آراء

محجوب مدني محجوب يكتب: من أين جاء سوء الظن من قبل أصحاب التجربة الفاشلة؟

 

حينما قامت تجربة الإنقاذيين بتنفيذ برنامجها.

ولم يفلح هذا البرنامج من إنجاز أهدافه التي وضعت له بل جاء بضدها، ومن ثم أتت الانتقادات تترى عليه.
فبدلا من أن تسلم هذه التجربة بخطئها بل وتشكر الناس أن نبهوها عليها حدث العكس حيث بدأت هذه التجربة في مهاجمة من ينتقدها وتصفه بصفات تريد بها أن تبعد الخطأ عنها.
فمرة تصف من نبهها بفشلها بأنه هو الفاشل.
ومرة تصفه بأنه معادي للمشروع الحضاري.
بل تصفه بأنه معادي للإسلام.
لا يتردد أصحاب هذه التجربة الفاشلة في إلصاق أي صفة سيئة لكل من ذكرهم بفشل سياستهم.
بكل من ذكرهم بعدم قدرة رموزها من تحقيق أهدافهم.
فشلها الذي شمل جميع المجالات، فأمام كل نقد لفشل يجهز هؤلاء معه هجوما مضادا.
لم يعترفوا بشيء
رغم الوضوح لكل ما قاموا به من إخفاقات.
المواطن الذي جعلوه يلهث خلف المناصب والثراء الفاحش.
الوطن الذي قسموه مع إبقاء ذات الأزمة بل وتفاقمت.
البترول الذي تحول من نعمة إلى نغمة.
الاستعداء الخارجي
الذي جعلت معه سياستهم أن حولت الوطن إلى سجن لرأس الدولة لا يكاد يخرج منه.
ففي كل سوء أحدثه أصحاب التجربة يقابلونه بسوء أكبر منه.
فإن كان السوء يتعلق بإساءتهم للدين كان الهجوم بأن المهاجم عدو للدين.
وإن كان الهجوم يتعلق بالاقتصاد قابلوه بأن البلد لم يعرف الاقتصاد إلا معهم وبالتالي يصفوا مهاجمهم بالكاذب المخادع.
فمن أين جاء سوء الظن من قبل أصحاب التجربة الفاشلة؟
ما هي الأسباب التي دعت من ارتكب الخطأ أو من قصر في القيام بواجباته أن يهاجم من ينتقده؟
أن يوجه التقصير إلى من يهاجمه؟
أليست هذه الحالة تحتاج إلى دراسة لمعرفة أسبابها؟
المدان والفاشل يترك الأعمال التي أخفق فيها، ولا يلقي لها بالا، وبدلا من أن يعدل عمله أو يعمل على البحث عن حل من خلال ما أحدثه من فشل، وذلك باعتبار أن هؤلاء المهاجمين منهم من حركه الخطأ الذي وقعت فيه التجربة، ولم يحركه شيء غيره.
منهم من حركه حرصه على تقويم التجربة.
منهم من حركه الإحسان لا الإساءة لكل شعار رفع.
إن عجزوا عن الدفاع عن أنفسهم فأقلها أن يلتزموا الصمت.
يفرحون بالمطبلين، فمتى تأتي العظة من أن المطبلين لا ينجزوا عملا ولا يصوبوه؟
يفرحون بالمؤيدين لهم، فمتى تأتي العظة من أن من يقف مع الصواب والخطأ معا لا يحسن شيئا؟.
هذا الهجوم الأعمى لكل من ينتقد التجربة.
وهذا الارتياح الكامل لكل من يساند التجربة بعد سقوطها.
أليست هذه الحالة تحتاج إلى دراسة وتحليل؟
هناك من يصيب وهناك من يخطئ، فهذا شأن البشر.
أما وجود جيل يخلص لتجربة بغض النظر عن سلوكها.
وجود جيل همه فقط الدفاع عن رموزه ومهاجمة من يسيء إليهم.
ألا يدل ذلك على وجود طاقة غذيت وزرعت في هؤلاء جعلتهم يتبنون موقفا كهذا؟ موقفا لا هم له سوى الدفاع عن كيانه ومهاجمة ولصق كل عيب لمن ينكر عليه أو ينتقده؟
يخطئ من يظن أن الأجيال لا تبرمج.
يخطئ من يظن أن التجربة وحدها كفيلة بكشف الخطأ من الصواب.
يخطئ من يظن أن الأجيال لا يمكن أن توجه.
من بين التفاسير التي وردت في تفسير الآية الكريمة قوله تعالى:
” قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ” سورة المائدة آية رقم (٢٦).
ذكر التفسير أن الله سبحانه وتعالى حدد الأربعين سنة لهؤلاء الفاسقين حتى يتم التخلص منهم ولم يحدد رقما أقل من الأربعين سنة أو أكثر؛ لأن الأربعين سنة وفقا لهذا التفسير هي عمر الجيل من البشر.
فحتى تتخلص البشرية من هذا الجيل الفاسق أورد القرآن هذه الأربعين سنة.
هل نحتاج وفقا لهذا التفسير لأربعين سنة حتى يختفي هذا الجيل الذي يعتد بخطئه وسقوطه، ويهاجم في ذات الوقت كل من ينتقد تجربته ويصفه بأبشع الصفات؟
نرجو ألا تكون هذه الحالة المستعصية عن كل حل مسيطرة على جيل بأكمله.
نرجو أن تكون مجرد فئة ظهرت على أهل السودان وسرعان ما تختفي وتزول.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى