تحقيقات وتقارير

مدن السودان تلتهب

مشروع شهيد
“ما نتسامح أبداً مع الموت، نحنا ما مشروع شهيد، نحنا ثورة وعى، نحنا طلعنا عشان عندنا حلم، نحنا ما غاليين على الوطن” بهذه الكلمات والعبارات بوجه حزين، قال الشهيد العشريني، محمد يوسف اسماعيل، في فيديو مبثوث على وسائل التواصل الاجتماعي، يوصي خلاله المتظاهرين بالاهتمام بحياتهم، وأن لا يتسامحوا مع الموت. لم يكن يعلم أن هذا الفيديو هو بمثابة وصية مودع، وصية مفارق للوطن والثورة والأصدقاء الثوار، كانت هذه الكلمات يوم الجمعة، قبل يومين من تاريخ استشهاده.

 

قدم الشهيد محمد يوسف رسالة مهمة خلال الفيديو، وجدت تفاعلاً واسعاً بعد خبر استشهاده، كانت الرسالة التي حملها الفيديو تبعث في المتظاهرين التمسك بالثورة وأهدافها، وأن الأهم من ذلك هي حياة الشباب، وأنهم يجب أن لا يصبحوا مشاريع شهداء، وأورد محمد فكرة مهمة يريد مناهضتها، وهي التصالح مع الموت، داعياً إلى الاهتمام بالأهداف التي لن تتحقق حسب رأيه بزيادة عدد الشهداء، بل بوحدتهم ووجودهم أحياء، ومشاركتهم في المواكب، قائلاً: ” نحن نحتاجكم معنا في المواكب”.

 

ودع الشهيد محمد وطنه بآخر كلمة له: ” يا ريت زي ما بدينا وقلنا ثورة وعي، نواصل بهذا الوعي، ونسقط الحكومة، وربنا يحفظنا جميعاً ومنتصرين بإذن الله”.

 

مدن السودان تلتهب
شهدت ولاية الجزيرة في يناير أكبر نسبة مشاركة في الحراك الثوري، في عدد من محلياتها منذ اندلاع الثورة حسب ناشطين فيها، واجج الحراك فيها سقوط شهيدين في مليونيات يناير، وعدد من الاصابات والاعتقالات التعسفية التي طالت حتى الأطفال، وتجمهرت بالأمس جموع غفيرة من المتظاهرين في كل من ود مدني، المناقل، الحصاحيصا، كما وأحتشد عدد من الثوار في قرية العقدة المغاربة تحت شعار مليونية الوفاء للشهداء، ونُظمت في مواكب محلية ود مدني عدد من المخاطبات.

 

الإقليم الشمالي
شهدت مدينة عطبرة تتريس لعدد من الشوارع الرئيسية من قبل الثوار بالتزامن في مواكب ثلاثين يناير، و تم التتريس الكامل لكبري طريق عطبرة بورتسودان وطريق عطبرة الخرطوم، وشهدت عطبرة تظاهرات حاشدة منددة بالعنف والانقلاب، وانتفضت محلية الدامر وفرضت التتريس، مطالبة بحقوقها المهضومة حسب بيان لجان المقاومة والذي نصب الترس مطالباً بنصيب الولاية في المشاريع الزراعية، وترحيل شركات الأسمنت، ومراجعة شركات التعدين، ومراجعة قوانين الإستثمار وطرد شركة زادنا من أراضي الأهالي، كما التحقت محلية شندي في التظاهر ضد المجلس العسكري وأكد الثوار انها مطالب مشروعة.

وفي الولاية الشمالية، عبرت مواكب الثلاثين من يناير المنطلقة من محلية عبري الى كبري صواردة لدعم التروس في تلك المنطقة، كما شاركت في التظاهرات محلية دنقلا شاهرة اللات الثلاث لاتفاوض لاشرعية لا مساومة وداعمة لتروس شريان الشمال، كما وطالبت بالتنحي والمحاكمات العادلة للمجرمين.

 

النيل الأزرق والأبيض
انطلقت مواكب الثلاثين من يناير في ربك بالنيل الأبيض من منزل الشهيد معاذ الى ميدان الحرية وتم عقد عدد من المخاطبات في الميدان، وأنضمت محلية الدويم للتظاهر والتي كانت قد شهدت استهداف لأعضاء المقاومة وأعتقال لعدد من الطلاب والطالبات في الأيام الماضية، وتظاهرت عدد من أحياء محلية كوستي شهدت تتريس لشوارع حيوية من قبل الثوار.
وشرع ثوار محلية سنار في تتريس كبري سنار الجديد بالتزامن مع مواكب هادرة في الثلاثين من يناير، كما وأنضمت محلية سنجة للتظاهرات المعلنة وطالبت بالقصاص العادل لجميع الشهداء ووقف أستخدام العنف وتنحي الأنقلاب عن سدة السلطة، وتجمهر ثوار الدمازين مطالبين بإسقاط ما اعتبروه المجلس العسكري الأنقلابي ، كما شقت رياح التغيير طريقها الى محلية يابوس وهي احدى المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال والتي سجلت حضوراً ثورياً ضخماً في مواكب الأمس.

اقليم الشرق
على نحو مفاجئ، واجهت مواكب الثلاثين من يناير في ولاية القضارف قمع وتعسف في فض التجمع، أسفر عن ثمانية اصابات أغلبها بسبب الاختناق بالغاز واعتقال عدد من الثوار الذين تم إطلاق سراحهم لاحقاً، وشهدت مواكب ولاية كسلا قمعا مفرطا من قبل السلطات أسفر عن عدد من الإصابات بعبوات الغاز واعتقال عُدد من الثوار، وشاركت محليتي حلفا الجديدة وخشم القربة بولاية كسلا في التظاهرات، كما واجهت مواكب بورتسودان الهادرة القمع و محاولات التفريق بالغاز المسيل للدموع وأسفرت عن عدة إصابات بالاختناق في صفوف الثوار، كما شهدت اعتقالات عشوائية للمحتجين.

دارفور وكردفان
شهدت محلية الضعين تظاهرات ضخمة ، كما حشدت مدينة نيالا ومدينة زالنجي جماهير كبيرة من المتظاهرين المطالبين بمدنية الدولة وحملوا لافتات تنادي بمحاسبة الإنقلابيين، وشاركت الفاشر والجنينة بمئات المتظاهرين، رافعين اللافتات والاعلام.

كما التحقت عدد من ولايات كردفان بالركب الثوري للثلاثين من يناير، فخرجت كلا من ولاية الأبيض، منطقة الدلنج بجبال النوبة، كادوقلي، وأم روابة متمسكين بشعار لا تفاوض لا مساومة لا شراكة، مطالبين بنفس المطالب ومنددين بالعنف والقتل، وتسليم السلطة للمدنيين ومحاسبة المتورطين.

الخرطوم: صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى