تحقيقات وتقارير

تجمع المهنيين.. من لاعب أساسي في قيادة الثورة إلى مقاعد المتفرجين!!

يعد تجمع المهنيين السودانيين التنظيم الأبرز في قيادة الاحتجاجات التي اسقطت نظام البشير غير انه ككيان قوي لم يكن تكوينه سهلا اذ نتج بعد سنوات من المحاولات التشبيكية بين الكيانات النقابية المستقلة لتكون ثمرة تلك الجهود قيادة شهور متواصلة من الاحتجاجات المكثفة ادت لتحقيق الهدف الابرز بازاحة نظام ديكتاتوري جثم على صدر البلاد لثلاثة عقود، غير ان تجمع المهنيين الذي كان ابان فترة الثورة الأولى كائنا خرافيا سرعان من انزوى و انحصر دوره خاصة بعد وصول القوى السياسية لمرحلة تشكيل الحكومة.

ويرى مراقبون ان تجمع المهنيين كان صنيعة سياسية بعد ان فشلت الاحزاب في قيادة المجتمع للثورة على النظام لعدم ثقة المواطن في الاحزاب ما جعلها تبتدع جسما لا يظهر عليه الميول الحزبي وينبع من وسط الشعب ويضم جميع فئاته.. ويرى المراقبون ان الاحزاب بالفعل نجحت في ذلك بصناعة تجمع المهنيين بيد أن دوره لديها انتهى بمجرد ان اوصل الاحزاب لسدة الحكم ما جعلها تعمل على التخلص منه بزراعة بذرة الشقاق داخله بيد أن كثيرين يخالفون ذلك الرأي ويرون ان تجمع المهنيين لا يزال فاعلا في قيادة الشارع.
ويرى عضو الحرية والتغيير أحمد حضرة أن تجمع المهنيين لعب دوراً كبيراً في توافق جميع القوى الثورية التي كانت تقاوم نظام البشير حتى سقوطه تحت جداول مقاومة وتسجيل للحضور الثوري المنضبط في جميع المواكب وفي جميع أنحاء السودان ودوره الكبير في تنسيقية قوى الحرية والتغيير ولجنة الميدان في وقتها، مما كان له الدور والتأثير الإيجابي الكبير في تنظيم العمل المعارض لنظام البشير وسقوطه بكل جبروته، ولفت في حديثه إلى ان الصراع والانشقاق الذي حدث لتجمع المهنيين وخروج المجموعة الموالية للحزب الشيوعي منه ادت لاضعاف دوره الذي قام به قبل الثورة ولكنه لا يزال موجودا كأحد مكونات الحرية والتغيير وعضويته فاعلة ونشطة بالمجلس المركزي للحرية والتغيير ومكتبه التنفيذي .
وقال حضره ان تجمع المهنيين لم يذبْ لكن تغيرت ظروف العمل من عمل معارض للمشاركة في السلطة الانتقالية في حكومتي حمدوك الأولى والثانية قبل الانقلاب.. ايضا أثرت على دوره الذي برز بصورة أكبر ابان العمل المعارض كقيادة العمل الميداني ابان الاعتصام بالقيادة العامة ولذلك فقد أحس الناس بافتقاد دوره الكبير الذي كان جزءاً من حياة الناس ينتظرون جداول العمل الثوري الصادر من التجمع ويتفاعلون معها ويتشاركون نشرها وانجاحها بالالتزام الكبير بها زمانا ومكانا مما انجح الثورة وحقق انتصارها.

في ذات الموضوع قال عضو الحزب الشيوعي كمال كرار: منذ ما قبل الانقلاب انقسم تجمع المهنيين الى قسمين بفعل فاعل، بين تجمع المهنيين منتخب ولكن غير معترف به من قبل الحرية والتغيير المجلس المركزي، وأضاف: “هناك مجموعة من أعضاء السكرتارية القديمة الذين لم يفوزوا في الانتخابات قاموا بتشكيل تجمع موازٍ معترف به من الحرية والتغيير المجلس المركزي هذا الوضع أضعف القوى والمواقف لتجمع المهنيين بداية ايام الثورة باعتباره قائد الثورة بشكل واضح، وتابع كرار: “اما بالنسبة للقسمة داخل تجمع المهنيين نحن في الحزب الشيوعي نرى انه عمل سياحي باعتبار أن مجموعة من الحرية والتغيير رأت ان انتخابات تجمع المهنيين عززت نفوذ الشيوعيين في التجمع” .
وقال كرار: اجتهدت بعض القوى السياسية داخل الحرية والتغيير على تكريس هذا الانقسام مما أدى الى أضعاف أداء بناء النقابات وأضعف حركة تجمع المهنيين نفسه، والمجموعات الانقسمت بعد الانتخابات ذهبت في طريق الهبوط الناعم والسير في طريق التسويات ،وهذه المجموعات لم يكن لها فعل في الشارع وانحصر دورها في السفر للورش.

من جانبه قال المحلل السياسي محيي الدين محمد محيي الدين: تجمع المهنيين كيان جبهوي كان به نشاط ويعتبر قائداً للمجموعات المعارضة للانقاذ ولكن لحظة وصول القوى السياسية وتشكيل ما يعرف بالحرية والتغيير وهذا الميثاق الذي تم توقيعه في 2/يناير/2019م، هنا كانت نقطة التحول الاساسية وان الاحزاب ظهرت على المسرح واختطفت المشهد وأصبحت تفاوض وهذا مستوى من المستويات التي جعلت تجمع المهنيين واحداً من المجموعات في الحرية والتغيير، وأصبحت هناك أحزاب كثيرة وكيانات مختلفة وتجمع المهنيين جزء من هذه المكونات .
وأضاف محمد : بأبتداء عملية التفاوض ظهرت التباينات في الموافق بشكل كبير جداَ ومن أولى الضربات التي تعرض لها هي انه ذاب في الحرية والتغيير والضربة الثانية في قوله انه لا يمكن ان يقدم اي مرشح ولا يشارك بشكل اساسي في حكومة الفترة الانتقالية ومن ثالث الضربات هي الخلافات التي حصلت بين المكونات المختلفة في الحرية والتغيير مع الحزب الشيوعي وكان نتاج هذا الخلاف المؤتمر الذي حاولوا من خلاله عمل انتخابات وان يختاروا عبرها قيادة للتجمع وأتت الانتخابات بأسماء والحرية والتغيير أصرت على استيعاب مجموعة أخرى فبالتالي هذا كان اعلان الانقسام.

 

مهيبة محمد

الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

 

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى