تحقيقات وتقارير

المؤتمر الشعبي .. تفاصيل الخلاف

نقاش بين أعضاء حزب المؤتمر الشعبي حول قيام شورى الحزب بجمع التوقيعات فجر خلافات بينهم، وانتقل من مجموعات الواتساب (مراجعات بهدى وبصيرة) إلى وسائل الإعلام، وهددت قيادات بحدوث انشقاق داخل الحزب أو مغادرته، مصادر مطلعة تواصلت مع دعاة المؤتمر العام، وبعض دعاة الشورى، إلا أنهم اعتذروا عن الحديث في الوقت الراهن.

لا وفاق
في ثالث أيام عيد الفطر نظم المؤتمر الشعبي معايدة بدار الأمين العام، علي الحاج، شهدت حضوراً كبيراً، وخاطبها الأمين العام المكلف، الأمين عبد الرازق، وأرسل رسائل إلى دعاة الشورى بأن هناك لجنة عليا للتحضير للمؤتمر العام، وقال: (كلنا علي الحاج)، وبهذه الطريقة أغلق الباب أمامهم.
وأرسل عبد الرازق اتهاماً مبطناً بأن حزب المؤتمر الوطني المحلول وراء اعتقال علي الحاج وتحريض عضوية الشعبي لإقامة الشورى والوحدة معهم، في تلك الأثناء هتفت عضوية الشعبي بـ(لا وفاق مع النفاق)، وعندما خاطب ممثل الأخوان المسلمين الحضور، ودعا المؤتمر الشعبي للالتحاق بالتيار الإسلامي العريض هتفوا أيضاً (لا وفاق مع النفاق) .

بداية الخلاف
بعد اعتقال الأمين العام، علي الحاج، تم تكليف بشير آدم رحمة بمهام الأمين العام، وقتها ظهر خلاف حول مجموعة الميثاق التي كات يرى الحزب أنه يمكن دعمها دعماً سياسياً، لا أن يكون جزءاً منها كما ترى مجموعة أخرى .
وعندما حدث انقلاب 25 أكتوبر الماضي أصدر الحزب بياناً أدان فيه الانقلاب، لكن بعض عضوية الحزب رأت أن الأمين العام المكلف، والأمين السياسي لم يدينا الانقلاب، لكن عندما تمت استضافة أمين العلاقات الخارجية بإحدى وسائل الإعلام أدان الانقلاب .
بعدها أجرى علي الحاج تغييرات، وتم تعيين د. محمد بدر الدين أميناً عاماً مكلف بدلاً عن بشير آدم رحمة، وعبر خطابات طالب باعتماد التعيينات الجديدة، وبعد تشكيل الأمانة الجديدة، ضم اليها نحو (40) شاباً، وهذه الخطوة لم تجد قبولاً من بعض دعاة الشورى الآن، وتعتبر أنها ليست بقامة الحزب، ولا يمكن أن تنجز المهام الموكلة لها.

وقال القيادي بالحزب، عبد العال مكين، في تصريح، إن دعاة الشورى قدموا طلباً لنائب رئيس الشورى محمد عبد الواحد، لإقامة الشورى، بينما يرى الأمين العام، علي الحاج، أن الخط السياسي مستقر، وأن العلاقات مع القوى السياسية متواصلة، وأنه لابد من دعم للمرحلة الانتقالية، ولا يرى حاجة للشورى؛ لأن اجتماع القيادة في يوليو الماضي أقر إكمال البناء، وتجديد الدماء والقيادات بالحزب حتى يتسنى للحزب قيام المؤتمر العام.
وأشار عبد العال إلى أن بعض دعاة الشورى رفضوا رد الأمين العام الذي يرى الظروف السياسية والظروف الاقتصادية والأمنية وغيرها؛ حتى لا يحدث ما حدث في اجتماع شورى (صالة قرطبة)، عندما داهم بعض الثوار الاجتماع، وتدخلت قوات الدعم السريع لإنقاذ عضوية الحزب .

مغالطات ولكن
وحسب لوائح حزب المؤتمر الشعبي تقام الشورى بصورة دورية، وفقاً للمدة الزمنية لفترة الأمين العام وهي (4) سنوات، وهذه الطريقة متفق عليها لمراجعة أداء الأمانة العامة، ومتابعة التكاليف، ومناقشة المستجدات في الشأن السياسي والاقتصادي وغيره، أما الطريقة الثانية فتكون بتوصية من اجتماع القيادة في حال حدوث طوارئ بالبلاد لاتخاذ قرارات، وطريقة ثالثة عن طريق جمع التوقيعات، وهذه الطريقة لم يلجأ اليها الحزب في السابق، لكن تتمسك بها عضوية الحزب التي تدعو إلى مؤتمر الشورى، وتقول إنها جمعت نحو (45%) من العضوية حتى الآن.
لكن القيادي بالحزب، عبد العال مكين، يرى أن هناك مغالطات في النسبة، مشيراً إلى أن الأمين العام، علي الحاج، استلم خطاب المطالبة بالشورى، لكنه لم يستلم كشف التوقيعات للذين يطالبون بها، لافتاً إلى أن علي الحاج يرى أنه لا داعي إلى قيام الشورى، وفقاً لاجتماع القيادة السابق من البناء التنظيمي الذي انتظم بولايتي البحر الأحمر ونهر النيل، وتمسك الحزب بمواصلة بنائه التنظيمي بالولايات وصولاً للمؤتمر العام .

وقال إن الذين يدعون للشورى ليسوا أعضاء بالشورى، ويريدون تصحيح مسار الخط السياسي، لكنه مبني على الوحدة مع المؤتمر الوطني المحلول والانضام للتيار الإسلامي العريض، ودعم العسكريين، والمشاركة في السلطة، وقال إن الحزب اتخذ قرارات مسبقة بأنه لا وحدة مع الوطني، ولا يدعم أي انقلاب عسكري، وأضاف: “من يدعون إلى الشورى يعتبرون أن المفاصلة قد انتهت، وأننا تجاوزنا مرارات الماضي من تشريد وتضييق في الأرزاق إلى براحات الوحدة في كيان إسلامي واحد ضد التيار اليساري العلماني”، وتابع: “لكننا نرى أن الاصطفاف الآيديولوجي غير مفيد الآن للسودان لأن قضيتنا الآن حل أزمات البلاد، والدعوة للتوافق السياسي بالحوار، بعد ذلك يمكن النظر إلى قضايا التحالفات والتنسيقيات مع القوى السياسية لاحقاً أي بعد حل أزمة الوطن”، معتبر أنها دعوات بلا فكرة أو رؤية أو إستراتيجية وهي دعوات أشواق .

أصوات بالإساءة
بعض قيادات المؤتمر الشعبي تقول إنها تعلم من اعتقل الأمين العام، علي الحاج، بهدف شق الحزب، أو يتوهم أنه يمكن أن يقوده الأمر إلى تحالف أو وحدة معها، وتتساءل مع من نتحالف؟ وترى أن أطروحتها الآن الدعوة إلى إجماع وطني كبير على مستوى وثيقة دستورية وميثاق يحكم العلاقة بين أهل السودان ويبقيها على ثوابت وطنية وبرنامج حد أدنى وقاسم مشترك أعظم يمثل رموزاً لوحدة البلاد وإجماعها الوطني، وتؤكد أنها ليست مشغولة بغير ذلك، وأن من أراد الوحدة فليتواضع معها على هذه الوثيقة لأن الهدف أجلَّ وأعظم وتتعلق بالوطن .
مراقبون يعتبرون أن حزب المؤتمر الشعبي حزب كبير وفاعل ومؤثر وقائد للساحة السياسية، رضي الاخرون أو رفضوا، وهو حزب عصي على الإقصاء ، والدليل على ذلك أن الأصوات المرتفعة بالإساءة تؤكد على قدرته المؤثرة، وأن الحزب يدعم أي خطوة لاستقرار المرحلة الانتقالية وخروج العسكر من المشهد السياسي، لافتين إلى أنه متمسك بعدم التقارب مع المؤتمر الوطني وعدم الدخول في أي تحالف سياسي لكنه.

يكيلون الاتهام
القيادي بالحزب أبوبكر عبد الرازق أشار، في تصريح لـ(السوداني)، إلى أنه لا يوجد خلاف في مؤسسات المؤتمر الشعبي، لافتاً إلى اجتماع هيئة القيادة الذي تقرر فيه بالإجماع قيام المؤتمرات لإعادة بناء الحزب، وتم عقد مؤتمرات بولايتين، وتم اختيار أمناء جدد، وصعدوا رؤيتهم للمؤتمر العام، وسيتم إكمال مؤتمرات الولايات، ومن ثم عقد الشورى التحضيري للمؤتمر العام، واختيار الأمين العام للحزب .
وقال عبد الرازق توجد أصوات من قلة قليلة موالية للعسكر والتطبيع، وبعضها موالٍ لتحالف التطبيع الجديد، يسوقون الأكاذيب والإساءات للأمين العام والأمين المكلف؛ لأنهم يمالئون آخرون خارج أسوار المؤتمر الشعبي والعسكر وانقلابهم، وأضاف أن بعضهم ظلوا يكيلون لأمناء الحزب السابقين، بعضهم قد يكونوا أصحاب نوازع مختلفة ومصالح تتقاطع معها مواقف الحزب وسياساته المبدئية، وبالتالي هم يصرخون إساءة لبعض القيادات وبعض المؤسسات ،كان حري بهم أن ينتقلوا إلى حيث يدافعون إن كان مع حلف التطبيع أو العسكر أو المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية جناح علي كرتي، الذين ظلوا يدافعون عنهم ويسيؤون لقيادة الحزب، علاماً بأن القيادة تم انتخابها في مؤتمر عام الذي بلغ (1000) عضو من جميع مناطق السودان بالإجماع والتزكية .
وحول خلافات داخل الحزب حول القبول بمبادرة فولكر وعدم الانضمام للتيار الإسلامي العريض قال عبد الرازق إن التيار الإسلامي العريض علي كرتي، وعبد الفتاح البرهان وهم الذين يحكمون، ومن الذي أتى بفولكر بيرتس؟ الم يكن بمقدور البرهان أن يمنع البعثة، وإذا في لوم يكون عليهم، وقال: “إننا قبلنا فولكر كأمر واقع، وأن يكون داعماً للحوار الوطني الخالص الذي لا يمس السيادة الوطنية”.

 

تقرير – وجدان طلحة

الخرطوم: (كوش نيوز)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى