آراء

الحِرْص وشِدَّة التَّمَسُّك آفات مُفسِدات

يُنسب الى معلّمي الثالث في البلاغة والبَيان أبو عثمان الجاحظ قوله: “سقام الحرص ليس له شفاء، وداء الجهل ليس له طبيب”.
وهي حكمة حياتية يؤكّد الجزء الأول منها فساد الحِرْص المُفرِط للإنسان بسبب ما يمكن أن يؤدي إليه من ترسّخ الجشع والانغماس في شراهة المال، والملذّات، وتجاهل الأولويات الشخصية الأساسية والضرورية، وما يمكن أن ينتج عنه من تشوّش فكر الفرد واضطراب بوصلاته الفكرية والأخلاقية والنفسية والسلوكية.
ويمكن بالطبع، ربط الحرص المفرط بشدّة تَّمَسُّك المرء بأشياء وأمور وأشخاص ليس من مصلحته على المدى البعيد التمسّك بها. ومن بعض التأثيرات السلبية لفرط الحرص ولشدّة التمسّك وكونها آفات تُفسِد حياة الانسان، وبدائلها الناجحة، نذكر ما يلي:

  • الحِرْص المُفرِط وشدّة التَّمَسُّك آفات مُفسِدات: يؤدي الحرص المفرط الى امتلاك ما يزيد عن احتياجاته الأساسية، وشدّة تمسّكه بتمنيّات مفرطة ومثالية للغاية، تنبع من تشوّش تفكيره،وتضييع وقته الحياتي الثمين على ما لا فائدة فيه، ومنها على سبيل المثال، حرصه المفرط على جمع المال مع البخل في صرفه على نفسه، أو على من يستحقه.
    وشدّة تمسّك قلب الانسان بشخص أو بمجموعة أشخاص معيّنين رغم تَمَنُّعهم، أو شدّة تعلّقه بما لا يمكن منطقيًّا أن يتحقق له في المستقبل القريب أو البعيد، وذلك بسبب اختلاط أولوياته مع أولويات الآخرين، أو بسبب عدم معرفته بالأساس لأولوياته الحقيقية والتي من المفترض أن يحرص عليها مدى حياته.
  • -البدائل الناجحة للحِرْص المُفرِط: يجدر بالعاقل التعرّف والتأكّد أولاً من أولوياته الحياتية التي ستجلب المنفعة له، ولمن يهمه أمرهم، وسينجح في التعرّف على أولوياته عبر معرفة ما يشغف قلبه وتفكيره أغلب الوقت، ومن ثمّ حري به تسخير معظم وقته للإيفاء بتلك الأولويات، وعدم تضييع ولو لحظة واحدة من وقته على أمور وأهداف خارج نطاق ما يمكن منطقيًّا تحقيقه، أو الحصول عليه في الحياة الانسانية الطبيعية، والأهم أن يبذل المرء الأجزاء الكبيرة من جهده الشخصي ووقته في عيش حياة معتدلة.

د. خالد عايد الجنفاوي – كاتب كويتي
السياسة الكويتية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى