أخبار

ألقوهم في اليم مكتوفين.. إجبار ألف طبيب امتياز على قضاء الفترة في الولايات بلا رواتب

بعد سنوات من العناء والسهر والاجتهاد وأحلام ذويهم في أن يروا أبناءهم أطباء، يجد أطباء الامتياز أنفسهم في مفترق طرق بسبب تخبط وزارة الصحة الاتحادية في قراراتها التي تكاد تنهي ما بنوه طوال سنوات دراستهم، ويلقي بأحلامهم في غياهب المجهول، ويعاني خريجو كليات الطب الجدد من عدم التزام وزارة الصحة بتوزيعهم في الوقت المحدد، ويتراوح ملف أطباء الامتياز وقوائم التوزيع مكانه منذ سنتين تقريباً جراء تأخير إصدار قوائم التوزيع أحياناً لمدة (6) أشهر ما يعرضهم لفقدان فرص العمل بالداخل والخارج. وفي قرار مفاجئ أصدرت وزارة الصحة مرسوماً بتوزيع قائمة مايو في الولايات بشكل إجباري الأمر الذي رفضه أطباء الامتياز، بينما لم يتسلم من التحقوا بالمستشفيات رواتبهم منذ (6) أشهر ما دفع لجنة أطباء الامتياز بتنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة .

وقفة احتجاجية
ونفذ أطباء امتياز وقفة احتجاجية أمس أمام وزارة الصحة الاتحادية لعدم استجابة وزير الصحة لمطالبهم المتمثلة في إلغاء قرار التوزيع الإلزامي لقائمة شهر مايو لأطباء الامتياز الذين أدوا القسم للولايات، إلى جانب الالتزام بدفع الرواتب المتوقفة لأكثر من 6 أشهر وتوزيع مؤدي القسم لمتبقي شهر أغسطس 2021م. وقال د.عمار سراج عضو لجنة أطباء الامتياز لـ”الحراك” إن وزارة الصحة ألزمت قوائم مايو لأطباء الامتياز بالعمل في الولايات، دون ترك أي خيار آخر سوى إسقاط أسماء كل من يرفض التوزيع في الولايات .

قرار مفاجئ
ففي الأيام الماضية تفاجأ أطباء الامتياز الذين أدوا القسم لممارسة المهنة بقرار لم يكن في حسبانهم، حيث أصدرت وزارة الصحة قراراً بتوزيع قائمة (مايو) الماضي في الولايات بشكل إلزامي، دون النظر إلى ظروف هؤلاء، بيد أن الوزارة كان ينبغي أن توزع قوائم السنة الماضية بشكل هندسي لإتاحة الفرصة للخريجين الجدد في الحصول على الامتياز دون انتظار، وهذا ما لم يحدث حسب رواية د.عمار سراج عضو لجنة أطباء الامتياز عقب وقفتهم الاحتجاجية أمام مكتب وزير الصحة بهذا الخصوص.

تخبط
ويقول عمار إن هناك تخبطاً واضحاً في عملية القوائم للامتياز، حيث من المفترض حسب علمهم إصدار القسم في كل شهرين على الأقل، إلا أن الوزارة أحياناً يصدر بعد (6) أشهر ما يجعل الخريج في حالة انتظار وترقب ويهدر الكثير من الوقت للحصول على فرصة الامتياز. ويمضي بقوله إن رد الوزارة تأتي دائماً بأن وزارة المالية لا تلتزم بمستحقات القوائم لهذا يقومون بتأخير إصدار القوائم، وأشار إلى أن هناك خريجين ينتظرون ظهور أسمائهم في القوائم منذ شهور طويلة، مستدلاً بأن نحو (30) خريجاً لم يتم إدراجهم في قائمة التوزيع منذ أغسطس 2021م والآن نحن على مشارف يوليو. وتابع “تأخير التوزيع كل هذا الوقت يؤثر سلباً على الخريج ويفقده فرصاً عديدة للتوظيف سواء بالداخل أو الخارج”.
وأضاف بأنهم طلبوا من مدير إدارة الموارد البشرية بوزارة الصحة الاتحادية د.أمل عبده الاستماع إليهم للتوصل إلى حل وسط، حول التوزيع الإلزامي لأطباء الامتياز في الولايات، إلا أنها رفضت مقابلتهم والاستماع إليهم، بل أبدت إصرارها في تنفيذ قرار التوزيع خارج ولاية الخرطوم، وردت عليهم بالرجوع إلى المدير التنفيذي ولكنهم لم يخرجوا بشئ مفيد غير الوعود التي يرونها للتطمين فقط .

غياب المعلومة
ويبدو أن وزير الصحة نفسه غير ملم بما يحدث داخل وزارته وهذا وضح في رده على لجنة أطباء الامتياز بعدم إلمامه بهذا الملف، وتقول اللجنة إنهم طلبوا من الوزير مقابلته بخطاب، ولكن لم يأت إليهم أي رد بخصوص هذا الأمر، وفي المرة الثانية دعت اللجنة إلى وقفة احتجاجية أمام مكتب الوزير الذي طلب من مدير مكتبه بالسماح لوفد من اللجنة مقابلته، وبالفعل جلس إليه أعضاء من اللجنة واكتشفوا أن الوزير لا يعرف شيئاً عن مسـألة التوزيع وملف الامتياز، ووعدهم بالرد عليهم بعد الاستماع إلى مطالبهم. ويقول عمار “عندما شعرنا بأن الوقت يمضي وقرار التوزيع على وشك دون معالجته تواصل معه أحد أعضاء اللجنة بالواتساب، عن ما توصولوا إليه بشأن مطالبهم، إلا أن الوزير لم يرد لهذا قررنا نحن في اللجنة بتنظيم وقفة احتجاجية اليوم (أمس) ولا ندري إذا سيرد الوزير أم لا .؟

التوزيع الإجباري
وتفاجأ قائمة شهر مايو 2022م وهم (1000) طبيب امتياز بتوزيعهم في الولايات على نحو إجباري دون ترك خيار آخر لهم غير إسقاط من يرفض الذهاب إلى الولايات ، ويقول أحد أطباء الامتياز أنهم تفاجأوا بقرار وزارة الصحة بتوزيع قائمة (مايو) إلى الولايات بدون أي مبرر منطقي، سوى أنهم يرددون أن الولايات أكثر حاجة لأطباء الامتياز من ولاية الخرطوم. وأضاف”لكن الواقع يدحض ادعاءهم”. وتابع هناك عشرات المستشفيات في الخرطوم في حاجة ماسة لأطباء الامتياز وأصدروا نداءات بذلك، ولكن وزارة الصحة تصر على توزيع خريجي الخرطوم في الولايات دون الاعتبار لظروفهم ومترتبات ذلك على بعض الذين لا أهل ولا أقرباء لهم في هذه الولايات، يلجأون إليهم وقت الحاجة خاصة أن أطباء الامتياز في الولايات يشتكون من انقطاع الرواتب ورداءة السكن والبيئة. وتساءل بقوله ” كيف يمكنني أن أعمل في ولاية بعيدة لا أعرف فيها أحداً، وفي نفس الوقت لا أضمن هل سأتقاضى راتبي أم لا ..؟ .

قرار غير منطقي
وقالت طبيبة امتياز إن قرار توزيع قائمة مايو للولايات أمر غريب ولم يكن متوقعاً خصوصاً أن كل القوائم السابقة، تم توزيعها في ولاية الخرطوم عدا قائمة مايو. وتساءلت لماذا تصر وزارة الصحة على توزيع قائمة مايو بالذات في الولايات؟ “غير أنها تعتقد أن الوزارة غير راغبة في توزيع هذه القائمة في ولاية الخرطوم لأسباب سياسية، وأكدت بأنهم لن يرضوا بهذا القرار وأنهم سيقاتلون حتى النهاية واصفة القرار بالظالم وغير المبرر، وأضافت بأن مثل هذا القرار يلقي بآثار سالبة خاصة على الطبيبات اللائي لا يستطعن العيش في مناطق غير معروفة بالنسبة لهن وفي بيئة غير مواتية، وقالت “هناك العديد من الطبيبات يشتكين من رداءة السكن”. وتابعت “أنا إذا لقيت السكن غير صحي أمشي أسكن مع منو مثلاً وأنا بعيدة من أهلي وما بعرف زول في المنطقة الماشة ليها”.

تقرير: نبيل صالح
الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى