اقتصادتحقيقات وتقارير

عائدات السمسم السوداني.. هل تأتي قبل الذهب؟

انخفضت صادرات السمسم السوداني ضمن سلع تجارة السودان الخارجية خلال الفترة من إبريل إلى يونيو (الربع الثاني) من العام المالي الجاري 2022، حيث بلغت 145 مليون دولار أمريكي، قياساً على عائداتها في شهور يناير – مارس (الربع الأول).
وبحسب الموجز الاحصائي لتجارة السودان الخارجية فإن صادرات السمسم خلال الستة أشهر الأولى من العام 2022 بلغت أكثر من 314 مليون دولار أمريكي ، وكمياتها 277.048 الف طن متري .

وعلى الرغم من هذا الانخفاض فإن عائداتها تأتي في المرتبة الثانية بعد عائدات الذهب ولكن بفارق كبيرٍ جداً، إذ بلغت صادرات الذهب أكثر من مليار و300 مليون دولار أمريكي .
وأكبر المستوردين للسمسم السوداني في هذه الفترة، هم جمهورية الصين الشعبية حيث استوردت ما قيمته 107.9 ملايين دولار أمريكي تليها مصر بقيمة 74.3 مليون دولار ثم دولة الامارات العربية بقيمة 23.5 مليون دولار أمريكي ثم السعودية بقيمة 16.1 مليون دولار ثم الهند بقيمة 14.5 مليون دولار ثم لبنان بقيمة 14.2 مليون دولار أمريكي .
ويصنف السودان الرابع وأحيانا الثالث عالميا في إنتاج السمسم بعد الهند والصين، كما تشير إلى ذلك احصاءات تجارته الدولية.
ويعد السمسم من أهم الحبوب الزيتية النباتية في السودان بعد الذرة والدخن وتأتي أهميته من كونه محصولا غذائيا ومادة خام مهمة للصناعة وعلفا للحيوان ومحصولا نقديا مهما للصادر، ويأتي السودان الثاني من تسع دول إفريقية وعربية، من حيث أهمية وقيمة المصدرين للسمسم عالميا، إذ ينتج 80% من السمسم الذي يزرعه العالم العربي و 40% من السمسم المزروع في إفريقيا. ويستهلك منه ومن زيته محليا حوالي 60% مما ينتجه سنوياً.

البيئة والمناخ الملائمين والمناسبين لزراعة السمسم في السودان هما ما يجعلانه يمتاز على السمسم الذي يزرعه المنتجون العالميون الآخرون المنافسون له.. بحسب حديث سابق لرئيس قسم المحاصيل الحقلية بكلية الزراعة جامعة الخرطوم، د. غازي حامد بدوي.. ويضيف إن التربة الطينية الخفيفة والضوء الساطع والحرارة المرتفعة، هي البيئة الجيدة لانتاج السمسم وهو ما يتوافر للسودان، أكثر من الدول الأخرى التي تقع شمال خط عرض 30 درجة شمال وتنتج هذا المحصول المهم عالميا وتؤدي إلى تمتع حبوب السمسم السودانية بنسبة زيت أكثر ونسبة الحموضة أقل .
ووفقا لحديث سابق للخبير الزراعي د. عبد اللطيف العجيمي (لسونا) إن أهم ما يميز السمسم السوداني كونه ينتج عضويا بدون أية أسمدة كيمائية، مما يقلل أمكانية أصابته بالأمراض والآفات، إضافة إلى قلة حموضته، وهي ميزة تمكن البلاد من التوسع في زراعته وجعل السودان المصدر الأول للسمسم عالميا وبالتالي زيادة مساهمته في النمو الاقتصادي والاجتماعي للسودان، في حال توافرت على تطويره الأبحاث العلمية واستخدمت في زراعته الحزم التقنية المناسبة له .
ويزرع ويروى السمسم مطريا في أغلب مناطق إنتاجه في السودان وأهمها جنوب وشمال كردفان و القضارف و النيل الأزرق، وسنار ودارفور، والنيل الأبيض، وتنتج في هذا القطاع المطري التقليدي، الأصناف التقليدية وهي (حريحري) ويزرع وينضج مبكرا و(جبروك) وهو متوسط فترة النضج و(جبالي) متأخر النضج .

وذكر وجدي ميرغني أحد أكبر مصدري السمسم في حديثٍ سابقٍ (لسونا)، إن سلسلة تجارة السمسم الخارجية تبدأ بتدفقه من زارعيه، لأسواق المحاصيل الرئيسية في مدن القضارف و الدمازين،و سنار، وكوستي، والأبيض،و الفاشر، ونيالا، والجنينة ويباع في هذه الحالة محليا بالقنطار (يساوي القنطار الواحد 100.6 رطل، والطن المتري يساوي 22.26 قنطارا).
ووفقا لتقارير نقطة تجارة السودان حول السمسم فإن متوسط أسعار السمسم السوداني كانت عند بورتسودان في 2006، حوالي 920 دولارا للطن المتري ، والعام 2007، 920 دولارا لترتفع في العام 2008 إلى 1.349 دولارا، ثم قفزت إلى 1400 دولار العام 2010 و1.450 دولارا العام 2011 و2012 ثم ارتفعت إلى سعر قياسي بلغ 2.350 دولارا في 2013 فيما بلغت الاسعار في العام 2020، 1430 دولارا للطن فيما ارتفع في العام 2021 الى 1700 دولارا.
ويعتبر السمسم من أقدم المحاصيل الزراعية في السودان و حتى قيام المعاصر الآلية الحديثة في البلاد كان السمسم هو الزيت النباتي الوحيد الذي ينتج و يستهلك على نطاق واسع في القطر ..و يحتل السمسم المرتبة الثالثة من حيث المساحة إذ يلي الذرة و الدخن و يفوق محصولي الفول السوداني و القطن و في كثير من المواسم احتل السمسم و منتجاته المرتبة الثانية بعد القطن من حيث العائد الاجمالي من الصادرات و عالميا فان السودان يحتل المركز الثالث في العالم من حيث المساحة.

تقرير ـــ اشراقة عباس
الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى