تحقيقات وتقارير

جدل الحوار المباشر مع العسكر .. فخ الآلية الثلاثية أمام الممانعين

بالدخول في مرحلة الحوار غير المباشر من قبل الآلية الثلاثية اتجاه القوى السياسية تضحي القوى السياسية الممانعة لقبول التسوية السياسية، أمام فخ الآلية وجهاً لوجه والمتعلق بقبول الجلوس والحوار مع العسكر  …والسؤال القائم الآن هل ستمارس الآلية الضغوط أمام الممانعين الحوار مع العسكر  أم “الشيك على بياض” الذي حرره المجتمع الدولي للآلية يجعلها في إطار إتمام مهامه بالشكل المطلوب إلى أن تمضي إلى أكثر من ذلك …؟

 

ممارسة الضغوط

ويعد  الحزب الشيوعي من أكثر القوى السياسية التي مضت الآلية إلى ممارسة الضغوط عليه لأجل إرضاخه إلى قبول التسوية السياسية المعلنة  بالجلوس مع العسكر،  لدرجة أن الحزب رفض   مقابلة الآلية الثلاثية، في ذات الإطار  أرجع  عضو اللجنة المركزية بالحزب  صديق يوسف مبررات رفضهم مقابلة  الآلية إلى عدم احترام الآلية  قرارات  الحزب الرافض للتفاوض  أو الجلوس مع العسكر.  وقال يوسف إن  الآلية رغم علمها المسبق برفضنا  مقابلة العسكر إلا أنها  كانت تصر علينا في الجلوس معهم،  ولو من خلال الحوار غير المباشر وأضاف لكننا رفضنا ذلك. وتابع “مامكن نقعد مع العساكر نقول ليهم سلمونا السلطة مقابل عدم محاكمتكم والعفو عنكم”. وأردف نحن لانملك حق العفو عن الجرائم التي ارتكبها العسكر.  وزاد ولا حتى الأحزاب والقوى السياسية المشاركة ضمن الآلية الثلاثية تملك هذا الحق، وشدد بأن أي أحزاب تشارك العسكر ستكون شريكة لهم في جرائمهم.

 

حوار مع العسكر

بحسب مراقبين فإن الصلاحيات الممنوحة إلى الآلية الثلاثية تجعلها بعيدة عن ممارسة أي ضغوط سياسية أمام أي طرف من القوى السياسية المعلنة ترحيبها أو التي تمانع الحوار،  وقياساً على هذه الفرضية هل قامت الآلية بممارسة ضغوط على قوى سياسية أخرى بخلاف الحزب الشيوعي ….؟

وللإجابة على هذا التساؤل  مضت عضو المكتب التنفيذي بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير سلمى النور، إلى استبعاد خطوة ممارسة الآلية إلى ضغوط على القوى السياسية. وقالت: لا أعتقد أن الآلية بتمارس ضغوطاً على القوى السياسية الممانعة للحوار. وأضافت بالقول: لو كانت هنالك ضغوط لمورست على لجان المقاومة التي جلست إلى الآلية وخرجت منها برضا تام بعد أن طرحت رؤيتها حول الحوار. وأردفت نحن في المجلس المركزي لقوى التغيير لم تمارس علينا أي ضغوط من قبل الآلية. وأكدت نور أن اللقاء الذي التأم بين المجلس المركزي للتغيير والآلية الثلاثية ضمن طاولة الاجتماع التحضيري، كانت تتصدر أجندته إجراءات تهيئة المناخ السياسي. وأضافت لم نتحاور حول الجلوس مع العسكر في حوار مباشر أو غير مباشر.  وقالت بأن التحاور مع العسكر لم يكن ضمن أجندة الاجتماع والذي دارت تفاصيله حول ضرورة تهيئة المناخ السياسي.

تسيير وتسهيل

ويرى مراقبون أن الجولات التي ظلت تقوم بها الآلية إلى القوى السياسية رغم أنها جولات استكشافية لمعرفة أطروحات القوى السياسية أمام التسوية المطروحة، إلا أنها وفي ذات الوقت لاتخلو من عمليات جس نبض تقوم بها الآلية لأجل معرفة اتجاهات هذه القوى من الحوار مع العسكر…فهل مهمة  التسيير والتسهيل التي تقوم بها الآلية ستمضي على إثرها إلى الأشواط النهائية..؟

وبدوره أكد الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير بأن دور الآلية الثلاثية محصور في مهمة التيسير  والتسهيل للحوار بين الفرقاء السودانيين، بعيداً عن طرح أي أجندة أو حلول على القوى السياسية،  كاشفاً عن خطة مشتركة بين حزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير لكيفية التعاطي بإيجابية مع الآلية الثلاثية، لكن البرير عاد وعاب على الآلية التدخل في قضايا ليست هي ضمن التفويض الممنوح لهم من خلال طرحهم الأخير والذي دعوا عبره القوى السياسية، بمدهم ببعض المعلومات عن تكوين الأجهزة الانتقالية بجانب كيفية العلاقة بينهم والمكون العسكري.  وقال البرير بأن هذا ليس من مهامهم وأضاف مهمة الآلية تنحصر في التحضير للحوار.

 

 (كرباج) دولي

وثمة سؤال ظل يدور في خلد  الكثيرين رغم أن البعض منهم لم يشِ إلى أن يشير بعقيرته إلى اتهام  الآلية الثلاثية،  بأنها خرجت من ثوب الوساطة إلى ممارسة الضغوط المشروطة على القوى السياسية.

وهذا ماذهب إليه المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين د. حسن الساعوري والذي بدوره أشار إلى أن الآلية الثلاثية، خرجت من صلاحية التفويض الممنوح إليها إلى ممارسة الوصايا  على القوى السياسية الممانعة الجلوس والتفاوض مع العسكر، من خلال تسلحها بـ”كرباج” الشرعية الدولية وتوجيه دفة المفاوضات إلى حيث ماتريد. وأضاف بأن الخصومة الصارخة بين الفرقاء  السياسيين هي الباعث الأساسي وكرت المرور الذي جعل صلاحية تدخل الآلية في الشأن السياسي السوداني سارية المفعول. ونبه الساعوري بأن ترك الحبل على القارب بالنسبة للآلية من شأنه أن يدخل البلاد في اصطفاف دولي بعيداً عن التوافق السياسي المطلوب،  مشيراً إلى أن الآلية تعدت مهمته في الوساطة بين الفرقاء إلى ممارسة الضغوط على القوى الرافضة للحوار دول (امتلاكها لأدوات التطويع والترغيب لجعل الرافضين الحوار يعدلون عن هذا المسار،   وهي بهذا المسلك بحسب الساعوري ستساعد في إطالة أمد الأزمة السودانية  بدل حلها.

 

تقرير ـ أيمن المدو

الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى