تحقيقات وتقارير

انسحاب “الحرية والتغيير” من الوساطة .. كلمة السر غير المعلنة

خطوة لم تكن مستبعدة من قبل قوى الحرية والتغيير بعد مباركتها للآلية الثلاثية ان تمضي الى الانسحاب من اطوار  مرحلة  الحوار  غير المباشرة وربما يكون التفسير الاقرب الى خطوة الانسحاب هو حزمة الاشتراطات التي اودعتها قوى التغيير على منضدة الآلية الثلاثية والمنصبة في مجملها حول تهيئة المناخ السياسي لهذا يبدو المشهد من خلال صانعيه ولكن الخطوة في حقيقتها ترجع الى ان قوى التغيير لاتريد ان يتعرض الغزل السياسي الذي قامت بحياكته حول الشارع الثوري  الى ان يتهتك مقابل  المشاركة في حوارات الآلية الثلاثية.

 

 الامساك بخيوط اللعبة

وبحسب مراقبين فان قوى الحرية والتغيير بعد تأكيد اعلانها بالانسحاب من الحوار غير المباشر يبدو بانها تحاول قطع الطريق امام اي تسوية غير مرغوب بها مع  العسكر بجانب ان الخطوة تشير الى ان قوى التغيير  ماتزال تمسك بخيوط اللعبة بيديها وهنا يبقى السؤال حائرا حول ماهية الخطط والسيناريوهات التي ماتزال تخفيها قوى التغيير امام انظار الآلية الثلاثية خصوصا بعد مباركتها لمساعي الآلية ومن ثم الانسحاب منها …؟

وللاجابة على هذا السؤال يشير القيادي بقوى التغيير نور الدين صلاح الدين الى عدم اي خطط او تكتيكات تقوم بها قوى التغيير حيال التعاطي مع الآلية الثلاثية مشيرا الى ان قوى الحرية والتغيير لم تنسحب من العملية السياسية للآلية الثلاثية ولكنها رفضت تلبية الدعوة المقدمة من الآلية لحضور الاجتماعات التحضيرية وهذا لايعني الانسحاب من العملية كلها واكد صلاح الدين ان حزب الامة القومي لم يخالف توجيهات مواقف قوى التغيير بشأن الانسحاب من الحوار غير المباشر للآلية وقال ان ماحدث هو ان الامة قابل الآلية الثلاثية وان مخرجات الاجتماع تحمل ذات الموقف الذي تحمله قوى التغيير.

 

الانسحاب  من  المفاوضات

وكان ان عبر المكتب التتفيذي لمجموعة المجلس المركزي بقوى الحرية والتغيير عبر بيان  بإنه ليس طرفاً في أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة يتم الحديث عن إجرائها بواسطة الآلية الثلاثية الآن.

و أوضح المكتب في بيان أن المهمة الرئيسية للآلية الثلاثية التي يدعمها هي طي صفحة الانقلاب و الوصول إلى إقامة سلطة مدنية ديمقراطية مضيفاً أن الصراع الحالي ليس بين المدنيين، بل هو صراع أطرافه هي قوى المقاومة المدنية من جهة و الانقلابيين من الجهة الأخرى و شدد المكتب على أنه لا سبيل لإقامة عملية سياسية ذات مصداقية إلا بتنفيذ اجراءات تهيئة المناخ.

حل سياسي

والشاهد في الأمر ان قوى الحرية والتغيير ترى  ان وجود الآلية الثلاثية مكسب  سياسي ربما يفضي بها من حالة السكون السياسي التي جيرها بها الانقلاب الى حالة الانفعال السياسي والتعاطي مع الاحداث  وهذا ربما يكون الباعث الذي دفع قوى التغيير تنظر بعين الرضا للآلية. رغم الاتهامات  التي يسوقها البعض برفض قوى التغيير للآلية  ومن هذا المنطلق مضت  عضو المكتب التنفيذي بقوى الحرية والتغيير سلمى نور  الى قطع قول كل خطيب مؤكدة بان موقف قوى التغيير من التعاطي مع وساطة الآلية الثلاثية بانها مواقف ايجابية وقالت نور نحن من اكثر الداعمين لفولكر والآلية الثلاثية  وجزمت بان هذا الموقف موحد من كل قوى التغيير   واردفت: ليس لدينا حزب لديه رأي سالب في   فولكر او الآلية الثلاثية واشارات الى ان الاشتراطات التي وضعوها على طاولة الآلية تمثلت في ضرورة تهيئة المناخ السياسي، وتابعت لايوجد حل سياسي في ظل القمع الذي تمارسه القوى الانقلابية .

 

الخروج بموقف موحد

ويرى محللون بان قوى الحرية والتغيير من خلال اعلانها الانسحاب من جولات الحوار غير المباشر للآلية الثلاثية كانت لاتريد ان تضع البيض كله في سلة واحدة حيث ان قوى التغيير تريد لخط الرجعة الذي يربطها بالشارع الثوري ان يكون سالكا …والسؤال هو: هل التباين في المواقف من قبل قوى التغيير  تجاه الآلية الثلاثية يمثل كلمة السر غير المعلنة ….؟

وفي ذات ااسياق يلفت المحلل السياسي استاذ العلوم السياسية بجامعة ام درمان الاسلامية د. راشد التيجاني بان قوى الحرية والتغيير نتيجة للتباينات التي تشهدها مكوناتها اضحت لا تستطيع الخروج بموقف عام موحد  تجاه التعاطي مع القضايا السياسية الراهنة واشار الى ان ذلك جعل   قوى التغيير تفشل في اتخاذ قرار جماعي موحد وملزم للجميع حيال التعاطي مع وساطة الآلية الثلاثية  واكد التيجاني بان قوى التغيير تركت خيارات التفاعل مع الآلية الثلاثية الى العضوية دون تدخل من المركزية مبينا بان هذه الخطوة تشير بوضوح الى سياسية الازدواجية في المعايير التي ظلت تتخذها قوى التغيير في الآونة الاخيرة تجاه التعاطي مع القضايا مثار الخلاف  المطروحة في الساحة  ،مشيرا  الى ان غالبية مكونات قوى التغيير لاتريد حسم مواقفها من الآلية بصورة جادة لاجل الابقاء على خط الرجعة سالكا في حال  تعاطت بايجابية  مع الآلية او عدمه بجانب وجود مخاوف لمكونات قوى   التغيير من اي مواقف معلنة قد تخصم من رصيدها الجماهيري في حال افضت مساعي الآلية الى جلوسهم الى العسكر.

 

تقرير – أيمن المدو

الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى