آراء

سوريا والعراق ولبنان واليمن والسودان ومع ذلك يقف العرب موقف المستكين إلى الحائط الذي يخشى من البرد

100 يوم مرت على حرب السودان الداخلية التي تسير للأسف إلى ما تسير إليه سوريا من تهجير للعاصمة وبعض المدن والقرى وتدمير لها وقتل يصل إلى داخل البيوت التي من المفترض أن تكون آمنة من الرصاص الطائش وتسيير اللاجئين لدول مجاورة والعرب أين ؟! نعم أنا أسأل كما يسال الملايين غيري العرب أين أنتم من هذه القضية المستحدثة التي شابها صراعات قديمة متجددة فتهدأ حينا ثم تثور أحيانا أخرى حتى وصلت لما كان السودانيون يخشونه وطالبوا أن ينفذ العسكر ومن انقلب على المخلوع ( عمر البشير ) الذي يقبع في السجن وتتم مقاضاته ولا أعلم حقيقة لما وصلت له سلسلة محاكمته بعدما تفجر الوضع الأمني في السودان ويتم التنازع على السلطة على عكس ما تم إطلاقه بعد الانقلاب وتغيير الحكم في أن تنتقل السلطة لحكومة مدنية وأن يعود العسكر إلى ثكناتهم وأماكنهم في حراسة البلاد وحفظ العباد دون أن يتدخلوا في سير الانتخابات المدنية التي كان من المفترض أن تنطلق بعد شهور قليلة من تولي جنرالات الحكم في هذا البلد الذي عاش مغبونا في حكم البشير ولا أظنه بأفضل حال أبدا في هذا الوقت الراهن للأسف الشديد وأكثر من نخشاه كشعوب عربية أن يصل الحال به إلى ما وصل بسوريا التي تبدو لي عاصمتها العريقة ( دمشق ) بأفضل حال من العاصمة السودانية ( الخرطوم ) مقر كل هذا الصراع على الحكم والتي تبدو لنا أنها باتت شبه مهجورة من الناس بعد أن وصل الرصاص حتى داخل البيوت وبات القتلى من المدنيين أكثر من المتنازعين فيما بينهم فأين العرب الذين يدعون للحوار في كل مرة تتفجر هذه الحروب الداخلية داخل دولنا العربية ؟! ألم تكفنا تقسيمات في العراق وسوريا واليمن ولبنان لينقسم السودان المقسم من الأساس الآن ؟!.

100 يوم يا عرب والحرب الطاحنة في السودان مغيبة حتى على المستوى الإعلامي العربي الذي يمر مرور الكرام عليها ولا يتوقف ليجر الأنظار لها بصورة تجعلنا موقنين بأن قضية رئيسية تلوح وتنضم بقوة لسلسلة القضايا العربية المعلقة دون حل ودون اهتمام ودون مبالاة ودون شعور بأن الملف العربي يتضخم أمام ملفات الحلول الهزيلة الضئيلة التي سعى العرب لحلها أو تركها معلقة دون حلول جذرية في سعي منهم لعدم الدخول في دهاليزها العويصة وسعوا لحشر أنوفهم في قضايا العالم الأخرى التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل وكأنه ينقصنا قضايا لاتزال تتضخم وتكبر وتتضاعف والضحية الوحيدة منها هم الشعوب الذين يعانون ويتشتتون وتكويهم نار الغربة واللجوء وامتهان الكرامة وترك أملاكهم وبيوتهم ومصالحهم ليشبع الطامعون بالسلطة ويرتقوا درجاتها على دماء الأبرياء الذين فرحوا بالبداية من انتزاع فرعون لكن فراعنة آخرين باتوا يتصارعون لأجل كرسي حكم يكمل ديكتاتورية من سبقه ولا يهم الثمن إن كان من أرواح المدنيين أو الممتلكات فالأهم هي القصور الرئاسية والتحكم بمنافذ البلاد ومصالح العباد وتقوية قنوات الجيش وما عدا ذلك لا يهم !.

ألم تكفنا قضايا يا عرب ؟! فلسطين وهي أم القضايا العربية التي لاتزال تراوح مكانها والخسائر فلسطينيون يستشهدون ولا يتحرك أحد وبعدها سوريا والعراق ولبنان واليمن والسودان ومع ذلك يقف العرب موقف المستكين إلى الحائط الذي يخشى من البرد أن يقرص أطرافه أو من الحر أن يلسعها فمتى ينتفضون ويُخرجون كل من له مصلحة في إبقاء هذه الصراعات العربية في مكانها وتتضاعف مأساتها من أطماع غربية على اختلاف جنسيتها ؟! هل يعقل أن تتزايد قائمة قضايا دولنا العربية أمام انشغالنا بحل قضايا خارج خطوط الطول والعرض لها ؟! ودعوني أقولها صراحة إن الحرب الروسية الأوكرانية لا تهمني أمام ما يجب أن يكون عليه الاهتمام لهذه القضايا المعلقة دون حل أو تقدم طفيف للأمام بالإيجاب لا بالسلب لأن ما لدينا يكفينا 100 عام للأمام لنفكر ونلقى حلولا له فلا تستصغروا 100 يوم على مأساة السودان فإن اليوم هناك بعام كامل واسألوا السودانيين !.

ابتسام آل سـعـد – “الشرق القطرية”

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى