابل دعم بن لادن للحكومة السودانية ماليًا وماديًا، وأوضح إبراهيم القوصي الذي كان يُكنى وسط مقاتلي القاعدة بخبيب السوداني أن الإنقاذ سمحت بتدفق ودخول الأفغان العرب ووجد بن لادن فرصة نادرة لإعادة ترتيب صفوف مقاتليه وتجميع أنصاره من جديد بعد تفرقهم في عدد من البلدان بعد نهاية الحرب الأفغانية – السوفيتية، وأكد القوصي أن أول مشروع بعد جلب بن لادن لثرواته وأمواله للخرطوم هو تشييد وسفلتة طريق الدمازين – الكرمك بولاية النيل الأزرق بطول 120 كيلو مترًا وهدف المشروع لتسهيل نقل آليات ومعدات الجيش السوداني الذي كان يواجه حربًا شرسة من جانب الحركة الشعبية وقال القوصي إن تشييد الطريق كان عبارة عن عربون صداقة أوّلي بين بن لادن و”الإنقاذ”. وقال القوصي إنه وبحلول العام 1992 اكتملت حلقات وصول غالبية مقاتلي وعناصر القاعدة بالخرطوم وأن بن لادن شرع في تأسيس عدد من الشركات الاستثمارية والاقتصادية للدخول للسوق السوداني والسيطرة على حركة النشاط الاقتصادي وذلك بهدف بناء مركز مالي قوي والارتكاز على قاعدة اقتصادية توسع نشاطه الاستثماري والتجاري لتكون خطًا داعمًا لمشروعه الجهادي، وكشف القوصي أن شركة الهجرة الهندسية كانت معنية بالعمل في مجال تشييد الطرق وبناء الجسور والمقاولات الإنشائية وشركة الثمار المباركة انحصرت أعمالها في جانب الاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني وشركة طابا للاستثمار اتجهت للعمل في مجالات الاستيراد والتصدير وشركة قدرات كانت تعمل في النقل والترحيلات والمجال اللوجستي، هذا فضلًا عن الشركة الأم التي كانت تسمى بشركة “وادي العقيق” وكان يقف على إدارة هذه الشركات إبراهيم العراقي، وقال القوصي إن هذه الشركات استوعبت غالبية العناصر المقاتلة للعمل كقوى عاملة.

 

وقال القوصي إن بن لادن إلى جانب اتخاذه لمقر خاص به عبارة عن بناية مكونة من ثلاثة طوابق بحي الرياض شرع في ذات الوقت لاستئجار العديد من المنازل لتكون سكنًا لأنصاره وتخصيص جزء منه للأسر وبيوت أخرى لغير المتزوجين هذا غير مواقع الشركات الموزعة في مناطق بشرق الخرطوم والعمارات وبالقرب من مطار الخرطوم.

 

 

(3)
ويمضي القوصي في كتابه مستعرضًا العديد من المواقف والأحداث التي ارتبطت بالقاعدة وببن لادن أثناء وجوده بالخرطوم، وقال إن المشروع الثاني الذي تم تنفيذه في مجال الطرق عبر شركة الهجرة الهندسية هو تشييد طريق التحدي الذي يربط الخرطوم بعطبرة بطول 270 كيلو مترًا حيث بلغت تكلفة رصفه 30 مليون دولار، وقال القوصي إن المشرف على هذه الأعمال مقاتل فلسطيني يدعى أبو معاذ السعدي، ويعدد القوصي الامتيازات التي مُنحت لمجموعة شركات تنظيم القاعدة بالسودان حيث امتلكت شركة الثمار المباركة 100 ألف فدان تعادل 420 مليون متر بواقع 60 كيلو مترًا في 7 كيلو مترات بالنيل الأزرق وقرابة 700 ألف فدان مطلة على امتداد دلتا القاش بولاية كسلا واستحوذت شركة طابا واحتكرت شراء وبيع المحاصيل الزراعية وتصدير المواشي والقطيع الحيواني، لكن القوصي استدرك قائلًا إن أكبر مشكلة واجهت بن لادن خلال وجوده بالخرطوم هي تدهور العملة السودانية وانخفاض قيمتها مقابل الدولار، وقال القوصي الذي كان يعمل وقتها محاسبًا بشركة وادي العقيق إن وزارة المالية السودانية كانت لا تفي بالتزاماتها وتعجز في بعض الأحيان عن سداد الديون ودفع العائدات لصالح شركات تنظيم القاعدة نقدًا بالعملات الحرة حسب العقود الموقعة بين هذه الشركات ووزارة المالية السودانية وتعمل على تغطية ذلك من تسليم شركات بن لادن سلعة السكر حيث تقوم شركة طابا التجارية بعملية تسويق هذه المنتجات ومن ثم تحويل المبالغ لصالح حسابات هذه الشركات أو من خلال شراء محصول السمسم وتصديره للخارج بهدف الحصول على العملات الأجنبية. وأوضح القوصي أن تعثر المالية السودانية دفعها لبيع مدبغة الجلود لشركة الهجرة بمبلغ 8 ملايين دولار، وقال إن بن لادن تعرض لخدعة من الحكومة السودانية بسبب أن المبلغ المدفوع لشراء المدبغة كان كبيرًا للغاية نظرًا لأن سعر المدبغة أقل من ذلك بكثير.

 

 

(4)
وقال القوصي في كتابه إن بن لادن تعرض لمحاولة اغتيال خطط لها الخليفي بعد تنفيذه لمجزرة مسجد الشيخ أبوزيد بالثورة في العام 1994 وأكد القوصي أن بن لادن نجا من حادثة الاغتيال بسبب تأخره لعدة دقائق مع نجله الذي كان يناقشه حول سداد فاتورة كهرباء المنزل قبل أن يصل بن لادن من منزله للمضيفة التي كان يكمن بالقرب منها الخليفي ومعاونوه، وقال القوصي إن تأخير بن لادن عن وصوله للمضيفة بدقائق أفشل خطة الاغتيال بعد فوات “ساعة الصفر” الأمر الذي دفع عناصر الخلية لإطلاق وابل من الرصاص عشوائيًا دون إصابة بن لادن.

 

واستعرض القوصي في كتابه التحديات والضغوط التي تعرضت لها الحكومة السودانية وقتها لاستضافتها لبن لادن وللأفغان العرب واعترف أن وجود عناصر الجهاد الأفغاني في الخرطوم تسبب في إحداث قطيعة وتوتر بين السودان ودول الجوار خاصة السعودية الغاضبة من استقرار بن لادن في الخرطوم، وقال القوصي إن طائرة خاصة وصلت من السعودية كانت تقل والدة بن لادن وشقيقه حطت بالخرطوم لإقناع بن لادن للعودة للسعودية وفق ضمانات وتعهدات غير أن أسامة بن لادن اعتذر عن مغادرة الخرطوم. فيما أكد القوصي أن مصر ضغطت على حكومة البشير لطرد الجماعات المصرية من السودان حيث توجد حركة الجهاد والجماعة الإسلامية فيما اعترضت ارتريا على وجود حركة الجهاد الإسلامي الإرتري بالأراضي السودانية وانطلاقة نشاطها العسكري المسلح من شرق السودان لاستهداف النظام في أسمرا.

 

وكشف القوصي أن مصر اتجهت للتحشيد العسكري بشمال البلاد ردًا على وجود الإسلاميين بالسودان وقامت باحتلال مثلث حلايب شلاتين أبو رماد في ذلك الوقت. وأوضح القوصي أن معمر القذافي قدم دعمًا سخيًا لجون قرنق في رسالة للخرطوم التي كانت تحتفظ بعناصر الجماعة الليبية المقاتلة إلّا أن القوصي عاد وأكد أن التخطيط لاغتيال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك تم داخل السودان وبتنسيق مشترك بين القاعدة والجماعة الإسلامية المصرية وأن مهمة تسليح الخلية أسندت إلى طلحة السوداني طارق محمد نور الذي استطاع نقل وإيصال مدافع الآربجي وبنادق الكلاشنكوف والعبوات الناسفة من الخرطوم سراً لأديس أبابا، مشيرًا إلى أن عناصر خلية اغتيال مبارك استقرت عامين في إثيوبيا تمهيدًا لتنفيذ عملية الاغتيال أثناء وصول حسني مبارك لمطار أديس أبابا للمشاركة في أعمال قمة منظمة الوحدة الإفريقية في العام 1995 وأرجع القوصي أسباب فشل محاولة إغتيال مبارك إلى تعطل مدفع الآربجي الذي توقف عن التشغيل فجأة دون أسباب. فضلًا عن تعطل السيارة التي كانت تقل منفذي العملية رغم أنها سيارة جديدة وكانت جاهزة، مشيرًا إلى أن الخطة كانت تعتمد على مراقبة موكب حسني مبارك من المطار وحتى داخل المدينة ثم اعتراض الموكب وتفجير سيارة مبارك بقنبلة ناسفة ثم ضربها بعد ذلك بالآربجي واستخدام أسلحة الكلاشنكوف في الاشتباك مع طاقم حراسة حسني مبارك والأمن الإثيوبي.

وكشف القوصي أن أحد منفذي العملية قتل خلال المواجهة المسلحة وتم القبض على عنصر آخر في الخلية بينما فرّ الرأس المدبر للعملية أحمد عبد الله وهو منفذ تفجير سفارة واشنطن في دار السلام بتنزانيا في العام 1998 وبعد وصوله للخرطوم أرسل إلى طهران لتخفيف الضغوط الخارجية على السودان. وقال القوصي إن هذه الحادثة أدت لتوتر العلاقة بين الخرطوم وأديس أبابا.

 

(5)
وفي ذات السياق أماط القوصي اللثام عن بعض استراتيجية القاعدة لاستهداف سفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام موضحًا أن بن لادن انتدب في العام 1997 أبا محمد المصري للقيام بهذه المهمة بالتعاون مع هارون فضل المقيم بالخرطوم، وقال القوصي إن أبا محمد المصري وصل للسودان لتجهيز التمويل الكامل للعمليتين والتحضير المبكر بالتعاون مع أبو طلحة السوداني طارق محمد نور حيث غادرت الخلية السودان متوجهةً نحو ممباسا، وقال القوصي إن محاولة اغتيال حسني شكلت ورقة ضغط من مصر والسعودية وأمريكا على حكومة الخرطوم التي اضطرت لترحيل بن لادن إلى أفغانستان عبر طائرة خاصة رافقه خلالها – وفقًا – للقوصي كل من “أبو حفص الكمندان، أبو الوليد المصري – مصطفى حامد -، أبو محمد المصري، حمزة الزبير، عبد الرحيم اليمني – بو عمير الأنصاري -، أبو اليسر التونسي، بينما غادر أيمن الظواهري ورفيقاه أبو الفرج المصري – سلامة أحمد مبروك – وهشام الحنّاوي إلى الشيشان ليتم القبض عليهما في داغستان.
وأماط القوصي اللثام حول دور الشخصية المحورية في إبعاد بن لادن من الأراضي السودانية، مؤكدًا أن علي عثمان محمد طه هو الذي طلب من بن لادن الخروج من السودان حينما زاره في مقر إقامته بحي الرياض بالخرطوم ليبلغه قرار الحكومة السودانية بمغادرته للبلاد، وقال القوصي إن القرار شكل مفاجأة صادمة لبن لادن الذي لم يتم إمهاله لترتيب أوضاعه ونقل ثرواته وأمواله والاطمئنان على مشروعاته الاقتصادية والاستثمارية. وقال القوصي إن علي عثمان محمد طه أكد لبن لادن اكتمال كل ترتيبات ترحيله من الخرطوم إلى حيدر أباد بأفغانستان حيث نزل ضيفًا هو ومرافقاه على رئيس الحزب الإسلامي بأفغانستان يونس خالص قبل انتقال بن لادن إلى كهوف التورابورا فيما بعد.

 

(6)
وكشف القوصي أن النواة الأولى للقتال في الصومال تم تكوينها في الخرطوم في العام 1992 وذلك بعد وصول أمير الاتحاد الإسلامي حسن طاهر أُويس وبرفقته حسن تركي وقيادات من جبهة الأوغادين للسودان ومقابلتهم لبن لادن حيث تم رسم استراتيجية لبناء جبهة قتال جديدة في الصومال وفتح معسكرات التدريب في جبال الأوغادين بالتنسيق مع السعودي خالد الفواز فيما تم إرسال صالح الجرو وأبو مهدي العولقي وأبو أحمد الراجي اليمني وأبو الغيث الحُديدي وأبو فيصل الرازجي وسعيد باطرفي وابن عمر الحضرمي لفتح جبهة اليمن ومقاتلة الحزب الشيوعي في الجنوب وتنسيق العمليات العسكرية مع جبهة الصومال وحركة الجهاد الإسلامي الإرتري وجبهة تحرير الأوغادين وأكد القوصي في مذكراته أن بن لادن كان مهمومًا باليمن ومتحمسًا لمقاتلة الشيوعيين في اليمن الجنوبي وبناء تشكيلات عسكرية ضاربة تكون لبنة لبناء وتشكيل إمارة إسلامية في اليمن.

 

(7)
وعلى ذكر اليمن فإن مؤلف “شذرات من تاريخ القاعدة” إبراهيم القوصي الذي كان ضمن سجناء القاعدة في معتقل غوانتانامو الحربي قد وصل لليمن في خواتيم العام 2014 لينضم للقاعدة بشبه الجزيرة العربية ويكون جنبًا إلى جنب مع قائدها السابق ناصر الوحيشي وقائدها الحالي خالد باطرفي تنفذًا لوصية بن لادن الذي كان يخطط لأن تكون اليمن هي منصة انطلاقة أولي بعد محطة أفغانستان فالقوصي لم يكن طبّاخًا وطاهيًا ولا سائقًا خاصًا لأسامة بن لادن كما كان مطبوعًا في الأذهان فحسب لكنه أيضًا كان ساعده الأيمن وأحد المقربين له ومن ضمن دائرته التأمينية الضيقة وكاتم أسراره وهذا ما أكده القوصي حينما قال إنه رافق بن لادن لفترات طويلة وكان من المقربين له كما أظهر الكتاب التوثيقي “شذرات من تاريخ القاعدة” المنتشر هذه الأيام وسط أنصار ومقاتلي القاعدة إنه مصدر ثقة أمير القاعدة أيمن الظواهري الذي كتب له توجيهًا وأمرًا خصّه فيه بتأليف كتاب عن القاعدة وذكرياته مع بن لادن دون غيره من رموز التنظيم.

      الهادي محمد الأمين

الخرطوم:صحيفة  السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى