صباح محمد الحسن تكتب: خرجت التسوية، الكلمة للمقاومة!!

وقفت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) أمس تحت الضوء بعد عدة ايام من العمل خلف ستار ، لاصوت لها ولا تصريح عن الاتفاق إلا بعض تصريحات النفي من قبل قياداتها التي ترفض كلمة تسوية بمعناها الصريح، وتسمي ما يجري اتفاق بينها والعسكريين ، وكشفت قحت أخيرا في مؤتمر صحفي عن مدة الفترة الانتقالية والإنتخابات أنها لن تتجاوز 24 شهراً و إن رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء سيكونان من قوى الثورة و ملتزمون بأهدافها.
وأكدت أن الحل السياسي يتضمن جدول زمني لتوحيد الجيوش و إصلاح المنظومة الأمنية، وأعلنت التزامها باتفاق سلام جوبا، وأكدت أن المراجعة ستتم بالتوافق مع أطراف الاتفاق، وقالت إن مجلس وزراء مدني بالكامل يقوده رئيس وزراء مدني و مجلس تشريعي يحظى بمشاركة واسعة للجان المقاومة والمجموعات الاثنية والاجتماعية المختلفة وأشارت إلى أن الأطراف الموقعة على الإعلان السياسي والدستور الانتقالي لنقابة المحامين ستكون طرف في الحل السياسي .
وكان الفريق البرهان تحدث بالامس عن عدم وجود اتفاق ثنائي عززت تصريحه قحت التي نفت وجود اتفاق ثنائي هذه التصريحات جاءت لترضية الحركات المسلحة التي رفضت ان يسمى الاتفاق ثنائيا لطالما انهم جزء منه لأنها من قبل قالت انها ليست جزء من( قحت المركزي ) وكانت قحت المركزي صرحت ان المجموعة التي دعمت الانقلاب وساندته لن تكون جزءا من الحل السياسي .
لذلك صرح البرهان بذلك حتى ( يطمئن قلبها ) ولكن يبدو ان العسكريين اشترطوا وجود الحركات ضمن الاتفاق لطالما انهم قدموا تنازلات للمدنيين بالتخلي عن منصب رئيس المجلس السيادي ورئيس الوزراء .
وفي اعلانها امس لشكل الاتفاق ومضمونه تكون قحت قد وضعت كتابها على طاولة لجان المقاومة والشارع الثوري التي تأمل أن يحظى اتفاقها بالقبول فإن رفضت المقاومة هذا الاتفاق بجانب بعض الاحزاب السياسية فبالتأكيد ان عمر الاتفاق سيكون قصيرا جدا سيما ان الاتفاق حقق فقط مطلب قحت الذي ينادي ( بإنهاء الانقلاب ) بينما تتمسك المقاومه بإسقاطه.
فبالرغم من أن شكل الإتفاق يحقق جزءا كبيراً من مطالب الثورة إلا أنه سلاح ذو حدين فرفضه من الشارع سيكتب النهاية السياسية للاحزاب المؤمنة بخيار التسوية ، فحماس الشارع الثوري وكثافة المواكب في هذه الايام تؤكد ان لجان المقاومة لا تنتظر هذه التسوية ولاتعقد آمالها عليها ففي التاريخ القريب للثورات والمواكب أنه عندما تكون ثمة حلول سياسية جارية ، يوازيها هدوء في الشارع الثوري لكن ولأول مرة يجري اتفاق والثورة يزداد بريقها ولمعانها ، فالكلاكلة بالأمس وقعت توقيعا ثوريا كان لافتا، لهذا فإن بقاء الإتفاق وإستمراره لن يفيده دعم المجتمع الدولي وحده ، صحته وعافيته و( طول عمره) ستكتبه المقاومة والشارع على ورقة من رضا ، إن لم يحدث ذلك سيرفع شعار اسقاط الجميع عندها ستخرج قحت خاسرة وسيكسب العسكر بربحهم لخسارتها .
طيف أخير:
إنما المواقف، تُقنع وتشكك، تثبت وتنفي، تبني وتهدم، إنما المواقف براهين!!
صحيفة الجريدة