آراء

محجوب مدني محجوب يكتب: ساعة الصفر التي نريد

 

يتحدث الجيش عن ساعة الصفر في حال عدم وصول فرقاء الأحزاب السياسية والمكون المدني إلى كلمة سواء.

حسنا.
فما ذنب الشعب السوداني حتى يحاسب بجريرة من عجز عن تكوين حكم مدني؟
ما ذنب الشعب السوداني أن يعاقب مرتين؟
مرة بعجز من يتصدر المكون المدني.
ومرة بانقضاض الجيش على السلطة إزاء فشل المدنيين.
ألا يوجد من حل ثالث يفوت الفرصة على من يتصدر المكون المدني بلا كفاءة أو اقتدار من جهة، وعلى أن يلعب الجيش دور الوسيط الإيجابي من جهة أخرى؟
هل الابن العاق والفاشل يجعل لأن يكون سببا في ضياع الأسرة؟
لا يفرح بالابن العاق وبفشله إلا العدو.
أما الصليح وصاحب الوجعة لا يستغل فرصة الابن العاق والفاشل لينقض على أسرته.
وإنما يعمل على تجاوز هذا العقوق وهذا الفشل بالبحث عن بدائل أخرى تقوم بذات مهمة الابن البار أو قريبة منها.
ليس مبررا للجيش أن يستولى على السلطة حتى لو فشل المكون المدني الآن من لملمة أطرافه وذلك لسببين:
الأول: كل البلد بمواردها البشرية والطبيعية ليست رهينة لفشل فئة من فئاته قلت أو كثرت.
الثاني: لا يعني فشل المكون المدني الآن بأن المكون العسكري يستطيع أن يقوم بالمهمة.
فإن كان المكون المدني فشل في عدم الوصول لاتفاق، فإن العسكريين كذلك سيفشلون إذا اتفقوا على استيلائهم على السلطة.
فكلا الموقفين يمثل خيبة أمل للوطن والمواطنين.
ساعة الصفر للجيش هي أن يسعى لحماية المكون المدني بل هذا من صميم عمله.
ساعة الصفر هي أن يبعد كل من يريد أن يستغل حالة التوهان التي يعيش فيها السودان، ويوقف حركة الانهيار السريع التي يمر بها.
الجيش مؤسسة عظيمة لا يشبهه استغلال الآخرين ليحل محلهم.
دوره أكبر من أن ينتظر الفشل ليجلس مكانه.
وإن حدث هذا فهو مجرد رغبة لأشخاص يستغلون مؤسسته.
إن الحديث بلغة التهديد لا تشبه رسالة الجيش.
الجيش يكثر عند الفزع ويقل عند الطمع.
إن حاول أن يتربع الجيش مكان فشل المدنيين، فهو بذلك يكون قد أساء لنفسه بنفسه.
بالعكس ينبغي أن يظهر بدور الراعي والحامي لا من أجل من يتصدر المكون المدني.
لا.
وإنما من أجل أن طريق المدنية هو الطريق الوحيد الذي ينبغي أن يسير عليه الكل.
حينئذ سيكبر الجيش في نظر الشعب.
حينئذ سيظل الشعب يحفظ للجيش ساعة الصفر هذه.
أما ساعة الصفر التي يتحدث عنها، والتي تقضي على المكون المدني؛ ليجلس هو في مكانه، فهذه الساعة إن أساءت للمدنيين مرة فسوف تسيء للجيش ألف مرة.
ألا فلتركزوا جيدا يا من تتحدثون باسم الجيش حتى لا يستدرجكم فشل المدنيين، فتلقوا بالجيش – هذه المؤسسة العظيمة – في قاع سحيق.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى