آراء

الهروب من الواقع بدلاً من مواجهته

يعاني بعض الأفراد من حالة ذهنية سلبية يمكن وصفها بالهروب من الواقع بدلاً من مواجهته، وهي شبيهة نوعًا ما بالانفصال عن الواقع، لكنها مختلفة عنه لكونها وضعا فكريا ونفسيا يختاره الإنسان للهروب من واقع حياتي، لا يرغب في مواجهته، أو التعامل معه، أو الإيفاء بمتطلّباته.

ومن بعض علامات وأسباب الهروب الاختياري من الواقع، نذكر ما يلي:
-علامات الهروب الاختياري من الواقع: يظهر على الهارب من واقعه الحياتي علامات التوتّر عندما يفكّر بحقائق واقعه، أو عندما يطلب منه الآخرون أن يكون “واقعيًّا” في تفكيره أو سلوكياته، وتكشف تصرّفاته العامة عن سعي مستمر لإشغال النفس بأمور ونشاطات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تساهم في بناء واقع حياتي شخصي ناجح.

وربما سينغمس هذا النوع من الناس المضطربين فكريًّا باختيارهم في تضييع عدمي لوقتهم الخاص، بدلاً من استعماله لاستدراك ما هم عليه من توهمّات، أو لتحقيق الإنجازات الفعلية على أرض الواقع، التي ستمكنهم من عيش حياة بنّاءة ومجزية وذات معاني ثرية، وباستعمالهم لطريقة التفكير الجامدة نفسها التي أدت الى فشلهم الحياتي، واعتناقهم للرؤى ووجهات النظر الشخصية الضيّقة نفسها، التي منعتهم في السابق من الاستعمال الأمثل لمقوّمات النجاح الحياتي المتاحة لهم في الحياة.

-أسباب الهروب من الواقع: يمثل عدم النضج النفسيّ السبب الرئيسي للهروب من الواقع، وبسبب تصديق الهارب من واقعه لما ينسجه له عقله الجامح من سيناريوهات حياتية خيالية، لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، وبسبب عدم إدراكه لقيمة وقته.
وربما بسبب مخالطته لأشخاص يعانون من حالة الهروب الاختياري من وقائع حياتهم، وبسبب ضعف تقدير الذّات، وضعف الثقة بالنفس، والاتكالية، والخوف المبالغ تجاه إمكانية تحقيق النجاح في بيئة تم الفشل فيها في السابق.
وربما بسبب التمتع بالتقوقع النفسيّ والفكري داخل ذات منفصلة عن واقعها الحياتي، أو بسبب عدم تعرّض الهارب من واقعه الحياتي لنفضة فكريّة أو نفسيّة شديدة تخرجه مما هو فيه من تخيلات، وتقوقع فكري داخل صندوق عقلي مغلق، فلعل وعسى.

د. خالد عايد الجنفاوي – كاتب كويتي
السياسة الكويتية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى