تحقيقات وتقارير

المقاومة وقحت .. هل سيكون التنسيق الميداني للحراك الثوري مدخلاً لوحدتها؟

 

لاتزال المشاورات جارية داخل لجان المقاومة بشأن حسم تحالفها من جديد مع قوى الحرية والتغيير عقب تجربتها في الحكم التي استمرت أكثر من عامين وصاحبتها إخفاقات كبيرة وعلى الرغم من تقدم قيادات قحت بالاعتذار للشعب السوداني فلا تزال المقاومة تطالبها بتقييم تجربتها وفي ظل تصاعد الحراك السلمي الذي يسعى لإسقاط انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ولكن المقاومة التي تستبسل في قيادة الشارع وتقدم الشهيد تلو الشهيد تطلب من “قحت” أكثر من الاعتذار واقترح المكتب التنفيذي للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أمس الأول قيام لجنة أو مركز تنسيقي للحراك الميداني الثوري من كافة مكوناته لتوسيع القاعدة الاجتماعية للحراك و تنويع أساليبه و الاتفاق على المهام اليومية. فكيف ستتجاوز المقاومة معيقات تحقيق وحدة قوى الثورة؟ وهل سيكون المقترح الذي تقدم به المكتب التنفيذي للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير مدخلاً لتحقيق ذلك وبداية لعودة تحالف قوى الثورة بقيادة المقاومة؟

 

قلب الثورة النابض
وأوضح المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير في بيان لها أصدرته أمس الأول أن لجان المقاومة هي مولود شعبي لثورة ديسمبر المجيدة ولا يمكن تجييره لمصلحة أي جهة بعينها و تمثل قلب الثورة و نبضها المرتبط بالشارع ، كما أنها تمثل جميع فئات الشعب و طالب بدعم وحدتها وعدم تعريضها للخلافات ؛ مثل ما حدث في تجربة تجمع المهنيين ، واعتبرت أنها حائط صد و منظم لجهود الملايين من أبناء الشعب التواقة للديمقراطية و الحكم المدني.

 

الميثاق الموحد
و رجح الناطق الرسمي بلجان مقاومة مدينة الخرطوم محمد أونور أن يتم الجلوس مع أحزاب قوى الحرية والتغيير أو اي قوى سياسيه أخرى، بعد فراغها من الميثاق الموحد الذي ستحدد من خلاله الموقف العام بناء على معطيات الميثاق. وقال أونور للجريدة هناك مشتركات عامة حالياً تجمع بين المقاومة والقوى الثورية أهمها رفض الانقلاب واستمرار التصعيد في الشارع ضده. وفي رده على سؤال حول قبول قحت الجلوس مع فوكلر الذي طرح نفسه كمسهل للحوار بين المدنيين والعسكريين في الوقت الذي تتمسك فيه المقاومة بالإسقاط الكامل، قال نحن لسنا في منصة الحكم على الآخرين ولكن لدينا رؤية نرى أنها منطقية ومعلنة وسنبني عليها تنسيقنا وتحالفنا القادم.. وحول مقترح قحت لتشكيل لجنة أو مركز تنسيقي للحراك الميداني الثوري قال اونور لم تقدم لنا دعوه مكتوبة، وفي حال تقديمها ستدرس ويرد عليها.

 

موقف إطاحي مضر
ورفض المحلل السياسي والصحفي الحاج وراق ما وصفه بالموقف الاطاحي بالأحزاب وجزم بأنه خطأ وضار جدا بالتغيير وقال في ورشة السبت الماضي ” الأحزاب فيها اختلاط عيش وبتاب أي التبر والتراب وصمود توباك أمام التعذيب لم يأتي بالصدفة لأن ارث الصمود قامت به الحركة السياسية , وأردف لو أن الحرية والتغيير كلها هبوط ناعم لما انقلب العساكر على جزء منها في 25 أكتوبر وفي 18 أبريل عندما قبلوا بالتفاوض مع العساكر لو أن من قبلوا بالتفاوض والشراكة والآخرين يضغطوا باستمرار مع الانتقال الديمقراطي دون أن يتدخلوا في عداء مع الآخرين ، وراهن وراق على إمكانية تحقيق التغيير الجذري خطوة بخطوة ورفض توصيف لجان المقاومة بأنها موجة من موجات الثورة .

 

نصائح للمقاومة :
ونصح وراق المقاومة بأن تكون مرنة وتابع لو لم تتصف بالمرونة فلن تحقق أهدافها لأن الفضاءات المفتوحة صنعتها وهذه ميزة العقل المفتوح لكي تكون بديلا للقوى القديمة فلابد من قيم جديدة . ورفض الرهان على أن تشظى القوى الثورية سيساهم في صعود قوى جديدة للسلطة كالعمال والمزارعين وقال لوكان هناك تيار جاهز بديل كان يمكن ذلك لكن الآن ليس هناك سوى تحالفات وتوحيد قوى الثورة وعلى لجان المقاومة أن تأتي بالقوى الثورية والمهنية والتنظيمات النسوية وحركات الكفاح المسلح

 

وضع معقد
ووصف الحاج وراق الوضع الحالي بالمعقد وذكر لدينا وضع معقد جدا لكن مايدعو للتفاؤل أن السلطة نفسها متشظية وليس القوى المدنية فقط بالإضافة إلى رفض السودانيين الاستسلام وزاد مازالوا مستمرين في النضال فضلا عن وجود تناقضات في السلطة الحاكمة والمحك هو كيف تنشأ إرادة سياسية مع وحدة القوى الديمقراطية لديها القدرة على عقد تحالفات تنتج معادلة حكم جديدة لا تؤدي إلى تشظي البلاد.

 

ابتكار شعبي
وفي رده على سؤال حول هل يمكن تحقيق تحالف جديد يضم كافة قوى الثورة في ظل تراجع دور قحت في قيادة الشارع وبروز دور لجان المقاومة قال القيادي بالمجلس المركزي لقحت كابتن صديق أبو فواز، أولا دعينا نثبت شيء في بداية الإجابة على هذا السؤال لجان المقاومة دورها منذ اليوم الأول لم لم يبهت كانت هي التي تدير العمل الميداني حتى في وجود تجمع المهنيين قبل انقسامه ونحن من الذين عاصروا تأسيس لجان المقاومة وتجمع المهنيين و للظروف التي مرت بها القوى السياسية من قمع ومن انقسامات خلال ال٣٠ عام التي حكمت فيها الانقاذ ومازال وجود القوى السياسية ممثلة في الأحزاب في الشارع ضعيف فليس لديها الكوادر الكافية لقيادة الحراك الشعبي لذلك كانت لجان المقاومة هي الابداع الشعبي الذي ابتكره الشعب السوداني وبالمشاركة مع القوى السياسية التي كانت واعية بضرورة وجود جهة لها القدرة على العمل الميداني وهي لجان المقاومة وعندما تكون تحالف قوى الحرية والتغيير اتخذ القرار بأن يكون تجمع المهنيين هو رأس الرمح لهذه القوى السياسية المتنوعة وبالفعل كانت التجربة ناجحة وساهمت في إنجاح اسقاط البشير عبر الحراك الذي استغرق أربعة أشهر أو أكثر وفي اعتقادي أن الثورة لم تبدأ في ديسمبر حيث بدأت منذ انقلاب ١٩٨٩ وتصاعدت مرورا بحراك ٢٠١١م و٢٠١٣ و٢٠١٦ و الحراك الذي كانت شراراته الأولى بداخليات البنات ببركس الخرطوم وفي نهاية عام ٢٠١٧ عندما بدأت إرهاصات موازنة ٢٠١٨م ونحن في القوى السياسية أطلقنا عليها ميزانية الجوع وبدأ التحضير لمناهضتها في يناير ٢٠١٨م لذلك ديسمبر كانت تتويج لهذا العمل الذي لم يقف ابدا منذ صعود الانقاذ على سدة السلطة الشعب السوداني والقوى السياسية السودانية دائما تصل إلى أراضي مشتركة لا أريد أقول كما يخطئ الآخرين ويقولون الحدود الدنيا الدنيا لأن إسقاط النظام لم يكن حد أدنى وإنما كان أرض مشتركة لذلك شعار إسقاط النظام عندما تبنته قوى المعارضة والتي تحولت لاحقا إلى قوى الحرية والتغيير لم يكن حد أدنى وإنما كان سقف عالي جدا لمن كانوا يتماهون مع نظام البشير نحن في القوى السياسية و كشعب سوداني نختلف ونختلف لكن في النهاية نتفق الان هناك مشاكل بين القوى السياسية لأنه كما يعلم الجميع قوى الحرية اكبر تحالف في تاريخ الحركة السياسية في السودان لذلك كان يحتوي على قوى منها المؤدلج ومنها غير المؤدلج ومن أقصى اليسار إلى أقصى اليمين فكان من الطبيعي أن يحدث خلاف سواء كان قبل إسقاط النظام أو بعده وقلل أبو فواز من استمرار الخلافات داخل قوى الثورة واردف لا أرى حرجا في أن يكون هناك خلاف سياسي لذلك لابد في النهاية أن نصل لتفاهمات مشتركة وشدد على ضرورة الاهتمام بالتفاصيل لأن كل الوثائق التي ابتدعتها القوى السياسية فيما مضى كان فيها سلبيات أساسية وهي عدم الاهتمام بالتفاصيل لانه كما يقولون الشيطان في تفاصيل أي اتفاقية وتابع لذلك الاهتمام بالتفاصيل مهم ووضع آليات لتنفيذه ووضع ميثاق وللأسف الشديد اعلان الحرية والتغيير لم يكن مصحوبا بميثاق وانما كان عبارة عن برنامج وأكد أن اي برنامج من غير ميثاق شرف لن ينجح وذكر النقطة الثانية والمهمة والتي يجب أن ينتبه لها قادة الشباب في لجان المقاومة والقوى النقابية ومنظمات المجتمع المدني أن التمادي في وضع إسفين ما بين القوى السياسية والأحزاب وپين قوى الحراك على الأرض هذا توجه خبيث بدأ في ظل نظام الإنقاذ ومازال مستمرا وأصبح أكثر شراسة وجزم بأن القوى السياسية لن تستطيع أن تسقط انقلاب ٢٥ أكتوبر منفردة وكذلك لجان المقاومة لا يمكنها ذلك بمفردها ودعا للتوافق على ميثاق يجمع كل هذه القوى المتناثرة وزاد أنا متفائل وسوف يحدث ذلك قريبا، وأكد أبو فواز ضرورة أن تقوم قحت بمراجعة أدائها في الحكومة على أن يصحب ذلك تقديم اعتذار للشعب السوداني.

 

 

وقال اقترحنا خطة لقحت على رأسها مراجعة ماتم في الثلاثة سنوات الماضية بكل شفافية والاعتراف بكل الأخطاء والسلبيات وتقديم اعتذار علني للشعب السوداني عن مابدر من بعض الجهات غير ذلك لا أعتقد أن الشعب السوداني سيرجع بقلب مفتوح مرة أخرى ولن تتمكن قحت من استعادة ثقة الشعب فيها من غير الاعتراف بالأخطاء والسلبيات التي حدثت في الماضي وقطع بأن القفز فوق الحقائق لن يجدي قحت نفعا وأردف محاولة تغبيش الوعي بالشعارات المرفوعة من قبل قحت الآن من بينها شعارات جميلة تتماشى مع شعارات الشارع والقوى المدنية ولكنها رفعت شعارات في ديسمبر و لم تلتزم بها لذلك يجب على قوى الحرية والتغيير آنت تجتهد أكثر لإرجاع ثقة الشعب فيها.

 

تفاعل مع المجتمع الدولي
وفي رده على سؤال حول أن قحت بعد موافقتها على مبادرة فولكر أصبح هناك تعارض بين رؤية لجان المقاومة التي تنادي بالإسقاط الكامل للنظام قال أبو فواز هذا التوصيف غير دقيق ويجب أن نسمي الأشياء باسمائها فولكر لم يقدم مبادرة حتى يقبل بها الناس أو يرفضوها وإنما قدم نفسه كوسيط وهذه لا يمكن أن نسميها مبادرة وأن هنا لا ادافع عن قحت ولكن المنطق والعقل يقول إننا لا نستطيع أن ننكر حتمية وجودنا في المجتمع الدولي وحتمية التفاعل معه نحنا لا نعيش في جزيرة معزولة لا نستطيع أن نستمر بمنأى عن الحقائق الموضوعية الموجودة حولنا إذا كان في المجتمع الدولي أو الإقليمي أو دول الجوار وعلينا أن تتفاعل ونتعامل معها بالحكمة وعاد ليؤكد بأن هذا لا يعني أن قبول قحت بكل شي وتابع هذا لا يعني أن ندخل في الحوار مع المجتمع الدولي وأعيننا مغمضة ونبصم على كل شئ بالعشرة وهذا لا يمنعنا من الجلوس مع هذا الرجل أو غيره لإيصال صوت شعب السودان لذلك من يتحدثون عن أن هناك مبادرة فليست هناك مبادرة وفولكر لم يتقدم بأي تفاصيل لكن قدم نفسه كوسيط يستمع لكل الآراء ودلل على ذلك بأنه لم يشترط أن يجلس الجميع فورا حول مائدة مستديرة بل يتحاور مع الجميع كل على حدا وتابع ويجب توصيف الأشياء بقدرها والتوصيف الصحيح حتى نستطيع أن نذهب للأمام قحت جلست مع فوكلر وحديثها واضح ولفت إلى أنها طالبت بتدابير دستورية جديدة لأن الوثيقة الدستورية أثبتت أنها لن توصل إلى تحول ديمقراطي بسبب السلبيات التي ظهرت فيها بالإضافة إلى مطالبة قحت بتقنين وجود العسكر في الشأن السياسي وأكد أن هذا هو الموقف الأخير لقحت التي رفضت استمرار العساكر في الشأن السياسي.

 

مفتاح السر
واعتبر عضو لجان مقاومة الخرطوم منيب عبد العزيز إن وحدة قوى الثورة هي مفتاح السر لإسقاط الانقلاب وحول استمرار الخلافات بينها قال منيب للجريدة صحيح أن هناك تباينات كبيرة بين جميع القوى الفاعلة في الساحة لكنها تتفق في هدف واحد وهو إسقاط انقلاب اللجنة الأمنية الذي قطع الطريق أمام الانتقال المدني الديمقراطي ويجب على كل الأجسام الرافضة للانقلاب والتي تضم لجان المقاومة و الأحزاب و النقابات و منظمات المجتمع المدني أن يضعوا خلافاتهم ومصالحهم جانبا وتقديم المصلحة العليا للبلاد والتوافق على ميثاق سياسي واحد لإدارة الفترة الانتقالية بعد إسقاط الانقلاب والعبور البلاد لانتخابات حرة نزيهة وقطع بان تلك هي الطريقة الأسلم لتحقيق وحدة قوى الثورة، وفيما يتعلق بشروط لجان المقاومة للتحالف مع قحت قال منيب شروط المقاومة بحسب ماجاء في ميثاق لجان مقاومة مدني الذي طالب المجلس المركزي لقحت الذي شارك في السلطة قبل الانقلاب والتي طالب قحت بتقديم نقد ذاتي لتجربتهم وتوضيح جوانب إخفاقاتهم وتقصيرهم وتقديم اعتذار واضح للشعب السوداني وأكد أن لجان المقاومة متفقة على هذا الشرط ولم يستبعد تكراره في ميثاق تأسيس سلطة الشعب الذي ستعلن عنه مقاومة الخرطوم قريبا.

      تقرير: سعاد الخضر

الخرطوم: (صحيفة الجريدة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى