منوعات وفنون

سوق منواشي.. عبق التاريخ يعانق خيرات أرض دارفور

جل ما كنا نعرفه عن منطقة منواشي الواقعة في جنوب دارفور انها قرية دارت فيها معركة بين أهل المنطقة وجيش المستعمر الانجليزي وفيها استشهد سلطان دارفور “إبراهيم قرض” في المعركة التي دارت نهار يوم 25 / 10 / 1874م حيث قتل في هذه المعركة المئات من أمراء دارفور وكبار أعيانها.. غير ان زيارة للمنطقة خلقت انطباعاً كبيراً خاصة سوقها الذي يعج بالمنتجات المحلية التي تعبر عن ثقافة دارفور ككل.. فمنواشي رغم انها منطقة اصيلة لقبائل البرنو وتعتبر منواشي العاصمة الدينية لقبائل البرنو، الا انها ظلت تستقبل على مدى التاريخ هجرات لكل قبائل دارفور ما جعلها مجتمعا مثاليا للتعايش السلمي في دارفور.

 

قطع الطريق

لا سبيل للمسافر من نيالا الى الفاشر أو العكس من أن يتعرض لقطع الطريق عند كوبري سيلا الذي يتوسط سوق منواشي فالمنطقة تعتبر المحطة الرئيسية التي تتوقف فيها الرحلة لاخذ قسط من الراحة وتناول ما لذ وطاب من الأطعمة فضلا عن التسوق بكل خيرات دارفور سيما المنتجات اليدوية المحلية وقد كان نصيبي من ذلك “كرتونة جوافة وقدح دبكر وعدد من سلال السعف” أما “البركيب” و”قصب السكر” و”البطيخ” فكان نصيبهم ان نقضي عليهم في ذات المكان قبل التحرك فقطع الطريق هناك لا يتم بواسطة قطاع الطرق بل يكون بمحض ارادة المسافرين للتزود بما يشتهون.

 

استقبال حافل

ما ان توقفت رواحلنا عند السوق إلا وهرع أهل السوق لاستقبالنا وعرفنا لاحقا انهم لاحظوا اننا ضيوف وغرباء عن المنطقة فتسابقوا لاكرامنا فأهل المنطقة الذين يعملون بالسوق يستقبلونك بكل بشاشة وترحاب، يقدمون خدماتهم بكل بساطة بلا مقابل، ما يدل على حسن المعاملة لرسم صورة جميلة لدى زائري وعابري الطريق، وقالت “مريم آدم” التي كانت تبيع جوافة انها تأتي بها من منطقة (مرشينق) ذات الجناين المخضرة والشهيرة في زراعة أشجار الجوافة ذات اللونين الأبيض والأحمر، وأشارت إلى ان المرأة في منطقة منواشي تعتبر من أهم المنتجين والمساهمين في اقتصاد المنطقة فهي تنتج وتصنع المنتجات المحلية والغذائية التي تقوم ببيعها في سوق منواشي، من أهم المنتجات المعروضة البراتيل، المندولات، المصلايات المصنعة من السعف “التبروقة”، الفنادك.

 

سلع محلية

دعتنا فطومة أحمد لتناول وجبة “البركيب بالكسرة” وقالت بحسب صحيفة الحراك السياسي، انها الوجبة التي يفضلها المسافرون لانها سهلة الهضم فهي تتكون من “لبن رائب وكسرة ذرة” وبالتالي فانها وجبة خفيفة غير ان السوق عامر بكل اصناف اللحوم والمشويات أيضا.. خلال جلوسنا مر بالقرب منا عدد من الاجانب وعندما استفسرت فطومة قالت “الخواجات كتير بجونا وبيشتروا حاجات السعف والقداحة” مشيرة الى ان قوات اليوناميد أيضا كانت تتوقف للشراء عندما تمر بسوق منواشي ويبدي افرادها استغرابا شديدا من جودة المنتجات هناك.

 

خيرات بلدنا

جولة في سوق منواشي تؤكد بجلاء ان خيرات ارض السودان غير معدودة.. ففي السوق تجد انواعا من المنتجات البلدية التي تجود بها ارض دارفور مثل التبلدي، الدوم، النبق، الكركدي، وتعتبر الحركة الشرائية للسوق نشطة ومزدهرة على مدار العام.

الخرطوم: (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى