تحقيقات وتقارير

بالتفاصيل.. اعتصام معسكر زمزم للنازحين يدخل يومه السابع

بالرغم من زيارة نائب رئيس المجلس السيادي وقائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي لدارفور وتأكيده بأنه لن يعود منها إلا بعد حلحلة كل أزماتها ، يبدو أن الأمور لا تسير كما يشتهي فقد اشتدت النزاعات من جديد في الاقليم فبالأمس أعلن والي ولاية شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن أن السلطات الأمنية بالولاية قد تمكنت من إلقاء القبض على 5 خمسة من المتهمين في الأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها قرى (ملاقات) بشمال مدينة كتم الأسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها عدداً من المواطنين بين قتيل وجريح وحرق بعض القرى، مضيفاً أن السلطات تمكنت من إسترداد المئات من الماشية التى تم نهبها أثناء تلك الحادثة.

وقال الوالي في ( تصريح صحفي) خلال تفقده منطقة الأحداث والتي سبقه إليها قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، مضيفاً أنه تم فتح بلاغات جنائية في مواجهة المتهمين توطئة لتقديمهم للعدالة، وأشار إلى أن حكومته قامت بنشر تعزيزات أمنية كبيرة حول قري المنطقة لتوفير الأمن والإستقرار وبسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون.

ودعا الوالي نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي والصحفيين والإعلامبين لتحري دقة المعلومات التي تتعلق بالجوانب الأمنية من مصادرها حتى لا يؤدي نشر الشائعات إلى تاجيج المشاكل، مشدداً على ضرورة إجراء المصالحات المجتمعية الشاملة في مختلف مناطق الولاية لتمتين اللُحمة الإجتماعية والتعايش السلمي.
من جهته قال قائد ثاني قوات الدعم السريع إن القوات الأمنية تمكنت من الوصول إلى عدد كبير من الجناة في الحادثة و استرداد أعداداً كبيرة من الماشية المنهوبة، كاشفاً عن تقديم تعويضات مالية من قبل قوات الدعم السريع للأسر التي تضررت منازلها بالحادثة.

وأضاف أن القوات الأمنية ما زالت تواصل عمليات تمشيط المنطقة للوصول إلى جميع المتهمين من الطرفين في الحادثة وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة، لافتاً لأهمية إنشاء محاكم خاصة بدارفور لمعاقبة المتفلتين.
وكان والي شمال دارفور وقائد ثاني قوات الدعم السريع قد عقدا فور وصولهما لمنطقة ملاقات إجتماعاً مع لجنة أمن محلية كتم تم خلاله إستعرض الموقف الأمني بالمحلية بصورة عامة بالتركيز على أحداث منطقة ملاقات، ووجه الوالي لجنة أمن المحلية بالمرابطة في منطقة الحادث إلى حين إلقاء القبض على الجناة، كما وقفا على حجم الأضرار التي خلفتها الحادثة بعدد من قرى المنطقة.
ويذكر أن الأحداث الأمنية التي شهدتها منطقة (ملاقات) شمال رئاسة محلية كتم الأسبوع الماضي قد نتج عنها العثور على شخصين مقتولين في إحدى طرقات المنطقة وتطورت الأحداث بعدها ليرتفع عدد القتلى إلى ثمانية أفراد.

ملاقات ليس وحدها
دخل اعتصام معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور يومه السابع ، وأدت حشود من المواطنين صلاة الجمعة في ميدان الاعتصام أمس ، وسط إستنكار من أهالي المعسكر بعدم استجابة الحكومة لمطالبهم المتمثلة في تحقيق الأمن والاستقرار والحماية من هجمات مليشيا (الجنجويد) على حد تعبيرهم .
وقال معتصمون لـ(الجريدة) إن الأزمة تعود لرعي إبل قيادات الدعم السريع في منطقة زمزم والقرى المحيطة لها فضلاً عن الاعتداءات المستمرة على النازحين بسبب فرية ومسرحية كتبت فصولها قيادات من الدعم السريع التي ادعت سرقة ابل لها من منطقة عربان ، وكشف المعتصمون أن احد المواطنين لفظ أنفاسه نتيجة هذه الاعتداءات التي حملوا مسؤوليتها للدعم السريع.
وقال مسؤول بتنسيقية الاعتصام إن يوم أمس شهد وصول وفود من جامعة الفاشر وثوار من مختلف الولاية لدعم الاعتصام كما تم نصب مسرح واعداد منصة لمخاطبة المعتصمين فيما نصبت (شاشات) لتعريف الشباب بتجارب الاعتصامات فضلاً عن محاضرات تثقيفية للشباب ، مؤكداً بأن المعتصمين مصرين على مواصلة الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم.

 

رواية المعتصمون
يقول المعتصمون إنهم لجأوا للإعتصام بسبب اعتداءات (الجنجويد) على النازحين في معسكر زمزم والمناطق المحيطة به ، واتهموا قوات الدعم السريع وقوات وافدة من الخرطوم بأنها لجأت لـ(حياكة) فوضى عبر سرقة أبل من مجموعة عربان التي تقطن منطقة قلاب ، والتي ترعى فيها (مراحات) إبل قيادات الدعم السريع بشرق الجبل، وذلك لنسج مزيد من التهم الكيدية في حق النازحين القاطنين بالمناطق المجاورة بشرق الجبل.

وكشف مسؤول بلجنة الاعتصام لـ(الجريدة) أن الأزمة بدأت باستجلاب جهة غير تابعة لمعسكر زمزم 10 من الإبل بقصد تتبع أثر ، وأشار إلى انحراف الأثر نحو جبال فشار جنوب شرق مدينة الفاشر ، وزاد ومع ذلك وردتنا معلومة بأن هنالك قوة مسلحة مجهولة اختطفت 9 من المواطنين اغلبهم من الأطفال والنساء ، لنتأكد بعد ذلك أن القوة المختطفة يقودها نقيب يتبع لقوات الدعم السريع (م – ب) أخ الأستاذ (أ – ب) مفوض الرحل والرعاة والمزارعين ورئيس تنسيقية عرب البادية بولاية شمال دارفور ، ومعه قائد نافذ في الجبهة الثالثة (تمازج) ، وأضاف تحرك اسر المختطفين في فزع حتى وصلوا حامية ام هشاب، وهناك طوقتهم ذات القوة .
وأضاف عضو اللجنة.. والي ولاية شمال دارفور نمر محمد عبدالرحمن بموجب هذا الحدث شكل لجنة بقيادة العمدة جمعة دقلو لاسترجاع الإبل وإعادة المختطفين.
وأردف قام العمدة جمعة دقلو بمعية العمدة يوسف شايبو عمدة منطقة قلاب باسترجاع المختطفين ولكن سرعان ما شهدت المنطقة هجوماً غادراً من مليشيا (الجنجويد) التي أطلقت الرصاص ما أدى إلى استشهاد الأستاذ محمد احمد سليمان الملقب والشيخ عبدالماجد محمد داؤد شيخ قرية قربي التابعة لوحدة تابت الادارية بمحلية طويلة فضلا عن سقوط 6 جرحى آخرين.

الشباب مصرون
وقال شباب من معسكر زمزم وبعض من أسر الضحايا لـ(الجريدة) إن الأمر الواقع فرض عليهم التصعيد متهمين قوات الحركات المسلحة الموقعة لاتفاقية جوبا لسلام السودان بالتقاعس وعدم توفير الأمن والاستقرار.
وكشف المعتصمون عن (تتريسهم) للطرق المؤدية للمعسكر وذلك من أجل الحماية ، وقالوا إنهم يستقبلون المعزين في الفقيدين العم عبد الماجد محمد داؤد والأستاذ محمد أحمد سليمان في ميدان الاعتصام بزمزم ، كاشفين عن حضور أعيان وقيادات الادارات الأهلية من مناطق شرق الجبل والمحليات المجاورة لمواساتهم مطالبين بالقبض على النقيب قائد القوة والعمدة دقلو والعمدة شايبو.

رسالة إلى مني ونمر
وحذر الشباب الذي تحدثوا لـ(الجريدة) في رسالة شديدة اللهجة حاكم الإقليم مني اركو مناوي ووالي شمال دارفور نمر محمد عبدالرحمن ومدير التنفيذي معسكر زمزم ابراهيم اسماعيل نصرالدين من عدم المواصلة في التزام الصمت وتجاهل المعتدين والقصاص للشهداء .

تقرير ميداني
قال التقرير الميداني الذي أعدته التنسيقية المنظمة للاعتصام: دخل اعتصام معسكر زمزم يومه السادس أمس بعزيمة النازحين وإصرارهم على تحقيق مطالبهم المشروعة، وذلك وفقاً لحراك واعي انتظم بين الجموع ، ونشاط فكري تلاحقت فيه أشكال من الثقافة وأجناس الأدب، وأضاف لم تنقطع الحصص الفكرية بين اجيال الثورات بل تدفقت مواكب الثوار من جميع معسكرات النازحين بالولاية وتنسيقيات لجان المقاومة بالفاشر ، والمحليات وطلاب جامعة الفاشر و زاد هذا الطوفان الثوري الحضور القوي لأعيان المعسكرات وقبائل مجالس القرى المجاورة .

وقال التقرير بقدر عدم اهتمام حكومة الولاية بعدم تنفيذ مطالب النازحين سيزدادون صبرا واصراراً على المقاومة ، فثورة معسكر زمزم ستكون نموذجا للثورة التي تهدف إلى إعادة تنظيم المجتمع وتبصيره بأن سُلم التغيير يبدأ من حقوق المواطنين في الهامش .
    تقرير: أشرف عبدالعزيز

الخرطوم: (صحيفة الجريدة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى