آراء

ابن الهيثم واختراعه الكاميرا

إذا كان ابــن الهيـــثم قد طبق مقولة إن الحـــاجة أم الاخـتراع بالفعل، فـــإن المصــــادفة لعبت دورا مع عبقريته الفذة في اكتشاف الكاميرا كما نعرفها الآن، وإن كان قد أطلق عليها وقتئذ اسم الخزانة المظلمة ذات القلب الأسود.

وترجع القضية إلى أن ابن الهيثم كان في مدينة البصرة في يوم ما سمع الناس يتحدثون عن بيت يقولون انه سكن للأشباح، وكان كل من يدخله يرى صورا مقلوبة ومصغرة للبشر على أحد جدرانه. وإذا كان الناس يرددون الكلام من بعضهم البعض، فالوضع يختلف لدى ابن الهيثم ذلك العالم المبدع الذي ظل يتأمل هذه الظاهرة ويبحث لها عن تفسير بعقليته العلمية المعهودة حتى وجد ذلك التفسير المنطقي، إذ وجد هناك ثقبا في الحائط المواجه، وكان هذا الثقب إذا تحرك أمامه أحد أو وقف على مسافة معينة بالطريق المجاور للبيت المهجور ظهرت صورته على الجدار الداخلي المظلم المقابل للبيت المهجور. وحاول ابن الهيثم أن يثبت صدق رؤيته بتجربة علمية هو يقوم بها، فأحضر صندوقا وجعل به ثقبا وفي مقابله جعل الصورة تسقط على لوح زجاجي، فتكررت الظاهرة التي يتحدث عنها الناس في بيت الأشباح ولا يعرفون لها تفسيرا.

عاد ابن الهيثم إلى القاهرة فأعاد هذه التجربة مرة ثانية على صندوق مطلي من الداخل باللون الأسود وبه ثقب في مواجهة لوح من الزجاج المصنفر، وأحضر صندوقه إلى الأزهر وطبقه أمام طلابه وشيوخه فكان مثار دهشتهم واستغراب الجميع على ما يحدث أمامهم. ولما كان ابن الهيثم قد سبق له اختراع العدسة المحدبة في نظارة القراءة التي تحدثنا عنها من قبل، فإنه حصل على صورة أكثر وضوحا عندما جعل ضوء الثقب يمر بالداخل من هذه العدسة المحدبة، وأطلق على هذا الصندوق اسم الخزانة المظلمة ذات الثقب، والآن تطورت هذه الفكرة لتصبح الكاميرا التي نعرفها الآن، وبفضلها نلتقط الصور التذكارية في سائر المناسبات.إنه العالم العربي المسلم الفذ ابن الهيثم، الذي أنعم الله تعالى عليه بنعمة العقل الراجح والفكر العلمي المنظم الذي امكنه من الوصول إلى هذه الأفكار المبدعة ليصبح ابن الهيثم صاحب أول كاميرا في تاريخ البشرية، كما كان صاحب أول نظارة للقراءة أيضا.

د. عبدالعزيز الأحمد – الأنباء الكويتية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى