محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: تناقضات الغرب بين الإساءة لزيدان والرسوم المسيئة للرسول (ص)

 

(1)
عندما اساءت صحيفة (بولاندس بوستن) الدنماركية بنشرها في 30 ديسمبر 2005م (12) صورة كاريكاتيرية مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، عللوا لهذا (السخف) وتلك (الإساءة) الى اشرف خلق الله بحرية (الرأي) وحقوق (التعبير)، وهو تعدٍ صريح على من وصف من فوق سبع سموات بقوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم).
· الإساءة للرسول كانت إساءة للعقيدة والمسلمين، وكل الدساتير والقوانين حتى في الدول الغربية تدعو لاحترام الديانات، ليسئوا بهذه الرسوم المسيئة لقرابة ملياري مسلم في العالم خرجوا في كل الدول الإسلامية بغضب عريض ينددون ويرفضون تلك الرسومات.
· قدموا (حرية الرأي) على (احترام العقيدة) وفي ذلك استخفاف بالعقول.
· بعد اقل من أسبوعين من نشر تلك الرسوم في الدنمارك وفي العاشر من يناير 2006م تحديداً الصحيفة النرويجية (Magazinet) والصحيفة الألمانية (دي فيلت) والصحيفة الفرنسية (France Soir) وصحف أخرى في أوروبا اعادوا نشر تلك الصور الكاريكاتيرية المسيئة تضامناً مع الصحيفة الدنماركية، رغم الاحتجاجات التي كانت قد اجتاحت معظم انحاء العالم بما في ذلك أوروبا نفسها دفاعاً عن الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كرم بقوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً).
· في ذلك الوقت انظروا ماذا كانوا يقولون عن تلك الرسومات وهم يدافعون عنها تحت بنود حرية التعبير واحترام الآراء… وهم الذين سمحوا لانفسهم بالاساءة للشعوب الإسلامية دون اعتبار لمشارعهم وعقيدتهم الراسخة.
(2)
· في الأيام الماضية تصريحات (عادية) جداً بالنسبة للرسومات الكاريكاتيرية التي اساءوا فيها الى المصطفى عليه الصلاة والسلام خرجت من رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم (نويل لو غريت) في حق شخصية (عادية) وهو نجم المنتخب الفرنسي السابق ولاعب ومدرب ريال مدريد السابق زين الدين زيدان، قال فيها رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غريت عندما سئل عن إمكانية تدريب زيدان منتخب البرازيل: (لا اكترث لذلك، يمكنه الذهاب اين يريد سواء من اجل تدريب نادٍ او منتخب في أوروبا او حيث يريد) وأضاف قائلاً: (لم نفكر في التخلي عن ديشامب، وزيدان لم يتصل بي وحتى لو فعل فلن ارد عليه).
· هذه التصريحات قامت الدنيا بعدها ولم تقعد.. اعتبروها إساءة لزين الدين زيدان وتقليلاً منه، حتى أدى ذلك لتدخل الحكومة الفرنسية لتعتذر له وزير الرياضة في فرنسا (اميلي اوديا كاستيرا).. ليعتذر بعد ذلك رئيس اتحاد كرة القدم الفرنسي بنفسه بعد ان أصدر ريال مدريد بياناً ادان فيه تصريحاته.
· الغضب وصل حتى للمناطق العربية، فقد غضبت شعوبهم من هذه التصريحات، واعترضوا عليها وهاجموا رئيس الاتحاد الفرنسي حتى أدت أمواج الغضب العارمة الى اقالته من منصبه.
· اين كانت (حرية الرأي) و (حرية التعبير) التي زحمونا و (فلقونا) بها عندما تمت الإساءة برسوم كاريكاتيرية الى أشرف خلق الله.
· رئيس الاتحاد الفرنسي لم يصمد اكثر من ساعات بعد هذه التصريحات (العادية) التي قيلت في شخص (عادي)، وكانت في اطار لعبة (عادية).
· كيف هو حالنا اذا كانت الرسوم المسيئة عن اعظم خلق الله واكرمهم خُلقاً وخَلقاً؟.. الرسول الذي بعث ليتمم مكارم الاخلاق.. الذي قال عنه الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
(3)
· الحقيقة التي يجب أن نقف عندها اننا مشدوهون بالغرب ونحن نملك من الخلق والمبادئ والقيم والتاريخ والعقيدة ما يجعلنا في مكان آخر.
· شعوب العالم الأول.. يظهرون بذلك البريق.. وهم يغلب عندهم الفسق والفساد والنفاق… لا تحملوا عنهم صورة اجمل من حقيقتهم… انهم يخدعونكم.
· هم قد يكونون أكثر أناقةً وأكثر لباقةً واكثر مالاً واجمل مظهراً .. لكننا الأكثر قيماً والأكثر مبادئ ومثلاً والأجمل جوهراً ومضموناً.
(4)
· بغم.
· على النطاق الخاص.. قد نكون نعاني من الكثير من الأزمات والمشكلات.
· قد نتراجع.
· قد نُصدم بالبرهان وحميدتي والتوم هجو واردول ومبارك الفاضل وجبريل ابراهيم وشيخ الأمين.
· لكن مع كل ذلك… يبقى الشعب السوداني أعظم شعب في العالم. ويبقى الوطن اجمل مكان في الدنيا.
· وكل الطرق تؤدي إلى المدنية.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى