أخبار

السيسي للمصريين: التقدّم والازدهار أهمّ للأمة من الأكل والشرب

في تمهيد لإعلان قرار ترشحه للانتخابات الرئاسية، أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حزمة من التصريحات المثيرة للجدل، اليوم السبت، في مستهل فعاليات مؤتمر “حكاية وطن” المنعقد على مدار ثلاثة أيام في العاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، بدعوى استعراض “إنجازات” الدولة المصرية تحت قيادته في مختلف المجالات.
وقال السيسي: “سأحكي للمصريين خلال أيام المؤتمر عما حدث في الدولة منذ عام 2011، وعما فعلناه في السنوات الماضية، والأمر كله متروك لله في الانتخابات المقبلة. المشكلة كانت في زرع التشكيك في المواطن تجاه الحكومة، والدول تقوم (تبنى) بالعمل والتضحية، وليس بالكلام والشائعات”.
وأضاف: “التحديات التي شهدناها كانت كفيلة بهدم مصر، والأمة لا تبنى إلا على البناء والإصلاح، وليس على الإساءة والتشكيك والهدم. البعض هزّ ثقة الناس بنا في السنوات الماضية، وثقة الناس في أنفسهم، حتى استكثروا على أنفسهم بناء طريق أو كوبري (جسر) جديد”.
واستدرك السيسي: “لا، ده لسه بدري أوي (الوقت لا يزال مبكراً) من العمل والجهد والمثابرة، والبناء والتنمية والتقدم. ولو كان التقدم ثمنه الجوع والحرمان أوعوا (حذار) تقولوا يا مصريين نأكل أحسن، لأن التقدم والازدهار أهم للأمة من أنها تأكل أو تشرب!”.
وتابع: “نواجه كذباً وافتراءً وشائعات في كل إجراء ومسار نتحرك فيه، والإساءة تصل حتى إلى أسرنا، لكن مافيش (لا يوجد) حاجة تذهب سدى عند ربنا، فكل كلمة كذب أو إساءة لنا فيها أجر. المسؤول الذي أسيء له مش هايمشي (يترك منصبه) بهذه الطريقة، لأننا نؤمن بالله الذي سنقف أمامه ويحاسبنا، وكل تفاصيل المكر والإفك في السنوات العشر الماضية هي امتداد لبناء حالة من عدم الثقة للإنسان، حتى تصبح هذه الحالة جزءاً من الشخصية المصرية”.
وزاد السيسي: “الهدف هو أن تكون الناس متشككة وغير واثقة في أنفسها، وفي بلدها، وبناء فكر وجداني على مدى 40 أو 50 عاماً يقوم على الهدم والإساءة. لا أحد سيأخذ أكثر من نصيبه، ويجب أن يكون لدينا يقين حقيقي في الله تعالى، وأن نقاتل من أجل الوطن والبلد فقط”، على حد تعبيره.

وهاجم السيسي منتقديه، على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية في عهده، قائلاً: “لا توجد دولة تتحرك إلى الأمام من دون الاستقرار والأمن، وأي حد يقول لكم إنه ممكن يعمل استقرار وتنمية في مصر بطريقة أخرى بخلاف ذلك؛ إما جاهل أو أحمق”، على حد تعبيره.

وادعى السيسي أن “الموضوع بالنسبة له لا يتعلق باستمراره في الحكم، أو من يتولى إدارة البلاد (في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة)”، مستطرداً: “أنا واحد منكم، وأخوكم، وطول ما البلد مستقرة هاتطلع لقدام، لأن هناك نماذج (دول) أغنى مننا، ولكن لم يشهدوا استقراراً أو ناموا في أمن وأمان”.
وأضاف ملوحاً بسيناريو الفوضى حال تركه الحكم: “هذا الحديث أقوله منذ أن توليت المسؤولية، والناس تقول لي: هل أنت خائف؟ أقول لهم نعم خائف على 105 ملايين مصري لو -لا قدر الله- حصل حاجة، لأنكم هاتبقوا في حتة تانية خالص. وأقول للمصريين اصمدوا، وحولوا الظروف القاسية التي نعيشها إلى منحة. وصدقوني كل ما تصمدوا كل ما الأزمة هاتعدي، زي ما أزمات كثيرة مرت من قبل”.
وتابع: “في العام الذي توليت فيه الحكم، قال أحدهم لي: أنت أيقونة وبطل مصر، بلاش تتولى المسؤولية لأنهم هايقطعوك. وقلت له: أنا مستعد حتى للموت من أجل بناء الدولة، وبفكركم (أذكركم) بكلام الناس وقت أن فُرض أول تخفيض في دعم الوقود عام 2014. اوعوا تفتكروا إني جاي أقدم نفسي لكم عشان الانتخابات؟ لا هذا لا يليق!”.
ومضى قائلا: “من عام 2011 حتى 2013 كان هناك من يريد أن يحكم البلد حتى يهدها، وكنت أقول لهم يا جماعة كل يوم بيعدي باللي إحنا فيه البلد بتضيع، وماحدش هايعرف يصلحها بعد كده. والـ30 مليار (دولار) اللي جبناهم بشق الأنفس (الاحتياطي النقدي) خلصناهم في عام ونصف العام، لأننا كنا نشتري البترول والسلع التموينية بالدولار، وبعدين نبيعهم بالجنيه في السوق المحلية، وبالتالي حالة عدم الاستقرار جابت البلد على الأرض”.
وواصل قائلاً: “في 2011 كنت لايص، لا عارف تجيب بنزين ولا قمح، وتقول اللي بيحصل مؤامرة، ولكن المؤامرة كانت جهلك وتخلفك. أنا أخاطب الناس في الشارع، وليس المثقفين، وأؤكد أن الدولة لن تنجح إلا بالاستقرار، مش نقول تخرب ونهدها على أصحابها”.
وعن تضاعف الدين الخارجي في عهده لما يقترب من 3 مرات، قال السيسي: “الدولة ظلت تعاني من العجز سنوات عديدة، والعجز موجود والسلف (الدين) موجود طول الوقت، وكان المطلوب قبل 2014 إن الناس تأكل بس، حتى لو الدولة من دون مقومات. لازم حد يدفع الثمن من أجل الأجيال الجديدة، ولازم يكون فيه حد بيضحي. مصر لم تستدن حتى سنة 1970، ولكن نتيجة تداعيات الحرب (مع إسرائيل) اضطرت إلى الاستدانة”.
وأكمل: “ما نريده هو أن نرى بلدنا في مكان تستحقه، وقلة الموارد والعوز ليس بمشكلة، ولكن المشكلة في عدم استعدادك للقتال من أجل إنهائه. الناس اللي كانت موجودة قبل كده كانوا مصريين بيحبوا بلدهم، ولكن كثير من الناس يقولون إن الرئيس السادات عمل السلام، من دون أن يقدر التداعيات الكبيرة جداً للحرب على الدولة المصرية”.
وعرج السيسي إلى أزمة الزيادة السكانية كما اعتاد مؤخراً، محملاً إياها مسؤولية الأزمة الاقتصادية بقوله: “حين أتحدث عن النمو السكاني، وأردد ذلك، فهو لأن تأثيره جد خطير. النمو السكاني بهذا الشكل قد يتسبب في مجاعة، مثلما حدث في دولة معينة مات فيها نحو 25 مليون شخص بين عامي 1952 و1968. ثم نفذوا برنامجاً لضبط النمو السكاني، وأطلقوا الإنجاب منذ عام 2017، بعد أن نظموا قدراتهم، وحققوا التنمية”، وذلك في إشارة إلى الصين.
وختم بالقول: “نحن نصلح مساراً لا أقول إننا لسنا مسؤولين عنه، وهو مسار صعب للغاية، بينما أنا لن أجلس (في الحكم) إلى الأبد. وأكرر أننا لم ندخل في مغامرة واحدة معكم، أم أنكم تعتبرون التنمية مؤامرة؟ والبناء مؤامرة؟ لا تختزلوا قضية البلد في أن الواحد يريد أن يتزوج، وينجب طفلين أو ثلاثة أطفال، ويظل يعمل ويعاني في تربيتهم. هل بهكذا طريقة ستجعلون مصر دولة ذات شأن؟”.

العربي الجديد

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى